شبكة ذي قار
عـاجـل










التاسع من نيسان - ٢٠٠٣ يوم سجل في صفحات التاريخ السوداء، يوم تم استباحة قلعة العروبة بغداد الرشيد وأعلن عن تأسيس أول دولة للرعاع على أرض الحضارات، أرض الرافدين المعطاء، يترأسها شذاذ الآفاق والخونة والعملاء الذين جاءوا متسكعين خلف دبابات المحتل الغازي، فبدلاً من أن يلجأ "القادة الجدد" إلى وضع الحلول وانتشال البلد من أزمته لجأوا إلى تعطيل الحياة بالكامل وتجاهلوا معاناة الشعب الجريح ..

لقد أراد أعداء العراق والأمة لهؤلاء الرعاع أن يتمكنوا من أرض العراق لتكون لهم محطة انطلاق إلى أرض العرب، ليحققوا مآربهم وأهدافهم العدوانية التي جاؤوا من أجلها.

إن هذه العصابة التي جاء بها المحتل لا قدرة لها إلا على السلب والنهب وسفك الدماء وأكل السحت الحرام الذي أدمنت عليه نفوسهم المريضة وأفواههم التي لا تجيد النطق إلا بلسان أعجمي، وأيديهم التي سرقت وعبثت بخيرات الوطن وسفكت دماء الأبرياء وهجرت واغتالت الكفاءات ..

لقد أنتجت حقبة الرعاع جيلاً يعاني الحرمان من الحرية والأمان ومن أبسط مقومات الحياة، وزج بحرب الطائفية والمذهبية والعنصرية التي حصدت أرواحاً بريئة، فالظروف القاسية التي مر بها العراق خلال تلك الفترة العصيبة أجبرت الشباب على ترك مقاعد الدراسة واللجوء للعمل لسد رمق العائلة، أما الذين حصلوا على الشهادة الجامعية فأملهم ضعيف جداً بالحصول على وظيفة في ظل الفساد المستشري في البلاد، فالتعيينات أصبحت من نصيب المنتمين للأحزاب والميليشيات ..

لقد كان العراق قبل مجيء هؤلاء الرعاع رمزاً عربياً ودولياً وله قدسية وهيبة كبيرة بين الدول، أما الآن فلا توجد سيادة، ولو قارنا مسألة الفساد بين الماضي والحاضر، فالعقاب كان شديداً في عهد النظام الوطني، ومن كان يسرق أموال الشعب ينال عقابه الصارم، فالسرقة الآن أصبحت مهنة سياسيي الصدفة الذين تربعوا على كراسي الحكم بفضل الاحتلال، والفساد وصل لدرجة مخيفة جداً وبتوجيه ورعاية دول الجوار التي كانت لا تجرؤ على القيام بأي عمل عدواني تجاه العراق، والتي أصبح لها دوراً مهماً وفعالاً بالخراب والفساد وزعزعة الأمن والتدخل بصنع القرار، فالنظام والقرار ليس عراقياً، وانما يأتي من خارج الحدود ..

هكذا أصبح حال بلد الحضارات والتاريخ، بلد تتسيد فيه الرعاع وتسيطر عليه الأحزاب والتكتلات والميليشيات التي تلطخت أيديها بدماء العراقيين الأبرياء، فالتغيير الذي طبل له البعض كان سلبياً، فقد ارتفعت مستويات الفقر والمرض والأمية والجريمة المنظمة، ولم تعد هناك دولة، وإنما مجموعة من ثلة ضالة تتلقى الأوامر من أسيادها الأمريكان والفرس لتنفذ ما سعوا إليه لتحقيق مصالحهم ومآربهم وتنفيذ مخططاتهم العدوانية الخبيثة ضد العراق والأمة.




الاربعاء ١٩ ربيع الثاني ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أم صدام العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة