شبكة ذي قار
عـاجـل










المجاهد عزة ابراهيم في ذكرى رحيله:

ماذا لو عاد حياً ليقول!

محمد خالد

 

باستثناء الرفاق المخضرمين الذين واكبوا مسيرته ما قبل وبعد ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨، فإنه يصعب على أي كاتب عربي الإحاطة الكاملة بسيرة ومسيرة الرفيق الراحل عزة إبراهيم الذي آلت إليه المسؤولية الأولى في قيادة الحزب والمقاومة في العراق المحتل وفي أحلك وأقسى الظروف المصيرية والمعقدّة التي مرّت على هذا القطر والأمة العربية،

كان رحمه الله، خير من حمل الأمانة بشجاعة الفرسان ووفاء النبلاء ليسطّر في مسيرته أنه أحد كبار الرجال في مسيرة البعث العظيم، الذي صنع مجد الحزب وصانه لعشرات العقود بعد رفاقه العظماء، وفي مقدمهم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق والأب القائد أحمد حسن البكر والرئيس الشهيد صدام حسين رحمهم الله جميعاً.

 لقد كان من أهم ما أنجزه القائد الراحل في سنوات ما بعد احتلال العراق، أنه حافظ على كيان الحزب في مواجهة الاجتثاث، وكرس الشرعية القومية في مواجهة الانقسام الذي أراده أعداء البعث كي يتشظّى الحزب فلا تقوم له قائمة، وتتكرّس مؤامرة تقسيم العراق اثنياً ومذهبياً لتضيع مع الواقع المر كل إنجازات الثورة التي رفعت هذا القطر إلى مصاف الدول المتقدمة المقتدرة وجعلته مهاب الجانب ومحط احترام القريب والبعيد من دول العالم.

من هذا المنطلق، كان تأكيد القائد الكبير على شرعية الحزب قطرياً وقومياً في آن:

- قطرياً، لإدراكه أن لا قيامة جديدة للعراق المحتل إلا على أيدي المناضلين الوطنيين الشرفاء والبعثيين الذين صنعوا تجربتهم بأيديهم وبالدم وعرق الجبين، ويستحيل عليهم أن يروا عراقهم ممزقاً متناحراً يتناتش اللصوص تاريخه وماضيه وحاضره.

- وقومياً، حيث لا وجود للبعث سوى تحت جناح قيادته القومية التي تمثل الأمة بكل تشكيلاتها وأطرها التنظيمية، ويستحيل على الحزب أن يبقى بعثياً دون شرعيتها، سواء داخل قطر العراق أو في مختلف أقطار العروبة.

إن الوفاء لذكرى القائد الراحل، لا يكون سوى في التأكيد على وحدة الحزب قطرياً وقومياً تحت جناح الشرعية المتمثلة بالقيادة القومية التي تواصل مسيرة القادة الراحلين بكل أمانة المناضلين وصبرهم وعزيمتهم المتوقّدة حفاظاً على الحزب بأشفار العيون وداخل حدقاتها . لأن الحزب لا يمكن أن يعيش ويستمر بدون قيادته القومية الشرعية .

التحية لروح القائد المجاهد الرفيق عزة إبراهيم الذي ينظر اليوم من عليائه ويفرج بمواصلة مسيرة النضال من قبل رفاقه الذين صانوا العهد وحفظوا الأمانة وقسم شرف العضوية في حزب العث العربي الاشتراكي.




الثلاثاء ٣٠ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة