شبكة ذي قار
عـاجـل










ما نعيشه حالياً، من أزمات اقتصادية وحرب تجارية بين أمريكا والصين وانخراط أوروبا وروسيا فيها لاحقاً قد رتب عليها وقائع جديدة هي أشبه بالخيال، وطبعاً الضحية هي الدول الفقيرة والمهمشة التي تدفع ثمن ديمقراطيات أميركا والغرب من ناحية وشيوعية الصين والمافيا الروسية من ناحية ثانية.

فما جائحة الفيروس كوفيد ١٩ سوى نتاج المختبرات الجرثومية، لا فرق متى وأين ومن أنتجها، بل الوبال الأعظم استخدامها فيما يشبه الحرب الصامتة كبديل عن الحروب التقليدية التدميرية، إذ يكفي أن تطال البشر لينتج عنها الترددات المميتة الأخرى بغض النظر عن عدد الإصابات أو الوفيات أو تمددها، لتصيب شعوب العالم، لدرجة أنها انتشرت في أجزاء نائية من العالم لتدحض مقولة أن العدوى لا تنتقل فقط من جراء الاحتكاك البشري كما يروجون!

إذا هي حروب من نوع جديد، يستهدف تدمير مقدرات واقتصاديات العالم الذي يترافق مع تدهور أسعار النفط عالمياً، وبشكل غير مسبوق، ولا يتحمل تبعاتها سوى القوي الذي يصمد ويخرج منتصراً وينصب نفسه سيداً للعالم بعدما تكون الكوارث البشرية والمادية قد لحقت بشعوب العالم.

والملفت المريب أن كل هذه الأحداث، ودعونا نصفها بالمتغيرات، مترافقة أيضاً عن اتجاه عالمي باللجوء إلى الجيل الخامس الانترنت 5G.

فكل الكتابات والتحليلات تؤكد أن هذا الموضوع يمهد لعالم ستعتمد فيه مليارات الأجهزة على اتصال إنترنت ثابت وسيكون أسرع من 4G بمئة مرة على الأقل وقد تصل إلى ١٠٠٠ مرة.

وقد اتفق على جعل ٢٠٢٠ !!؟ سنة الانطلاقة الفعلية للجيل الجديد منه، هذه النسخة الجديدة التي ستنتج عنها ثورة تكنولوجية غير مسبوقة ذات بعد اجتماعي واقتصادي عنوانها "ثورة الكل متصل" بمعنى أن كل ما يتحرك على الأرض سيصبح مرتبطاً بالإنترنيت، بل سيمتد هذا المفهوم إلى الإنسان، ولكن هذا الربط تعترضه صعوبات تقنية تتمثل في توفير خدمة الإنترنيت في جميع الفضاءات لجعل الكل متصلاً، وهو الأمر الذي من المفروض أن يتيحه الجيل الخامس، لكن هذا الأخير يحتاج كمية من الذبذبات تفوق بكثير مما هو متاح حالياً، علماً أن هذه الذبذبات تستعملها قطاعات أخرى وأهمها مؤسسات الجيش في العالم بالإضافة إلى مجال الطيران والبث التلفزيوني والإذاعي وغيره من المجالات، قد تتسبب في صراعات ونزاعات بين الدول.

الأخطر في الموضوع هو موقع الدول النامية ودول العالم الثالث، التي ستجد الهوة التكنولوجية تتعمق بينها وبين الدول الصناعية مما سيعمق الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين العالم المتقدم والعالم الثالث التي تتطلب إعادة هيكلة النسيج الاقتصادي والتنموي فيها.

بربكم أليس في تفرقنا نحن العرب ضعف وفي وحدتنا قوة ومناعة؟

نعم هذا ما أكده البعث في أدبياته، فالبعث فكر يستمد مفاهيمه من رسالات وحضارات الأمة التي حثت دائماً إلى التماسك والوحدة، والاحتكام للعقل ونبذ الغرائز والتقاليد البالية ممهداً بذلك لمشروع بعث الأمة من جديد، لتأخذ موقعها الطبيعي بين الأمم والتعامل معهم من الند للند لتزيدنا حصانة وقوة.

وشعوراً منه بضرورة مواجهة المرحلة الحالية في التاريخ الحديث والمعاصر حيث القوي يفرض نفسه ويهابه الآخرون، ولا ينقص الأمة العربية سوى الالتفات على نفسها وتستلهم ماضيها المشرق لتنطلق نحو مستقبل أفضل وواعد لأبناء أمتنا العربية، وهذا ما لاحظه الغرب الشرس المتعطش لثرواتنا وبلادنا، فكانت المئة سنة المنصرمة شديدة القسوة على الأمة المنهكة أصلاً، بعد احتلال عثماني قاسي وشرس، وانتقالها إلى استعمار آخر، وتجزئة واغتصاب أرض فلسطين وإهدائها إلى شذاذ آفاق أتوا بهم من أنحاء أوروبا تخلصا منهم، وزرعهم في وسطنا إضعافاً لنا وضماناً لمستقبلهم الاقتصادي على حساب ثرواتنا، تنفيذاً لوعد بلفور الذي لا يملك إلى من لا يستحق!

ولضمان هذه السيطرة عززوها بذئب مفترس أطلقوه على الأمة العربية ليزيدها شرخاً وتمزقاً وضعفاً من نبش للماضي واستنهاض الفتنة النائمة ( لعن الله إيران الصفوية التي أيقظتها ).

كلمة أخيرة إلى أبناء أمتي، كن عزيزاً، فعيشة الذل لن يرضاها كل من فيه نخوة وشرف عربي، وما نراه في العراق وسوريا ولبنان من ثورة شعبية فهي بشرى خير تدل على نمو منسوب الوعي، والعودة إلى الذات العربية التي لا ترضى بالاحتلال عموماً وخصوصا المتستر بالمرجعيات المرتبطة بالمشروع الصفوي الفارسي التوسعي.

فرب ضارة نافعة، وقد تكون هذه الجائحة بمثابة جرس انذار وناقوس خطر يدعو الجماهير إلى التعبئة الثورية والإطاحة بكل ما يعيق التقدم والازدهار في أمتنا من طغمة فاسدة أو حكومات مرتهنة أو أنظمة رجعية وعميلة، وأما النصر فهو صبر ساعة، ولا بد أنه آت ولا ريب .. والله أكبر.





الاربعاء ١٣ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة