شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

{ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} سورة الرعد (17) ..

                                          صدق الله العظيم

 

رحمة بالشهداء

بقلم / بعثي

بكلمات نابعة من القلب والضمير، أكتب وقلبي يعتصر ألماً على وطني وشعبي وحزبي، واستذكرت جانباً من أيام معاناتنا (الجميلة) في عمق معناها، بسبب حبنا لوطننا وحزبنا، وخاصة بعد الاحتلال البغيض، وبعد اعتقالي من قبل القوات المحتلة في منتصف مايس 2003 ، قبعت في معتقل كروبر الأمريكي وفي زنزانة انفرادية ما يقرب عن ثمانية أشهر، ورغم صدور قرار إطلاق سراحي في آب 2003 ، ولكن لم يطلق سراحي في حينها، لأن المحقق الأمريكي طلب أن أوقع على تعهد بالبراءة من حزب البعث العربي الاشتراكي وعدم مقاومة المحتل حين يطلق سراحي، ولكني رفضت التوقيع والاستجابة لهذا الطلب، فأعادوني إلى الزنزانة مرة أخرى، ويعلم الله كم هي معاناتنا والضغوط النفسية التي كنا نعاني منها كمعتقلين، وأي قوة حين يضغط حملها تنهار، ولكن الله عز وجل منحنا قوة وصبر ساعدتنا على التحمل والصمود، وحين كنت أرى صلابة وقوة الدكتورة هدى صالح مهدي عماش والدكتورة رحاب في معتقلهما، كنت أردد مع نفسي (إذا اهتزت قيم الرجولة لديك فانظر إلى هدى ورحاب) مستلهماً قول شهيد العراق والأمة الراحل صدام حسين (إذا اهتزت قيم المبادئ فتذكر قيم الرجولة)  ولكل منا قصص وليست قصة مع معاناة الاعتقال وظروفه.

وبقيت استدعى كل فترة للتحقيق والمساومة على أن أقدم التعهد ليطلق سراحي، وأبلغني المترجم ملاحظة المحقق الأمريكي وهي (لماذا العناد والعراق أصبح بيد أمريكا، ونظام البعث انتهى، وكل قيادة البعث والدولة أمامك في المعتقل)، فكانت إجابتي بكل ثقة وصدق ــــ (ارتبطت بفكر البعث وعمري 12 سنة ومن عائلة بعثية وقومية وقضيت كل عمري مع البعث فكيف أتخلى عنه! وأما المقاومة فهي فطرة عند كل المخلوقات لتدافع عن نفسها من الخطر الخارجي، وحتى العصفور الصغير يدافع عن عشه حين يـأتيه الخطر، فكيف بالإنسان الذي يحتل بلده وتهان أرضه، فكل الشرائع تمنحه الحق بالدفاع عنه، ولو كنت لا أملك القدرة الجسدية للدفاع عن بلدي فسأدافع عنه بقلمي، واعلموا جيداً إنكم هنتم بلدي ووطني باحتلالكم، وأهنتوني شخصياً، ونحن عرب بدو لا ننسى الثأر، ويتوارث عندنا، فإن غفل أولادي وأحفادي عن إهانتكم لبلدي فلن يغفلوا عن إهانتكم لي، وسيردوها لكم ولو بعد حين).

وحين خرجت من المعتقل، اضطررت للهجرة لبلد عربي، وبعد فترة من الإقامة فيه وكعادتهم يستدعون المقيمين عندهم في جهاتهم الأمنية المتعددة!! وسألني المحقق من ضمن أسئلته العديدة!! (هل أنت بعثي؟ فأجبت نعم) (وهل أنت من جماعة عزة أو من جماعة محمد يونس، فأجبته أنا من جماعة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تقوده القيادة القومية للحزب وأمينها الحالي الرفيق عزة ابراهيم فنحن ننتمي لحزب لا لأشخاص).

أردت من هذه المقدمة أن أقف على محطات من العطاء الوطني ، وهي مشابهة من حيث المضمون لمحطات كثيرة في حياة الآلاف من المناضلين والبعثيين، خاصة بعد الاحتلال الذين سطروا مواقف أكبر وأجل مما تم عرضه، وواصلوا المسيرة بكل إقدام وبطولة وشجاعة، ولم ترهبهم قوة الأعداء وممارساتهم بالإيذاء، فكان منهم الشهداء وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الراحل صدام حسين رحمه الله، والأسرى والمعتقلين الذين قبعوا  ولا زالوا في زنازين الاحتلال وزنازين ذيولهم العفنة حتى هذه اللحظة ، وشهداء المقاومة البطلة التي قارعت المحتل وذيوله وشهداء الغدر وشهداء تشرين والجرحى والمعوقين والأمهات الثكالى والأرامل والأيتام، هؤلاء جميعاً تاج رؤوسنا وفخر نضالنا وأمتنا، ونقف أمامهم، نطأطئ رؤوسنا خجلاً وعرفاناً لهم ، وهم زهونا وعزتنا، ونبقى ندين لهم لأن أي عطاء منا لا يرتقي إلى ما قدموه ، وهذا دين في رقاب كل البعثيين الأحياء والوطنيين الشرفاء.

 فكيف يوفى هذا الدين؟!

يوفى بطريقة واحدة لا غيرها، بالتكاتف والتعاضد وبوحدة الصف والنضال تجاه الهدف، وأن نترفع عن الزعامات ونتنازل واحدنا للآخر والقيادة لمن تتوفر لديه الإمكانيات، ليست الامكانات اللوجستية فحسب وإنما الامكانات النفسية وتجرد الذات والنزول إلى القواعد الجماهرية والشعبية للنهوض بعملية البناء النضالي وإعداد جيل من القيادة المؤمنة لتكمل مسيرة رجال البعث الذين بنو هذا الحزب العملاق ووضعوا أسساً واضحة وعميقة.

إن البعث والشعب والأمة تستحق منا كل شيء.....

لا يصوب لنفسه من يرى أنه على صواب ليخطئ الآخر.......

ولا يتزمت من يرى نفسه على صواب لينال ممن كان معه بالأمس في خندق واحد....

ابحثوا عن المستفيد من وراء ما أنتم فيه، ستجدون أنهم الأعداء الذين احتلوا العراق وفي مقدمتهم إيران الشر.

كونوا يداً تمسكُ بيد سيدها عقل واحد هو البعث.....

تذكروا الشهداء والأسرى والمعتقلين والجرحى والمعوقين والأمهات الثكالى والأرامل والأيتام، يريدون منكم الثأر لهم لا للإيثار لمواقعكم .......

يريدون وحدة الصف والنضال لا الفرقة والتشرذم.....

اذكروا الله وارحموا الأمة والحزب ونضاله وتاريخيه المجيد ......

فلن يرحمكم التاريخ مثلما لم يرحم من سبق.......

عودوا لرشدكم فالوقت لم يأزف بعد........

وتبقى القيادة القومية هي خيمة حزب البعث العربي الاشتراكي وهويته...

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ)

والله من وراء القصد..






الثلاثاء ٢٦ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بقلم/ بعثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة