شبكة ذي قار
عـاجـل










إشادة سودانية بثورة ١٧ - ٣٠ تموز العراقية
نشرت جريدة حزب البعث العربي الاستراكي في السودان افتتاحية  بمناسبة ذكرى ثورة ١٧ - ٣٠ تموز ١٩٦٨ في العراق هذا نصها:

ثورة تموز.. ثورة الإنجازات الكبرى والمعاني العظيمة

في هذه الأيام من العام 1968، استطاع البعث في العراق تفجير أعظم ثورة في التاريخ العربي المعاصر. تأتي أهمية ثورة يوليو - تموز من كونها جاءت رداً حاسماً على نكسة يونيو - حزيران 1967، التي كرست التمدد الصهيوني في الوطن العربى وأفريقيا، باحتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان.

إن ثورة يوليو - تموز الموسومة بالثورة البيضاء (التي لم ترق فيها دماء)، كمهمة مطلوبة لنقل العراق وقواه الوطنية، السياسية والاجتماعية لمرحلة نوعية تدار الخلافات فيها بالحوار والتفاعل، بدلاً عن الصدام والعنف والتصفيات. والتي انتصرت بالتلازم بين الدور السياسي والاجتماعي للبعث وقدرته على حشد الجماهير بالإضرابات والتظاهر، وبين دور الجيش في الانحياز لحظة اكتمال الثورة والتغيير واستلام السلطة. والتي بدأت في 17 يوليو - تموز، واكتملت في 30 منه، بعد عزل العناصر الانتهازية التي استوعبها التغيير في اللحظات الأخيرة الحرجة (عبد الرزاق النايف، إبراهيم الداؤد).

لقد أحدثت ثورة تموز تحولات كبرى في المجتمع العراقي على الصعد الاقتصادية والتنموية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية والتعليمية والعسكرية، والتآخي الوطني القومي... الخ. ونقلته من مجتمع البداوة والتخلف والجهل والأمية والاستغلال إلى رحاب العلم والتقدم والعدالة والمساواة.
فعلى المستوى الاقتصادي خاضت الثورة وانتصرت في معركة تأميم النفط 1972، وفك احتكار الشركات الأجنبية، وأصبح نفط العراق ملكاً لشعبه وأمته.
على المستوى التعليمي بَنَتْ الثورة الجامعات (جامعة لكل محافظة)، بالإضافة للمعاهد ومراكز البحث والتدريب، وأسست نظام تعليمي إلزامي حتى المرحلة الثانوية، بالقدر الذي خرج به العراق كلياً من دائرة الأمية حسب تقارير اليونسكو 1987، واعتبارها تجربة رائدة ونموذجاً يحتذى.
أسست تجربة تموز نظاماً صحياً متقدماً حقق مجانية العلاج وتوطينه وجعلت العراق ضمن أول عشرة بلدان فى هذا المضمار، إضافة إلى الشبكة المتقدمة في البنى التحتية، وتنمية انفجارية متوازنة اجتماعياً وجغرافياً، نقلت العراق إلى مصاف البلدان المتقدمة.

على المستوى السياسي أبدعت عبقرية الثورة صيغة تحالفية للمشاركة في الحكم تمثلت في ميثاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، التي أشركت كل أطراف العمل السياسي، بالإضافة إلى حل المشكلة الكردية من خلال بيان آذار - مارس 1972، واستيعاب التنوع في المجتمع العراقي في معادلة الحكم فى إطار العراق الموحد المستقل، وفوقاً عن ذلك بروز فعالية وتأثير دور العراق في الدفاع عن قضايا أمته ضد الأطماع الصهيونية والفارسية والعثمانية، وأصبح العراق في عهد تجربة البعث الوطنية القومية التقدمية، مفتوحاً لكل العرب، وأحرار العالم، ومبذولة خيراته لهم. وعلى المستوى الدولي شكل العراق حضوراً دولياً لافتاً يصعب تجاوزه.
بنى العراق في ظل حكومة الثورة جيشاً عقائدياً وطنياً وقومياً (ولم تكن هناك مليشيات طائفية مثلما حادث الآن)، تصدى ببسالة للدفاع عن قضايا الأمن الوطني والقومي، وأطلق جيشه 39 صاروخاً على العدو الصهيونى دفاعاً عن الحق الفلسطيني.

كان سجل العراق إبان الحكم الوطني خالياً من قضايا الفساد المالي والإداري، وسجلت القيادات نموذجاً متفرداً في ذلك، حيث لم تسجل -حتى بعد الاحتلال- أي قضية فساد مالي أو إداري ضد أي مسؤول علا أو صغر.
لقد حققت ثورة يوليو - تموز تنمية صناعية انفجارية ضخمة في كافة مجالات الحياة، أهلت العراق للخروج من دائرة الدول الأقل نمواً إلى دول العالم الثاني.

في عهد ثورة تموز شهد العراق استقراراً سياسياً وأمنياً، ووحدة نسيجه الاجتماعي، ولم تسد نزعات التفرقة الطائفية والدينية السياسية والجهوية.
يحتفل البعث وشعب العراق بالذكرى 54 لثورة تموز هذا العام، في ظل الأوضاع المأساوية التي يعانيها شعب العراق، وتنامي ثورة الرفض لنظام المليشيات والعمائم الموالية للفارسية التي يخوضها منذ الاحتلال 2003 في كافة مدن العراق.

إن المعاني الكبيرة والإنجازات العظيمة التي جسدتها ثورة تموز وقيادتها البعثية الأصيلة، ستظل عصية على النسيان وسيظل قادتها محل اعتزاز لشعب العراق والأمة العربية، وعلى نطاق حركة التحرر على مر التاريخ، بما مثلوه من مبدئية عالية في فترات الحكم وفي سجون ومعتقلات الاحتلال وسلطته العميلة... وكيف تفانوا في جعل السلطة في خدمة المبادئ وصيانة الوحدة والتعبير عن التطلعات الشعبية.




السبت ١ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الهدف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة