شبكة ذي قار
عـاجـل










ما حصل في بيروت، وبالتحديد بعد الساعة السادسة مساءً من يوم الثلاثاء الواقع في ٤ آب ٢٠٢٠ هي واحدة من أسوأ الكوارث التي عصفت بلبنان وأشدها رعباً وتدميراً وقتلاً.

لقد شعرنا بهزة عنيفة جداً سبقت الانفجار الكبير الذي حسبته أنه يوم القيامة!حالة من الرعب خيم على الحي الذي أقطنه، وكمية ضخمة من الزجاج المتناثر والركام من جراء الشبابيك وخزانات الماء التي اقتلعت من مكانها بفعل الانفجار الهائل ناهيك عن تحطم زجاج السيارات والمحال التجارية التي تخلعت أبوابها وتبعثرت محتوياتها وتأذى بعض الجيران بجروح مختلفة نتيجة الزجاج المتناثر وغيرها، ومن تحطم أثاث المنازل.

هرع من بقي على رباطة جأشه لمساعدة الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات التي اكتظت بالمصابين، إذ بفعل الصدمة غاب عن فكري أن مصابنا هو مصاب كل أحياء بيروت وشوارعها.

توجه ابني وابنتي فوراً إلى مركز الصليب الأحمر للتبرع بالدم الذي كان يشهد اكتظاظاً، والكل يريد التبرع في مشهد وطني كبير، فإن دل على شيء فهو يدل على منسوب الوعي والوطنية عند معظم شبابنا المتعلم إلا من قد غرر بهم وتم غسل دماغهم خدمة أهداف إقليمية مغلفة بغطاء ديني ليتم بها التضليل والايحاء أنها من عند الله ولمصلحة عباده.

إن ما جرى في العاصمة اللبنانية لهو خير دليل على تحكم إيران ووليها بمفاصل الدولة التي تحكم بها المرشد الأصغر، الذي جر الويلات المتعاقبة على لبنان وشعبه، وبحجة الموت لأميركا والموت لإسرائيل!

التقارير التي تحدثت سابقاً عن وضع حزب الشيطان يده على مرافق الدولة ومنها طبعاً مرفأ بيروت البحري الذي من خلاله يمرر صفقاته أو يصدرها خدمة لأهداف امبراطورية فارس الصفوية المزعومة، والمغطاة من صانعيها الاستخبارات الغربية والأميركية.

سواء كانت المواد الكيميائية المخزنة الشديدة الانفجار مصادرة أو تم شراؤها وتركها في عنابر مرفأ بيروت لمصلحة حزب الشيطان منذ ٢٠١٤ وبعلم الدولة وأجهزتها لهو عهر ليس بعده عهر واستهتار بأمن لبنان وشعبه، إذ أجمع الخبراء أنها مواد شديدة الانفجار تعادل واحد على عشرة من قنبلة هيروشيما النووية.

وسواء قيام الكيان الصهيوني أو نفيه بتفجير تلك المواد بواسطة ( صاعق ) صاروخ لتفجيرها عن علم أو عدمه بوجود تلك المواد لاعتقاده أنه يقصف مخزناً للصواريخ الباليستية التي تنتج في هذا العنبر بعد استحالة وصول شحنات الصواريخ كاملة وتعرضها لغارات جوية وتدميرها في إيران وسوريا والعراق.

وما تنصل الكيان الصهيوني عما حدث في بيروت ونفي حزب الشيطان لما يفعله وتحكمه بمرفأ بيروت البحري لإبعاد غضب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وتلافيهما لأي ردة فعل من قرارات دولية وأممية تطالهما، وجعل الأمر وكأنه حصل نتيجة تماس كهربائي كما تناقلتها وسائل الإعلام التابعة لحزب الشيطان في تسخيف جديد لعقول الناس وتلميع صورتهم "الملائكية المقاومة للعدو الصهيوني"!

خلاصة القول إن استمرار منظومة الممانعة الموالية للنظام السوري المجرم والإيراني الفارسي الصفوي لن تجر سوى الويلات على الناس في الأقطار العربية، التي تسيطر عليها وتزيد الكيان الصهيوني قوة وأمناً في ظل جوار عربي فككه "المرشد الأعلى" وقاد الأمة إلى الهاوية.

إن ما جرى بالأمس في بيروت العروبة وأدى حتى الساعة إلى استشهاد أكثر من مائة وخمسة وسبعين وجرح أكثر من خمسة آلاف وفقدان العشرات، فهو مرشح أن يطال المدن العربية التي يتحكم بها أتباع الشيطان الصفوي تماماً، كما حدث في المدن والحواضر العراقية في مشهد يجعلنا نترحم على هولاكو وجنكيز خان.

نعم إخوتي في العروبة، ألم يحن الوقت لإعادة القطار إلى سكته والسير به نحو وجهة العروبة، فلا "المرشد الأعلى والأوسط والأصغر" يريدون الخير لهذه الأمة وأقطارها، بل يحدوهم الغل والبغض والكره للعرب ورسالة العرب الخالدة التي أمعنوا فيها التشويه والتمزيق والتلفيق وحشوها بالخرافات والترهات.

وأخيراً كل الرحمة للشهداء، وندعو الله الشفاء للجرحى وكل المواساة لعوائل الشهداء والجرحى والمفقودين.

وتحية لكل من سارع بتقديم المساعدات، إن من الداخل أو من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي.

وأدعو تلك المنظومة الفاسدة وحماتها من حزب الشيطان الرحيل فوراً وتقديم كل من له شبهة بما جرى في بيروت إلى المحاكمة الفورية، وندعو القضاء أن يقول كلمته العادلة والغير منحازة، وألا يفلت الجناة من العقاب، لأن الشعب قال كلمته "كلن يعني كلن"




الثلاثاء ٢٩ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة