ثورة 17- 30- تموز1968 ثورة التحديات والمنجزات
د. علي ماهر
بعد أكثر من 19سنة عجاف على احتلال
العراق العظيم وتعرضه لأبشع مؤامرة استعمارية صهيو ايرانية نفذتها شرذمة من الخونة
والجواسيس والعملاء بهدف تغيير هوية العراق العربية ومسح مكانته التاريخية العظيمة
بغزو همجي لإخراج العراق من دائرة تأثيره بآمته العربية ومحيطه الاسلامي والعالم لتمرير
المشروعين الصهيو ايراني لتامين مصالح اسرائيل.
تمر علينا الذكرى الرابعة والخمسون
لثورة السابع عشر-الثلاثين من تموز الخالدة لتعرض علينا السؤال المشروع والطبيعي الذي
ينبغي على اي مناضل بعثي ان يطرحه على نفسه يوميا هو لماذا يقوم الغرب الاستعماري وأعداء
الأمة والبعث العظيم بتشويه ثورة شعب والصاقه بها من تهم دون وجه حق وبتضخيم واضح للأخطاء
التي رافقت مسيرتها المليئة بالتحديات والمخاطر وبشتى الذرائع والأكاذيب التي ثبت عدم
صحتها؟ وكيف نرتقي بأدائنا الجهادي لمواجهة هذه التحديات. سيما انها ثورة المكاسب والانجازات
الوطنية والقومية التي يعرفها القاصي والداني بدا من تصفية شبكات التجسس عام 1969 وتحقيق
الاصلاح الزراعي واصدار بيان 11 اذار التاريخي عام 1970 وتحقيق الحل السلمي الديمقراطي
للقضية الكردية وتحقيق الحكم الذاتي. واصدار قرار تأميم النفط الخالد عام 1972 والشروع
بمسيرة التنمية العملاقة والبناء الاشتراكي الذي حقق الرفاه المعيشي والازدهار الثقافي
لأبناء شعبنا وخلق نهوضا اعلاميا وثقافيا بارزا
حيث شهدت سبعينات وثمانينات القرن الماضي ازدهار الثقافة في شتى الميادين الادبية والفكرية
والفلسفية وفي التطور الكمي والنوعي في التربية
والتعليم العالي ومحو الامية وانشاء المدارس والكليات والجامعات وازدهار حملة الدراسات
العليا في شتى الاختصاصات الطب والهندسة والعلوم والدراسات الانسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلوم العسكرية والصناعات
المختلفة والمتطورة اضافة الى انشاء الطرق والجسور العملاقة. هذا غيض من فيض من منجزات
لا تحصى ولا تعد. أغاضت معسكر الأعداء فاستهدفوا العراق بالعدوان الايراني الغاشم عام
1980 والذي دحره ابناء شعبنا المجاهد وجيشنا الباسل عبر ثماني سنوات مترعات بالتضحيات
وبالجهاد والفداء والشهداء تكللت بنصر العراق والامة المبين في الثامن من اب 1988 مما
حدى بأعداء الثورة والعراق العظيم لتفريغ ما في جعبتهم من عدوانات متتالية بدا من العدوان
الثلاثيني الغاشم عام 1991 والحصار الجائر الذي امتد ثلاثة عشر سنة وثم عدوانهم الهمجي
الامريكي الصهيو فارسي واحتلال العراق 2003 الذي تصدى له مجاهدو البعث الذين فجروا
ثورة السابع عشر- الثلاثين من تموز وصانوا مسيرتها عبر 35 عاما وكسروا شوكت المحتلين
وطردوهم يجرون اذيال الخيبة والخسران عام
2011 محققين النصر التاريخي على اعداء العراق والامة العربية مواصلين جهادهم بوجه تحركات
المحتلين الامريكان والفرس المجوس وحكومة المالكي العميلة سيئة الصيت والحكومات التي
اعقبتها الرامية الى تدمير العراق وتجزئته. وحال العراق اليوم وشعبه الجريح في بؤس
وفقر وعوز وتفشي الموبقات والمخدرات والجريمة المنظمة والقتل على الهوية واثارة النعرات
الطائفية والعرقية ونهب خزينة الدولة من قبل احزاب السلطة الفاسدة المبرقعة بثوب الدين
والدين منهم براء. عراق اليوم بلا ماء ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ولا امن ولا امان.
مدن عبارة عن خربة واخرى عبارة عن اطلال.
واليوم مجاهدو البعث وجماهيرهم
الخيرة ومعهم ابناء شعبنا المقدام يفعلون جهادهم
الملحمي مستلهمين مبادئ ودروس ومعاني الذكرى العطرة لثورة السابع عشر من تموز 1968
وينتفضون ضد هذا النظام العميل واحزابه العميلة
الفاسدة من خلال التلاحم الكامل مع الجماهير وكسب ثقتها والمشاركة الفعالة بالانتفاضة
الشعبية التشرينية المستمرة التي قدمت الاف الشهداء والمصابين على طريق الحرية والتي تعم جميع محافظات العراق
وبصورة خاصة بغداد و الفرات الاوسط والجنوب لأنها مفتاح النصر المقبل ان شاء الله وحتى
تحقيق النصر المظفر وتحرير العراق من دنس الاحتلالين الامريكي والصهيوايراني .
تحية للثورة ولرجالها والرحمة والخلود لشهدائها وفي طليعتهم شهيد الحج
الاكبر القائد المجاهد صدام حسين ولجميع رفاقه الابطال.