شبكة ذي قار
عـاجـل










 

نحن رجال مبادئ وليس فريضة عشائرية

الدكتور علي العتيبي

 

 

المبادئ لا يمكن أن تتجزأ وفق المزاح ولكن قد تتولد لدى القيادة رؤى آنية تستخدم فيها التكتيك دون المساس بالاستراتيجي، ولهذا حين نقرأ تاريخنا نجد العديد من الأحداث ومنها ما حدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكيف أن أهل الردة طلبوا فقط أن يقوم الخليفة بإعفائهم من دفع الزكاة ورفض طلبهم بمقولته والله لن أعفيهم ولو من عقال كانوا يؤدونه لرسول الله.

 ونحن في حزب البعث منهجنا وعقيدتنا ومبادئنا مستنبطة من رسالة الإسلام الخالدة وعليه لا يمكننا أن نتنازل عن أي مبدأ، لأن التنازل يعني فقدان القيمة، ولهذا من مبادئنا يجب ألَّا يكون أي تكتل في الحزب ويعاقب من يتكتل بأشد العقوبات الحزبية.

 وهنا أسوق حادثة حصلت في المؤتمر القطري العاشر حيث قام أحد الرفاق وكان سابقاً أمين سر فرع ديالى الرفيق أبو غادة  رحمه الله (اغتالته الميليشيات في منطقة البلديات بعد الاحتلال) وكان أيضاً عضو في المجلس الوطني وبحكم علاقته القديمة والمناطقية مع أحد الرفاق أعضاء المؤتمر فقال له: ( دير بالك على أبو عروبة) ويقصد إنه في المؤتمر يكون التصويت لصالح الرفيق المرحوم مزبان خضر هادي ونظراً لالتزام هذا الرفيق بمنهج الحزب فقد رفع تقريراً بما دار وقد اتخذ الرفيق الراحل عزة إبراهيم  كونه رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر قرار باستبعاد الرفيق أبو غادة من حضور المؤتمر وبعد فترة قصيرة كان هناك اجتماع لأحد لجان المجلس الوطني مع القائد الشهيد صدام حسين وكان أبو غادة ضمن اللجنة، واستغل حضوره فطلب من رئيس الديوان حمدان العزاوي أن يقابل السيد الرئيس منفرداً وبعد عشر دقائق طلب منه المثول أمام سيادته، وشرح له الموقف الذي حصل له فكان قرار الشهيد بإحالة الموضوع إلى لجنة حزبية للتحقيق، وفعلاً اتخذت اللجنة واعتبرت تصرفه تكتل حزبي فصدر القرار الذي صادق عليه الشهيد ليس فقط منعه من حضور المؤتمر بل تم تنزيل درجته الحزبية إلى عضو فرقة.

إذن ما جرى من توجيه عقوبات للمتكتلين هو من صميم المبادئ ويجب أولاً تجريدهم من المراكز القيادية في الحزب، وجعلهم أعضاء ومن ثم يتم التحقيق معهم لإصدار القرار المناسب بحقهم، أما تركهم بدون عقوبة هم ومن يناصرهم فهذه ردة ضد الحزب يجب محاربتها بقوة وفضح تصرفاتهم ليكونوا عبرة لمن يفكر بفعلهم الشنيع...

إذن نحن نسير وفق النهج الصحيح الذي أرسته مبادئ الحزب وتم تطبيقها فعلياً خلال مسيرتنا مع العديد من المتكتلين والمرتدين...

ورسالة إلى كل من يمسك العصا من الوسط نقول: المبادئ واضحة والنظام الداخلي صريح وعليهم أن يتحققوا من السبب وليس التباكي على النتيجة،  ويجب أن يتحروا عن ما حصل قبل الاجتماع وعن حيثيات اللعبة التي أرادوا لعبتها والدفع بأسوأ العناصر ليكون الواجهة حتى يحققوا شق وحدة الحزب، ولكن نباهة وحرص الرفاق في الداخل هو من أحبط هذا المخطط الذي كاد أن ينطلي على كل الحضور، وكان القرار الحكيم والذي تم اتخاذه من قبل القيادة القومية وفق النظام الداخلي والذي يتباكى المتكتلين ومن يناصرهم عليه ونحن حزب عظيم يتعامل مع حالة خطيرة يتعامل معها وفق المبادئ بحرص والضرب بيد من حديد على من يسلك هذا السلوك، ونحن لسنا في نزاع عشائري حتى نجمع الطرفين للصلح، فكيف الصلح مع من يريد هدم الحزب لغايات وأمراض نفسية، وقد يكون هناك من دفع لهذا الذي حصل خدمة  لمن يحارب البعث بالاجتثاث والقتل والتشريد والتغييب....

نحن رجال مبادئ ولسنا مهاويل نرقص لمن يدفع...

 






الثلاثاء ٩ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة