شبكة ذي قار
عـاجـل










أمانة سر تنظيم قطر لبنان تهنئ بالذكرى ٥٤ لثورة ١٧ تموز في العراق

 

الرفيق المناضل أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق

الرفاق المناضلين أعضاء قيادة القطر

 

تحية رفاقية، تحية العروبة والنضال.

 

تحل الذكرى الرابعة والخمسون لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة، والعراق مازال ينوء تحت الاحتلال الأميركي - الإيراني الذي دمر البلاد وأفقر العباد وعمم ثقافة الفساد تنفيذاً لمخطط ضرب البنية الوطنية العراقية وإجهاض الانجازات والتحولات التقدمية كلها على الصعد الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها ثورة البعث في العراق، منذ انطلاقتها لأربع وخمسين سنة خلت. وهذا الاحتلال الذي تعاني منه جماهير العراق في حواضره كلها وبطيفه الاجتماعي كله، لم يوفر معلماً حضارياً من معالم الحياة إلا وضربه وخربه تنفيذاً للقرار الأميركي بإعادة العراق إلى ما قبل المجتمع الصناعي، وسعياً محموماً من حكام إيران بإعادة العراق إلى مرحلة ما قبل سقوط الإمبراطورية الفارسية في القادسية الاولى، وثأراً من القادسية الثانية التي جرعت الخميني كأس السم.

وإذ كان هذا التآمر الدولي والإقليمي يشتد على العراق، فلأن القوى المعادية للامة تدرك جيداً مكامن القوة التي يختزنها شعب العراق وعمق تجذر الوعي الوطني لدى أبنائه وقوة انتمائه القومي للعروبة. ففي كل مرة كان فيها العراق يتعرض لغزو أو عدوان متعدد الأشكال والمصادر، كان شعبه ينتفض في وجه الغزاة والمعتدين، وهذا ديدنه، منذ ذي قار وحتى اللحظة التي تصدح فيها أصوات الشباب في الساحات والميادين، "إيران برا برا ، بغداد تبقى حرة". وهذا ما يبشر ببدء مرحلة جدية من حياة العراق السياسية التي تبنى على قاعدة تحريره من الاحتلال الأميركي ومن أشكال التغول الايراني كلها وإسقاط إفرازاته وأدواته التي تمعن في نهب ثروة العراق وتوظيفها في خدمة منظومة الفساد وتغذية المشروع الإيراني الذي ما وصل أرضاً عربية إلا وعمل فيها تدميراً وتخريباً وتهشيماً وتهجيراً وتغييراً في تركيبها الديموغرافي.

وإذا كان الأمل يحدو هذه الأمة بقرب خلاص العراق من عبء الاحتلال الأميركي -  الإيراني، فلأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها العراق لمثل ما تعرض له ويبقى مستسلماً لنتائجها. فهو دائماً يفاجئ أمته والعالم بما لا يتوقعه الآخرون.  وقريب أمثلته، الإسقاط من بغداد لما سمي "بحلف بغداد"، يوم ظن كثيرون أن نظاماً اقليمياً يشق طريقه بقيادة أميركية ومتكأ إيراني وتركي، فإذا به يهوي لتبدأ مرحلة جدية من النهوض القومي، وقيام ثورة ١٧-٣٠ تموز التي جاءت لتصحح مسار ثورة ١٤ تموز وتئد نتائج ردة تشرين، وتعيد الاعتبار إلى المشروع القومي العربي التحرري بعد النكسة القومية التي تولدت عن حرب الخامس من حزيران.

إن العراق الذي استطاع بما يملك من مخزون نضالي متراكم، عبر التاريخ أن يحقق انتصارات في مواجهة عدوان الخارج، حقق ذلك، ومن دون أن تكون للحركة الثورية العربية التي حمل لواءها حزب البعث دوراً مقرراً في آليات القرار السياسي على مستوى إدارة الحكم. فكيف لا يحقق العراق انجازات عظيمة وقد توفرت له القيادة التي امتلكت ناصية القرار؟

إن الإنجازات والتحولات التي أحدثتها ثورة تموز على مدى خمسة وثلاثين عاماً، أخافت الابعدين والاقربين من تمدد لهيبها الثوري، عبر جعل العراق قاعدة لاختبار مشروع الاستنهاض الوطني الشامل، وعبر تحوله إلى قاعدة ارتكازية للمشروع الوحدوي العربي بمضامينه التقدمية كلها وأبعاده التحررية وصولاً إلى إنهاء اشكال الاستلاب الاجتماعي والقومي الذي عانت وتعاني منه الأمة العربية. وخوفاً من هذا التحول الثوري الذي بدأ معالمه بالتشكل في العراق، كان ائتلاف القوى المعادية في حلف غير مقدس لضرب الحالة الثورية في العراق.  وهذا ما وضع العراق أمام تحدٍ جديد، أنه تحدي الدفاع عن الوحدة الوطنية والانتماء القومي وإعادة البناء الشامل إلى بنى المجتمع العراقي بناءً وطنياً تقدمياً، لا مكان فيه لمحتل أجنبي ولا لشعوبي فارسي، ولا لقوى تخريبٍ مجتمعي وتكفيرٍ ديني. وما الثورة التي تختلج بها ساحات العراق اليوم، إلا الدليل على أن هذا الشعب الذي انتصر في معركة التأميم وفي تحدي التحديث الاجتماعي والاقتصادي، وفي معركة القادسية الثانية وفي مواجهة العدوان الثلاثيني والحصار الظالم والعدوان وإطلاقه للمقاومة الوطنية العراقية التي أجبرت المحتل الأميركي على الانسحاب، سينتصر على أعدائه متعددي المشارب والمواقع وسيعود العراق حراً عربياً موحداً ديموقراطياً.

إننا، في هذه المناسبة المجيدة، مناسبة الذكرى الرابعة والخمسون لثورة ١٧-٣٠ تموز، نتوجه بالتحية إليكم وعبركم إلى شعب العراق العظيم المنتفض على محتليه الأميركيين والإيرانيين، وثقتنا كبيرة أن العراق الذي بنى تجربة ثورية رائدة في ظل حكمه الوطني الذي قاده حزب البعث والذي تتحملون، اليوم، فيه عبء المسؤولية التاريخية في حمل الأمانة الوطنية والقومية، سيعيد انتاج ثورة تموز جديدة بالاستناد إلى الدم الجديد الذي يضخ في شرايين ثورة الشباب وبالاستناد إلى معطى المخزون النضالي التاريخي المتجذر في الذات الوطنية العراقية. وان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قاد مسيرة التحول الإيجابي في البناء الثوري وقاد معارك المواجهة مع الأعداء، هو اليوم في ظل قيادتكم ومسؤولياتكم المؤهل لقيادة المرحلة بحكم التصاقه بالجماهير ومعايشته لها في تفاصيل حياتها، وعدم انجراره إلى معارك جانبية أو الهاءات يلجأ إليها من يعزف على وتر التخريب من الداخل ظناً منه أن هذا العمل التخريبي من الداخل سيحقق ما عجز عنه مشروع الاجتثاث من الخارج عن تحقيقه. ألا خاب فأل هؤلاء، لأن العراق سينتصر بقوة شرعية مشروعه الوطني التحرري وقوة شرعية حزبه الثوري، وقوة روح البذل والعطاء والتضحية التي تجسدت بأرقى تجلباتها في قوافل الشهداء، وفي عنوانها الأبرز شهيد الحج الأكبر قائد العراق العظيم وأمين عام الحزب الرفيق صدام حسين.

باسم قيادة قطر لبنان للحزب وكوادره ومناضليه جميعاً نتوجه بالتحية لكم، في مناسبة هذه الذكرى المجيدة، وعبركم إلى جماهير العراق وثورتها الشبابية التي تستعيد روح ثورة تموز ومبادئها، وتحية لشهداء العراق بقيادييه ومناضليه وأبنائه كلهم، والحرية لأسراه ومعتقليه، وإلى الأمام لتحقيق أهداف أمتنا في التحرر والتقدم والوحدة. 

 

الرفيق حسن بيان 

  عضو القيادة القومية للحزب

  أمين سر قيادة قطر لبنان.

 

بيروت في ٢٠٢٢/٧/١٣






السبت ١٧ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أمانة سر تنظيم قطر لبنان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة