شبكة ذي قار
عـاجـل










السيادة والقصف المتكرر… من المستفيد؟

الدكتور علي العتيبي

 

بين الفينة والأخرى تتوارد أنباء قصف، منها القصف بصواريخ، ومنها قصف بطائرات مسيرة، وأخرى قصف طيران حربي،  وكل هذا القصف دوماً ينال من أرواح وممتلكات مواطنين عراقيين أبرياء، وقد تنوعت مصادر القصف، فهناك القصف الإيراني المعلن على الأراضي العراقية في شمال العراق، دون أدنى احترام لسيادة العراق، التي أصبحت مستباحة لكل من هب ودب، ولا احترام لعلاقات حسن الجوار، وحجتهم مطاردة المقاتلين الإيرانيين الأكراد، ومنها القصف الذي طال أربيل الذي طال منزل المواطن العراقي الكردي (كريم زنكنة)، ونرى الإعلام الإيراني والموالي لها والمسمى زوراً بأنه إعلام عراقي يروج لأكاذيب.

قبل يومين تم قصف مصيف سياحي في أربيل يرتاده مواطنون عراقيون من كل محافظات العراق، راح ضحيته عدد من المواطنين، وبشهادة الشهود بأن هناك صواريخ كانت تنطلق من قمم جبلية، وعند الاستفسار أخبروهم بأن هذا الأمر عادي ولا خطر على حياة السياح ولكن الصواريخ سقطت عليهم، والغريب أنه حال وقوع القصف نرى الإعلام الإيراني والموالي له والمسمى عراقي اسماً روَّج أن تركيا قصفت عراقيين أبرياء في شمال العراق، وكان الحضور وتصوير القصف والحادث مِنْ مَنْ يطلق عليها وكالة صابرين نيوز التابعة للعصائب، وهذه القناة تعودنا على حضورها المسبق وتوثيق أي حادث إرهابي يطال المواطنين.

 تزامن هذا التقصف والتصوير مع خروج متظاهرين يحملون لافتات وصور تدين تركيا وبحجة فورة الغضب تجاوز هؤلاء الغوغاء على سفارة تركيا وإنزال علمها.

والسؤال هنا متى انتشر الخبر، ومتى طبعت اللافتات والصور، ومن جمعهم هكذا؟ في حين أن تركيا أعلنت أنها لم تقصف أحد، وأصدرت الخارجية التركية بياناً بذلك (هنا نستحضر لعبة تفجير قبة الإمامين الهادي والعسكري، وما جرى تزامناً معها من قتل وتفجير طائفي)، لكن المتابع للأحداث يعرف أن وراء الأكمة أمر مهم، وهو فشل المباحثات التركية الإيرانية فيما يخص سورية، فكان الرد هو القصف واتهام تركيا بها أولاً، وثانياً اشغال العراقيين بالقصف المسمى تركي حتى ينسوا التسريبات الخطيرة لأحد اجتماعات نوري المالكي.

إذاً علينا البحث عن المستفيد، وهنا لا بد أن نشير إلى أن أغلب القصف الذي يتم هو من قبل ميليشيات مسلحة بايعت خامنئي على السمع والطاعة، ولديهم ما يسمى برجال دين يفتون لهم بالقتل، وقد جاء ذلك باعتراف صريح وواضح من قبل فرق الموت التي قتلت الأبرياء في البصرة، والذين اعترفوا بأن القتل تم بفتوى خامنئي والاعتراف الآخر من المالكي بأن لديهم فتاوى بالقتل من رجل دين إيراني يسمى المرزا.

إن إيران تلعب الدور القذر من خلال ميليشياتها،  والمتضرر من هذا القصف هو العراق لأن هذه الأحزاب والميليشيات بتصرفها الوقح هذا باقتحام السفارة التركية وإنزال العلم التركي عطل عمل السفارة ومصالح المواطنين العراقيين، وتضرر التجارة مع تركيا حتى أبقى إيران هي اللاعب الوحيد في العراق لأنها تعتبره ضيعة تابعة لفارس، فهل يعي المواطن العراقي خطورة الوضع، وإلى أين سيكون مصيره إن بقي ساكتاً بعد هذا الذل الذي يعيشه في ظل الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران ومرجعيتها التي تتحكم به وجعلته أسوأ دول الأرض فساداً وسرقة وبطالة وذلك، فهل من معتبر؟




الثلاثاء ٢٧ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة