شبكة ذي قار
عـاجـل










من ذاكرة الرفاق

والد الشهيد

 

في أيام العنفوان والكرامة والمجد قبل غزو العراق من قوى الشر وأقزامهم من العملاء والخونة في سنة ألفين وثلاثة، كنا نعيش أياماً جميلة، منها في منتصف السبعينات، حيث كنا نتهيأ قبل موعد ميلاد الحزب القائد بأيام، نعد اليافطات والزينة الورقية والكهربائية من نشرات ضوئية ومصابيح ملونة، ونحرص على شراء الحلوى والمعجنات مثل (الكيك والكعك). كما يتم تحضير أبهى الملابس لارتدائها والذهاب لتقديم التهنئة للرفاق. وقبل يوم واحد على الأقل من موعد الذكرى تشاهد الجدران وقد غطتها الشعارات و(اللافتات) وبعضها معلق على المباني والأعمدة.  كنا نسمع عبر مكبرات الصوت في الشوارع من خلال مقرات الحزب والدوائر والمنظمات بل وبعض بيوتات المواطنين الأغاني الوطنية.. وخلال تجوالك تسمع الشهيد داود القيسي:

هلهولة للبعث الصامد هلهولة..

 هلهل هلهل هلهل هلهل (تصفيق وزغاريد)

تعيش تعيش وتسلم يا رائد يا حزب الأمة القائد

تمشي بطريق الأحرار هي هي وتناصر كل الثوار هي هي

صامد يا حزبي المقدام هي هي بوجه العدا والظلام هي هي.

  وفي مكان آخر يتناهى لأسماعك الفنانة السورية   دلال الشمالي ....

 من قاسيون أطل يا وطني

فأرى بغداد تعانق السحبا

نيسان يدرج في مرابعها

والمجد ينثر فوقها الشهبا

وغير ذلك كثير حيث تغمرك الأناشيد والفرح يرتسم على محيا المواطنين.

وفي يوم السابع من نيسان تحديداً نسرع إلى مقرات الحزب بمختلف أنواعها لنبارك للرفيق مسؤول المقر، ثم نتبادل فيما بيننا التبريكات ونجدد العهد على المضي قدماً في خدمة الشعب وحماية العراق دون أن ننسى قضيتنا المركزية قضية فلسطين. وهكذا يتبادل الرفاق التهنئة صعوداً للقيادات العليا.

لقد كان الاحتفال بميلاد البعث بحق عرس حقيقي يعبر عن ضمير ووجدان الشعب وحبه والتفافه حول قيادة الحزب، وستعود هذه البهجة قريباً بإذن الله وبهمة شعبنا الغيور وطليعته من رفاق البعث وسنحتفل كما كنا فـ:

 

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ

فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي               وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ   يَـنْكَسِـر

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ        تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا   وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ   تَشُقْـهُ   الْحَيَاةُ        مِنْ   صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ             وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر

وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ 

وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر *

 

*الشاعر الراحل التونسي أبو القاسم الشابي






السبت ٧ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب والد الشهيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة