شبكة ذي قار
عـاجـل










الثامن من آب 1988 يوم أسود في الذاكرة الإيرانية

 

أبو محمد عبد الرحمن

 

حزب البعث العربي الاشتراكي بالنسبة لإيران حزب ذو عقيدة عروبية قومية يدعو إلى بعث الأمة العربية ووحدتها، لهذا السبب وضع الخميني نصب عينيه منذ عودته من فرنسا إلى إيران القضاء على حزب البعث الحاكم في العراق بقيادة الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، لأن الفرس كمكون مهيمن على باقي القوميات في إيران يعتبرون الفكر القومي العربي خطيراً جداً على إيران (الفارسية) ومشاريعها وأحلامها وعقائدها السياسية والقومية والفكرية.  

والعراق كان حاجز صد كبير ضد أطماع الهيمنة الإيرانية على المنطقة، سواء كانت شاهنشاهية، أو قومية طائفية.

إيران تريد السيطرة على المنطقة، لذا اعتدت على العراق في حرب الثماني سنوات "1980 – 1988".

واعتبر تقرير "بي بي سي" أن الخميني الذي كان بالمنفى لمدة 13 عاماً بضيافة العراق قبل أن يغادره عام 1978، كانت لديه عداوة شخصية مع الرئيس العراقي الراحل، ما أدى إلى رفض الخميني مساعي السلام التي عرضتها بغداد.

وأشار التقرير إلى أن الخميني أصر على مواصلة الحرب أملاً في الإطاحة بصدام حسين، لكن خابت مساعيه بعد تعزيز دفاعات الجيش العراقي الذي تراجع للخطوط القتالية الخلفية على طول الحدود مع إيران.

حرب دامية استمرت لنحو عقد من الزمن، وشكلت إحدى مظاهر التدخلات الإيرانية في العراق، استناداً إلى تصريحات لمسؤولين إيرانيين أكدوا أن تصدير "الثورة" إلى العراق، والدعم المالي والسياسي للخونة ضد نظام البعث ببغداد، كانا المحركين الرئيسيين للحرب. 

ومع تصاعد خسائر إيران الفادحة أثناء القتال مع العراقيين، دفعت طهران بآلاف المراهقين لساحة الحرب الدامية دون تدريب أو تسليح جيد.

ودخلت الحرب العراقية - الإيرانية مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن غارات جوية وهجمات صاروخية ضد مدن بعضهما البعض والمنشآت العسكرية والنفطية.

وسيطرت حالة من الجمود على خطوط القتال في منتصف الثمانينات، ولكن في أغسطس / آب عام 1988 كان تدهور الاقتصاد الإيراني سبباً في رضوخ إيران لقرار وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.

نعم إنها المطرقة التي حطمت جمجمة العنجهية الفارسية وثورتها الصفوية وأجبرت كبير سدنتها الشيطان الأكبر على تجرع السم صاغراً ذليلاً رغماً عن أنفه.

ولطالما قيض الله لخير أمة أخرجت للناس أبطالاً دافعوا عن أوطانهم وهزموا أعدائهم، فحتماً سوف تنجب الأمة أبطالاً وقادة لطرد كل محتل ومغتصب وبدون مبالغة فإن البعث وكوادره هم مشاريع قادة وشهادة دفاعاً عن الأمة العربية ومجدها وعزتها وكرامتها...

ولسوف يجرع العراق السم الزعاف لكل من تسول نفسه الاعتداء عليه أو على أي جزء من الأمة.

 






الثلاثاء ١٨ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمد عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة