شبكة ذي قار
عـاجـل










يشغل بال الكثير من الناس كيفية استقبال الضيوف ، ويدعهم يفكرون بالكثير من الامور العامة والخاصة ، وهذا على المستوى الشخصي ، فكيف يجب ان تكون اذا كانت على المستوى الرسمي ، بالتاكيد ستكون على مستوى عال من الدقة والحرفية والتنظيم ، والعراق معروف بذلك منذ تاسيس الدولة العراقية التي اهتمت بقواعد البرتوكول والاتكيت وبرز العديد من الشخصيات الدبلوماسية التي استلمت مسؤولية ادارة المراسم او من العاملين في هذه الادارة المهمة ، واقول بكل فخر كان في العهد الملكي والجمهوري ، رجال مهمات خاصة تمتعوا باعلى درجات الدقة والانضباطية في تنفيذ المهام المطلوبة.وكان عندهم الخطأ غير مسموح به بغض النظر عن المسؤول او الحاكم ، كونهم قد وضعوا سمعة العراق اما اعينهم واحترامهم لشرف المهنة والاخلاص لها ، فرحم الله من غادرنا واطال الله باعمار من هم على قيد الحياة.

اثارني وازعجني استقبال الرئيس الفرنسي ماكرون في العراق من قبل الرئيس برهم صالح ، وكان الامر مقصود في الاساءة الى سمعة العراق واهله.

واول شيء اسجله هو :

١ - ان حركات برهم صالح وتصرفاته لا توحي انه يمثل العراق وتعكس سلوك رجل قائد ، يعي طبيعة كل حركةيقوم بها الى جانب مشيته التي يجب ان تتصف بالاتزان والابتعاد عن الميوعة.

٢ - قائد حرس الشرف عكس عدم المبالاة وعدم الانضباط فلا بدلته قد رتبت و لا قميصه ولا ربطة عنقه ، كما ان وضع غطاء الرأس لم تكن بوضع صحيح ( مخربط من فوگ الى جوه ).

٣ - هل من المعقول ان بلاط القصر الجمهوري وارضيته تحت الترميم، بحيث يعكس منظر مخزي.

٤ - هل شاهدتم حدائق القصر الجمهوري ، فقد مات الزرع واصبح الاخضر اصفر ، اي اهمال هذا.

٥ - و هنا الطامة الكبرى التي لا تغتفر :
من مهازل المؤتمر الصحفي للرئيسين صالح و ماكرون ، الأول يبحث عن مترجم والثاني يضحك لأنه بدون سماعة ، وموظفة الإليزيه تصرخ ( يا جماعة رئيس ماكرون بدون سماعة ولا مترجم ).

هذه المشاهد جرت امام انظار المشاهدين ، وما جرى خلف الكواليس لا نعلم بها، وكما يقولون ما خفي كان اعظم.

للعلم ان هذه المهازل جرى مثلها الكثير بعد ٢٠٠٣ ، فالطالباني مر بعدد من القصص والخربطة وسوء التنظيم ومنها في البرازيل حيث قال لهم لو كان صدام تسوون هيج خربطة؟
اما معصوم فكان يوصف بالرئيس النايم والذي لا يعلم شيء.

و قصص حيدر العبادي وعادل عبد المهدي وقبلهم المالكي فانها كثيرة وعديدة فالكل يتذكر تلك المواقف.

القيادة هيبة وحضور ونظرة تعكس مجموعة من القيم لكي تعطي استحقاق البلد.

رحم الله الرئيس الشهيد صدام حسين ، حيث ذكرنا بهيبة الدولة وعظمة العراق وشموخه ، إبتداء بطريقة استقباله للضيوف وتعامله مع اعضاء الوفد القادم ، اما التنظيم العالي الموسوم بالدقة والحذر في كل شيء من رئيس تشريفات القصر الجمهوري الى قائد حرس الشرف ، وصولا الى رجال الضيافة الى التنسيق الجميل للمكان وجماليته والورود وغيرها.

نعم انحاز الى ذلك الزمن الجميل لانه كان يعكس هيبتنا و تقدمنا و عزتنا ، بغض النظر عن من يختلف معنا ، ولكن للتاريخ كنّا هيبة وصدر ديوان ويعلم الله يعترف بذلك حتى من هم في الحكم اليوم وهم يتذكرون سياقات الدولة العراقية وقوة شخصيتها الرسمية وغير الرسمية.

ان ما جرى يوم امس يحز في نفس كل عراقي وطني يحب بلده ، ويرى في التفاصيل الدقيقة معيار لتقييم الاداء.
رحم الله استاذي الدكتور وهبي القره غولي الذي درسنا فن الاتكتيت والبروتوكول.







الثلاثاء ٢٠ محرم ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة