شبكة ذي قار
عـاجـل










مع أطلالة اليوم الأول من شهر حزيران يستذكر العراقيون والعرب واحرار العالم حدثاً تاريخياً وضع العالم امام حقيقة لاتقبل الشك مفادها ، أن أرادة الشعوب تنتصر دائماً وتسمو عندما تكون طليعتها ومحركها قيادة منبثقة من رحم معاناتها وتعبر عن همومها وتطلعاتها.وهذا ما تجسد في مثل هذا اليوم قبل ٤٨ عاماً في العراق حين انطلق صوت الأب القائد المرحوم احمد حسن البكر معلناً تأميم النفط في أشجع عملية أستعادة لهذه الثروة منذ فشل عملية تأميم النفط الايراني من قبل حكومة محمد مصدق عام ١٩٥١، وكذلك ما نتج عن تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس عام ١٩٥٦ من عدوان ثلاثي على مصر آنذاك ، والذي أدى الى سريان حالة من خيبات الأمل والنكوص والتراجع عن اية خطوة جادة لأستعادة الثروات الطبيعية في كثير من الدول خوفاً من سطوة الدول الاستعمارية التي تحركها وتوجهها كبريات الكارتلات والشركات الرأسمالية فيها.أن قرار التأميم لم يكن كما توقع البعض قراراً أرتجالياً وموقفاً وطنياً تحكمه العواطف والعنفوان الثوري ، بل كان قراراً ناتجاً عن وعي وأدراك لطبيعة الظروف والمتغيرات التي أعقبت تسلم حزب البعث العربي الأشتراكي للسلطة في العراق وما يعنيه ذلك من ضرورة تطبيق منهج البعث في الجانب الأقتصادي وأستعادة ثروات الامة من سارقيها وتسخيرها لخدمة أبنائها للأنطلاق بها الى مصاف الأمم المتقدمة في العالم.لقد عبر الكثير من الاقتصاديين عن دهشتهم وأعجابهم بهذه الخطوة العظيمة واعلنوا أنها تعني بداية انتقال العراق من مجموعة الدول النامية الى مصاف الدول المتقدمة ، وهذا ما تبلور فيما بعد حيث أنجزت قيادة الحزب والثورة العديد من أهم المشاريع الصناعية والزراعية الاستراتيجية ،وأرتفع دخل الفرد العراقي بمعدلات عالية وأنتعش الاقتصاد وصولاً الى حالة الأزدهار ، مقروناً ببناء جيش قوي حديث ، وبناء نظام تربوي متقدم بحيث أنتبه العالم الى مستوى الشهادات الأكاديمية العليا التي رعاها البعث وثورته وتوزيعها عل مختلف الأختصاصات في أكبر جيش من العلماء على مستوى العالم الثالث .. وبالتأكيد فان هذا لم يرق لقوى الاستعمار التي باتت تخطط لأجهاض هذه التجربة الثورية الناهضة وهي تعلم انها نواة البعث في العراق لتمتد وتشمل فيما بعد كل أجزاء الأمة على طريق تحقيق دولة البعث المنتظرة.وهذا ما حصل للأسف حيث تكررت المؤامرات الواحدة تلو الأخرى وبأساليب مختلفة بحيث أنتهت مفاهيم الحروب بالنيابة ونزل الكبار مباشرةً الى ساحة الصراع واضعين العراق وقيادته قي أولويات أهدافهم الشريرة وصولاً الى نكسة العرب الكبرى بأحتلال العراق عام ٢٠٠٣ ولتنحدر الى حالٍ من التردي والأنكسار لم تشهده عبر تاريخها الطويل.أن أستذكارنا لهذا اليوم يرغمنا أن نقول وبألم شديد أن الأحتلال وعملائه سعوا بكل ما أوتوا من قوة ألى ألغاء هذا التاريخ من ذاكرة العراقيين من خلال فتح السلطة العميلة الحاكمة الابواب مشرعة أمام النشاط الأحتكاري للنفط عبر ما يسمى ( جولات التراخيص ) التي نظر لها وسعى لها احد عرابي الاحتلال العميل المزدوج ( حسين الشهرستاني ) وبمباركة كل رموز السلطة واحزابها ومرجعياتها العفنة ، وقبل ذلك وبعد فترة وجيزة من الأحتلال أصدروا قراراً بأستبدال تسمية محافظة ( التأميم ) الى كركوك في أمعان وتكريس لفقدان الأستقلال الأقتصادي الذي يعتبر الجوهر الاساس للأستقلال السياسي.أن شعبنا وهو يعيش أيام المحنة والفقر والأضطهاد وسلب الحريات ونهب ثرواته ، لا يمكن ابداً أن ينسى يوم الأول من حزيران ، وسيبقى هذا التاريخ حاضرأً ليس في ذاكرة العراقيين وقلوبهم وأنما سيبقى نبراساً تتغنى به الشعوب المسلوبة ثرواتها والمغلوبة على أمرها.أن الواجب الوطني والأخلاقي يحتم على ثورة تشرين وشبابها التذكير بهذا اليوم وأعتماده رمزاً للأستقلال وتحقيق السيادة وأنتزاع الحقوق بالقوة.الرحمة والمغفرة للأب القائد احمد حسن البكر .. المجد والخلود لمهندس التأميم وباني مجد العراق الحديث القائد الشهيد صدام حسين .. المجد للأول من حزيران يوم تأميم النفط الذي لا ولن يمحى من تاريخ العراق والأمة والأنسانية.
 




الاثنين ١٠ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الحسني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة