شبكة ذي قار
عـاجـل










في شهر نيسان - ابريل من هذا العام، أصدر مكتب الاستخبارات القومي في الولايات المتحدة تقريره السنوي الذي شرح فيه التهديدت التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها حول العالم.وقد ورد فيه ان أكثر البلدان تهديدا للمصالح الاميركية هي ايران حيث ورد اسمها حوالي ٦٠ مرة.كما اكد التقرير ان ايران ماضية في هدفها الاستراتيجي المتمثل بفرض هيمنتها على العراق، البوابة الشرقية للوطن العربي، وبالتالي سعيها الى اخراج ما تبقى من القوات الاميركية فيه.

مما لا شك فيه ان العراق الحر هو العائق الرئيسي الوحيد امام مطامع الملالي، وانها ترى ان فرض سيادتها عليه تعني سيادتها ليس على العالم العربي حسب، بل على العالم كله.هكذا كانت اطماع حكومة الملالي منذ ١٩٧٩ وما زالت، سواء بقواتها التي دحرها الجيش العراقي الباسل في معركة القادسية الثانية ام عبر ذيولها الذين تمكنت من نشرهم في عدد من الدول العربية والعالم.لقد اكدت السنوات التي حكم فيها الملالي ان هذا هو هدف ايران وانها مستمرة فيه اذا لم تجد من يقف بوجهها الاسود الكالح.كما بينت السنوات الاخيرة ان ايران قد وضعت اهدافا استراتيجية جديدة تطمح من خلالها السيطرة على العالم.انها ليست كلمات.انها الواقع المر الذي علينا وعلى العالم باسره ان يحسب حسابه.

ان كراهية إيران وحقدها على الانسانية وعلى وعي البشر سيظل لا محال ما دام نظام الملالي قائما.وسيستمر دعمهم لذيولهم في كل مكان سواء المليشيات المنتشرة في العراق وسوريا واليمن والبحرين وخاصة حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين والحوثيين في اليمن.ومن المرجح انتشار تلك الحشرات في بلدان الكرة الارضية برمتها اذا ما بقي العالم بعيدا عن ايجاد الحل المناسب للتخلص من نظام الملالي واستبداله بنظام مسالم يعرف حق الجيرة وحق القانون.

لقد اصبح العراق مسرحا لتصفية الحسابات بين العديد من دول المنطقة وبات شعبه يئن تحت وطأة جرائم الخونة الايرانيين وامثالهم من الدول الشقيقة والصديقة.فلم نر او نسمع صوتا يدعو الى نبذ ايران ومخططاتها الخبيثة والتخلص من نظامها المجرم.إن على دول الخليج العربي، وخصوصا السعودية، ان تعمل بكل طاقاتها لايقاف زحف التغلغل الايراني عبر البوابة الشرقية للوطن العربي والا سنرى مليشيات ايران وذيولها تلعب وتمرح في شبه جزيرة العرب كلها.

تمكنت حكومة الملالي من فرض سيطرتها على مرافق الدولة بحيث اصبح العراق وبمعونة الخونة الاراذل اشبه ما يكون بمحافظة ايرانية تابعة اداريا لطهران.والابشع من ذلك ان الطريق بين قم والنجف اصبح معبداً تحميه العقول العفنة التي تتخذ من الدين ستارا للانتقام من العراقيين الشرفاء الذين اذاقوا الملالي واتباعهم السم الزعاف في حرب القادسية الثانية.تعلم ايران علم اليقين ان سيطرتها ايديولوجيا على النجف يعني سيطرتها على الكثير من العقول المتخلفة والجاهلة بغض النظر عن المستوى الثقافي لتلك العقول، اي نرى اساتذة جامعات من حملة الشهادات العليا واطباء ومهندسين وغيرهم سائرين في ذلك الطريق المظلم الذي تحيط به اشجار سوداء تبث السموم وتنفث الحشرات بكل الاتجاهات وهم مرتدين ( الحنديري ).

تشير الاحداث الاخيرة، خصوصا بعد تولي الادارة الاميركية الجديدة، الى ان ايران تسعى الى اخراج قوات التحالف والقوات الاميركية من العراق بحجة تحرير العراق من الاحتلال الاميركي، لكن الحقيقة هي انها تريد فرض سيطرتها الكلية على العراق ليصبح مُلكاً صرفاً لها، ولن يتمكن احد بعدها من التفكير بعراق عربي حر.وهذا هو الهدف الاستراتيجي الذي اوكلته حكومة الملالي الى ما يسمى بجيش القدس الذي بات هدفه الحقيقي احتلال العالم العربي بدلا من تحرير فلسطين والقدس.لقد تسلط حكم الملالي على العراق وعمل بكل جهد على زعزعة الاستقرار والامن فيه عبر ميليشياته وذيوله وكل الموالين له وتمكنوا من احباط الشعب الذي كان يأمل ان تخلصه اميركا من براثن ايران.و اذا ما نجحت ايران في هذا الهدف وخرجت القوات الاميركية من العراق، فسيصبح العراق محافظ ايرانية رسميا، وتتحقق اماني الفرس في اعادة امبراطوريتهم وامجادهم.ومن المخيف في هذا الامر ان وكالة الامن القومي الاميركية تعلم علم اليقين ان هذه هي مطامح ايران.لكن يبدو ان اميركا سمحت لان تكون لايران اليد الطولى في العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.

ان نجاح ايران في هذا المسعى سيعني انها ستشكل خطرا مباشرا وحقيقيا ضد دول الخليج التي لن تستطيع الصمود امام التوغل الايراني وستصبح داخل كماشة حكم الملالي من كل الاتجاهات وحتى من الداخل.ترى ماذا تستطيع دول الخليج ان تفعل فورا لمنع ايران من تحقيق مخططاتها الارهابية ضد الامة العربية؟

من الاهمية بمكان لايران ان يبقى العراق في دوامة الفوضى وغير مستقر وغير متزن ولا متوازن.لان استقراره وتوازنه سيحول دون تحقيق تلك الاطماع المجوسية، ولن يبقى للمليشيات قواعد ثابتة لشن عملياتها الارهابية الدموية.وسوف تتبخر احلام الملالي وتتوقف عن تصدير الثورة التي بدأت بها منذ ١٩٧٩.لذلك باتت سفارة طهران في بغداد المرجع الرئيسي للعمليات الارهابية ليس في العراق حسب، انما في كافة الدول المجاورة وتحت قيادة سفيرها الجنرال مسجدي الذي هو اساسا ضابط بجيش القدس.

ان بقاء ايران في العراق ومحاولاتها في تصنيع اسلحة نووية وصواريخ بالستية وامتلاكها لتكنلوجيا الطائرات المسيرة الحديثة واستخدامها للمليشيات الارهابية سيعزز من سيطرتها على الشرق الاوسط برمته وستكون اعظم تهديد لامن العالم كله.

لا سبيل الى الحيلولة دون ذلك الا وحدة العالم العربي، وتوحيد جهود المقاومة العراقية وتوجيهها للحصول على تأييد شامل ومطلق من الدول العربية والدول المجاورة كلها وعلى وجه السرعة.






الخميس ٢١ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة