شبكة ذي قار
عـاجـل










 منتخب المغرب فرحةُ الأمة العربية

د. كاظم عبد الحسين

 

المشككون بوحدة أمتنا، والجاحدون المنكرون لفطرية هذه الوحدة في أرواح العرب وبديهياتها في كينونتهم، والمرجفون الذين يسمون ويصفون ويتهمون الفكر القومي الوحدوي وعلى رأسه حزب البعث العربي الاشتراكي بالإغراق في الطوباوية، وهذه هي ذات السهام الغادرة الموجهة من أحزاب الطوائف والأعراق والأممية ذات التوجهات والمرجعيات المختلفة، عاشوا ويعيشون محنة حقيقية ومن نوع خاص وفريد مع أنفسهم وهم يبصرون بالعين المجردة وبدون الحاجة إلى إشغال العقل، وحدة الأمة وهي تتجسد في أروع تجلياتها وصورها في وقوف العرب مع أسود الأطلس، شباب المغرب، في معركتهم الكروية في مونديال كأس العالم وفي الاحتفالات التي شهدها ويشهدها كل بيت عربي بالفوز التاريخي للمغرب، والأداء الراقي الذي فاق مستويات عالمية مشهود لها، وقارع فرقاً كروية تمتلك الإمكانات والمهارات والخطط وفرص التدريب.

لقد صُنع التفوق المغربي بجهاد أسطوري وجسارة خرافية وإصرار يليق بالأسود.

إن الفريق المغربي هو الفريق الوحيد الذي تسانده أمة كاملة، وتعيش قلوب ملايين العرب خافقة بحبٍ لهذا المنتخب الذي يمثل كل العرب، ولأن العرب قد وجدوا في فريق المغرب _أسود الأطلس_ ضالتهم ليعبروا عن إيمانهم بوحدة هذه الأمة، ويعلنوا عن كينونة هذه الوحدة بعد كل ورغم ما قامت وتقوم به دول واستراتيجيات وقوى معادية للأمة من داخلها ومن خارجها لإيصال العرب إلى اليأس من إمكانية تحقيق وحدتهم.

لقد وجد العرب في الأداء البطولي المشرف لمنتخب المغرب فرصة للتعبير التلقائي عن حقيقة فطرية راسخة هي وحدتهم، ومحوراً مفصلياً للنطق بلسان واحد وشعور واحد ورجاء واحد وأمل واحد هو: أن المغرب ليست قطراً معزولاً ولا كياناً قائما بحالِه، بل هو جزء من الأمة، وأن منتخبه يمثل كل العرب.

سمعنا، ونسمع الكثير عن كيان موحد لأوروبا، وها نحن نراها مفككة كل منها يتعنصر لفريقه ولا يشجع أي أوربي من منطلق وحدة أوروبية أي فريق آخر.

فريق المغرب وحده من بين الفرق هو من يمثل أمة كاملة، هي الأمة العربية، والشعب العربي وحده هو من توحدت أبصاره وقلوبه وضميره الحي مع منتخب القطر المغربي.

أجمل التهاني والتبريكات بقدر الأنفاس التي يتنفسها كل عربي من المحيط إلى الخليج لفريق مثَّل أمة، وأعاد لها بقوة فرصة التعبير عن ضميرها الواحد والمعبر عن شعب واحد.

إن الوقوف القومي مع منتخب المغرب يتكرر في الوقوف ضد أي عدوان على الأمة، ويتجدد في اسناد أي حركة تنمية متميزة في أي قطر من أقطار الأمة، وفي تحية أي فرصة تطور في العلم والصناعة والتكنولوجيا والتربية والزراعة والصناعة وغيرها.

عوامل وحدة أمتنا قائمة تدك عوامل التجزئة، وتنغص على مخططات تغريب العرب عن ذاتهم القومية، وترد بزلزال التشجيع لكرة القدم المغربية منتهزة الفرصة لتغرز سيوف الحق في صدر الطائفية والعرقية والفئوية والقطرية.

فالأمة .. عربية واحدة

    تحمل راية.. رسالتها الخالدة.






الثلاثاء ١٩ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. كاظم عبد الحسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة