شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية

هكذا ننظر للحرب في أوكرانيا

 


لا مناص من أن ينظر العرب عموماً والعراقيون خاصة إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من زاوية أن ثمة حرب قامت ضدهم وعدوان وغزو واحتلال قد وقع عليهم ولا زال يقع.

إن الارتدادات الموضوعية لما وقع ويقع علينا لا يمكن إلا أن تكون حاضرة في الإعلان عن مواقفنا ورؤيتنا لما يحصل، وهذه حالة إنسانية وسياسية لا يعتريها أي مثلبة بل على العكس نكون غير واقعيين وغارقين في مثالية وربما طوباوية إن تجردنا في التقييم عمَّا قد وقع علينا.

روسيا باعت العراق، روسيا كانت سلبية، روسيا خذلت العراق كونها كانت في عداد الأصدقاء، روسيا تدخلت في سوريا، روسيا تتعاطى بدفء وتتعانق مع عدوتنا الأخطر الآن إيران، كل هذا وربما غيره أكثر صحيح جداً ولا يجوز أن نغفله في تحديد رؤيتنا ومواقفنا، غير أن الصحيح أيضاً أن روسيا كانت أضعف من أن تقف معنا في حينها وإن روسيا لم ترسل قوات ولم تشارك بالمال ولا حتى بماكينة إعلامية ضدنا لا في العراق ولا في ليبيا بل إنها لم تعلن عن موافقتها عما جرى من غزو واحتلال.

روسيا لم تمارس عدواناً ضدنا على الأرض كما فعلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيون، شرقيهم وغربييهم. وأوكرانيا ساهمت بقوات دخلت مع الأمريكان واحتلت العراق شراكة مع الحلف الأمريكي.

روسيا تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، نعم، لكن إيران وتركيا وأقطار عربية تقيم أيضاً علاقات مع هذا الكيان المجرم المغتصب لأرضنا، من غير المعقول أن نتصالح في هذا المفصل الحيوي من قضايانا كقوى تحرر وثوار مع طرف ونغض الطرف عن الآخرين، الأخطر، إن حكام أوكرانيا بدءاً من الرئيس هم ينتمون إلى الصهيونية العالمية رسمياً وأوكرانيا ترتبط بعلاقات (أخوية جداً) مع الكيان الصهيوني.

 

هل نحن مع الحروب؟ الجواب كلا، وألف كلا...

لكننا مع أن تعرف الأمم والشعوب حقوقها وتحميها وتثمن سيادتها وأمنها القومي، وتدافع عنه، وأن تعرف عدوها من صديقها أو قاتلها من الذي لم ساهم فعلياً في قتلها.

في وضع ما ذكرناه آنفاً من جوانب ومفاصل ونقاط بعين الاعتبار نجد أنفسنا إننا أقرب إلى روسيا منه إلى حلف الناتو الذي لم نجن منه قط غير العدوان والغزو والاحتلال والانتهاكات والجشع والاحتقار والكراهية.

نعم، نرى إن روسيا محقة في دفاعها عن أمنها القومي الذي صارت أوكرانيا خاصرة واهنة فيه عبر توجهها للانتماء لأوروبا، وانضمامها لحلف الناتو.

إن من لا يرى الخطر الأمريكي الأوروبي في توجهات أوكرانيا ضد روسيا غير منصف ولا ينطلق من ذات الأرضيات التي ننطلق منها نحن سياسياً واقتصادياً.

كان هناك جدل قديم في ترجيح الاتجاه لأمريكا ولأوروبا لأنها الأكثر ثراء علمياً واقتصادياً من روسيا وأوروبا الشرقية غير إن روسيا الآن وطبقاً لمعطيات واقعية هي دولة متقدمة بل متفوقة من ناحية التسليح وصناعة السلاح وتطويره وغيره.

ولأننا نرى أيضاً تحالفات روسيا، ونفهم تماماً أنها تقف نداً لأمريكا التي بدأت تتراجع لأنها دولة عدوان ولا شيء غير العدوان.




الثلاثاء ٥ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة