شبكة ذي قار
عـاجـل










الخلافات بين قوى الإطار التنسيقي الإيراني ومن انضم إليهم

فيما يسمى بائتلاف إدارة الدولة

 

زامل عبد

 

الخلافات بين قوى الإطار التنسيقي حول طريقة إدارة الأزمة السياسية في المرحلة الحالية والمقبلة قبل وبعد تشكيل حكومة الاحتلالين الاطارية برئاسة محمد شياع السوداني مرشح نوري المالكي استمرت ، وان الخلاف ليس على تحديد تاريخ لانتخابات جديدة التي تظاهر الإطاريون بانهم يرغبون بإجراء الانتخابات المبكرة التي طالب بها مقتدى الصدر حتى لو كان ذلك في الربع الأول من العام 2023  ،  وهنا لابد من الإشارة الى ان هناك أطرافا أخرى كانت تريد تشكيل حكومة خدمية مصغرة والاتفاق على موعد معين لحل البرلمان الحالي والذهاب للانتخابات الجديدة خلال عام 2024 لكن هذين التوجهين يقابلان بالرفض من ائتلاف دولة القانون وتحديدا بشخص نوري المالكي الذي كان يصر على تشكيل حكومة بأسرع وقت استثمارا لانسحاب مقتدى من العملية السياسية واستقالة نوابه من عضوية مجلس النواب وخلال هذه الأجواء كان هناك حراك إيراني لتحقيق التفاهم وتوحيد مواقف قوى الإطار التنسيقي خلال المرحلة المقبلة  تحقيقا للأجندة الإيرانية  وتمددها المستمر ضمن المشرق العربي وخاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان بالإضافة الى ان نوري المالكي  يرغب بالاستئثار بالسلطة وتحقيق حلمه بالولاية الثالثة التي لم يفلح منها وبها خرجت السلطة من قبضة حزب الدعوة العميل وخاصة جناح المالكي ، وان هذا التوجه يعارضه هادي العامري وقيس الخزعلي الذي يتوافق مع المالكي في الإسراع بتشكيل الحكومة لكنه يطمح الى ان يكون هو القوة المؤثرة في الاطار بل قيادته بدلا من المالكي ، كما ان لحيدر العبادي وعمار الحكيم والفياض اراء ومواقف لا تتوافق مع توجهات المالكي وقيس الخزعلي بالرغم من الظهور من خلال الاعلام بمظهر التوافق والتقاء اراداتهم  ،  ولابد من الإشارة الى امر التعارض فيما بين اطراف الاطار التنسيقي قبل التحاق الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة اليهم وهو فكرة حل مجلس النواب  والذهاب الى الانتخابات المبكرة وخلال ثلاثة اشهر على ان يسبق ذلك تشريع تعديل قانون الانتخابات الا وهو معارضة المالكي لهذا المقترح جملة وتفصيلا والتسويق لنفسه للحكومة الجديدة بعد فشل او افشال حكومة محمد شياع السوداني الذي اريد له ان يكون كبش فداء ، وقد ازداد الخلاف بين الإطارين والديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة حيث شهر العسل انفض بفعل تنصل المالكي من تعهداته وكما هو معروف عنه بعد ان حقق غرضه  بتجاوز عقدة الصدر وتحالف انقاذ وطن وتفكيكه لان الكرد وخاصة مسعود البارزاني وضع شروط ثقيلة ان التزم بها الاطاريون ستكون حاله تهدد مصير محافظة التأميم  وما يسمى المناطق المتنازع عليها في  محافظتي صلاح الدين وديالى  ،  اما الالتزام بالوعود مع تحالف السيادة سيشكل اشكالا مع ايران المتمسكة بجرف الصخر التي اعتبرتها قاعدة متقدمة لها حاليا وان الخلافات بين قوى الإطار التنسيقي ليست بجديدة ويمكن وصفها بالقديمة الجديدة وسبق أن تشظ هذه القوى في الكثير من المواقف والقضايا لكن توحيد هذه القوى ومن معها من فصائل مسلحة خلال الفترة الماضية كان هدفه تقويض مشروع الاتيان بحكومة من خارج الأحزاب الموالية لإيران كحد ادنى على تتبنى موضوع الخدمات وترميم النسيج الوطني من خلال تحالفات جديدة وعلى ضوء ذلك تم الإعلان عن تحالف انقاذ وطن  مكونه  -  الصدر  -  البارزاني  -  الحلبوسي والخنجر  -  وتمكن هذا التحالف من إعادة انتخاب الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب والاتيان بالزاملي عن التيار الصدري نائبا اول  والديمقراطي الكردستاني النائب الثاني لرئيس مجلس النواب وطرح  وزير داخلية الإقليم ريبر احمد  مرشحا لرئاسة الجمهورية  وبهذا تكون ايران قد ابتعدت نوعا ما عن التأثير الكلي في المشهد العراقي ،  ومن ثم الاتيان بحكومة الأغلبية والتغيير والإصلاح  ،  وهذا المشهد  اصبح يشكل قلقا لإيران والموالين لها قوى الإطار التنسيقي من الناحية السياسية والفضائل المسلحة التي تتخذ من عنوان الحشد الشعبي  ستار لتحقيق أهدافها  اختطاف الحكومة وجعلها خاضه كليا لإرادتها  واجندتها  والتي سبقت ومارست ذلك في حكومة الكاظمي ، ولهذا الجميع توحّد لإحباط مشروع حكومة الأغلبية وافشال تحالف انقاذ وطن  بالترغيب والترهيب الذي مارسته ايران بالمباشر او من خلال ادواتها ، ولكن حتى مع توحيد المواقف ضد الصدر ومن تحالف معه كانت الخلافات حاضرة أيضا" بين قوى الإطار ان كانت من خلال الاعلام او الاجتماعات والتناقض في المواقف ، وفي ظل حراك تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الخلاف تفجّر على قضايا كثيرة كالصراع على الحقائب الوزارية  والدرجات الخاصة  ومن يتمكن من  السيطرة على المخابرات  والامن الوطني وحول زعامة الإطار كتشكيل سياسي  .... الخ، والسوداني أصبح في الموقف الذي لا يحسد عليه لما يتعرض من ضغط وتهديد بإسقاط حكومته

 

أين هؤلاء من قول الجليل الأعلى يوم العرض * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ * ‏لما اقترفوه بحق العراق وشعبه الجريح وحبهم لشهوات الدنيا وسحتها الحرام؟

 






الخميس ٢١ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة