شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها اللبنانيون
ماذا ينتظرنا بعد، وبيروت احترقت والنظام الفاسد فيها يرمي علينا بكمية من الأسباب الافتراضية التي أودت بلبنان إلى تلك الكارثة الرهيبة التي حلَّت بمرفأ بيروت مساء يوم الرابع من آب، وكلها أسباب تدين مطلقيها فلا تجد أي عذر لهم في التنصل من مسؤوليات كان عليهم تحملها بالأمس، ويجب عليهم أن يدفعوا الثمن اليوم جرّاء إهمالهم المقصود وغير المبرَّر.

ماذا ينتظرنا بعد، والفرضيات تتتآلى بين وجود مواد متفجرة، كانت مسماة بالمفرقعات النارية ثم تبدلت بين نيترات الصوديوم إلى نيترات الامونيوم إلى أسلحة ثقيلة وصواريخ ومواد أخرى كان على سلطة المرفأ التدقيق بها لحظتي الدخول والخروج إلى ومن عنابر المرفأ الحزين الذي تحول إلى أطلال.

ماذا ينتظرنا بعد وفرضيات تلغي فرضيات، ومواقف مسؤولة عن الأمن في البلاد تنفي كل ما تم التصريح به على الملأ من قبل شهود عيان يتحدثون عن صاروخ تارة، وطائرة مسيرة تارة أخرى، القت ما تحتويه على العنبر رقم ١٢ في المرفأ وليحصل بعدها ما لم يكن في الحسبان.

ماذا ينتظرنا بعد، وكل المسؤولين عن أمن البلد، غارقون في غفوة من السبات العميق، يدرون أن مواداً متفجرة تعادل قوتها نصف قوة القنبلة الذرية التي القيت على هيروشيما اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، ولا يجدون حلاً للتخلص منها، أو إحاطتها بكل متوجبات الحماية والأمان، وهم يدركون سلفاً أن العدو الصهيوني لا يصعب عليه العلم بمكانها لأربع أو ست سنوات خلت، أو ربما أكثر وشبكاته التجسسية تعمل على قدمٍ وساق من أجل تركيع هذا البلد وإذلاله.

ماذا ينتظرنا بعد، وهذا النظام الفاسد لم يستطع تطهير نفسه حتى اليوم، ورموزه الفاسدة جاثمة على صدور اللبنانيين تذيقهم المر والهوان صباحاً مساء.

وهل هي مصادفة أن تتوجه القوى الأمنية المسلحة لهذا النظام وقبل انفجار المرفأ بقليل من الوقت، إلى المعتصمين أمام وزارة الطاقة فتتصدى لهم وتنكل بهم ليس لسبب سوى لأنهم يطالبون بالنور ومحاسبة المسؤولين الفاسدين عن وزارة كبدت البلاد أكثر من أربعين ملياراً من الديون ولم يكتف من يقف وراءها بذلك بل يزيد في وعوده الكاذبة على اللبنانيين وكأنه يخاطب قطيعاً من المستضعفين لا بشراً، لهم روح وبداخلهم دماء ستنتفض وتثور متى فاق الظلم حدوده التي ما بعدها حدود.

ماذا ينتظرنا بعد، والقلب حزينٌ حتى الموت، والقلم يرجف خوفاً على البلد مما تخبئه له الأيام القادمة من مخاطر وأهوال، والفؤاد يجنح جزعاً على كل الأرواح التي أزهقت على مذابح الفساد اللبناني المنظم، والجرحى والمشردين والمنكوبين الذين ينتظرون رحمة السماء بعدما فقدوا ثقتهم بكل من يتاجرون بالرحمة على هذه الأرض.

أيها اللبنانيون :
إن النظام اللبناني الفاسد هو نيرون العصر الجديد، وبيروت اليوم هي روما الأمس التي احترقت دون أن يرف لنيرونها أي جفن وأن هذا النظام لن يكتفي بما حل ببيروت ومرفأها، وإنما استمراره وهو الجاثم على رقابكم وحاضركم ومستقبلكم، سيدمركم جميعاً وسيدمر هذا البلد الأمين حجراً حجراً ولن يبقى من البشر سوى من قبل المذلة وهان عليه حكم الفجار المستفيدين.
فإلى متى!

٦ / ٨ / ٢٠٢٠






الخميس ١٧ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة