شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

صرح ناطق مخول باسم قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي بما يلي:

 

مؤتمر البحر الميت لن ينجح في إطالة عمر النظام الميليشياوي الفاسد الذي يرفضه العراقيون

عقدت في منطقة البحر الميت الأردنية يوم العشرين من كانون الأول الجاري الدورة الثانية لما يسمى "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" بحضور عربي وتركي وإيراني وبرعاية فرنسية.

وقد بدا واضحاً من طبيعة جدول أعمال المؤتمر أن هذا الاجتماع يهدف إلى تقديم الدعم الإقليمي للسلطة غير الشرعية القائمة في العراق والتي تشكّلت مؤخراً، وتثبيتها بالضد من الإرادة الحرة لشعب العراق ومصالحه الوطنية، وبالضد من المصالح العربية العليا وبالضد من متطلبات الأمن القومي العربي.

إذ لا يخفى على أحد أن هذه السلطة التي تضم تمثيلاً واضحاً وعلنياً للميليشيات الإرهابية التي تقتل شعب العراق وتسرقه جاءت بالضد من إرادة العراقيين، وبالضد من مبادئ الديمقراطية المزعومة في مفارقة مثيرة باعتبار أن من شكّلها هو الطرف الخاسر في الانتخابات وليس الطرف الذي فاز فيها، مع رفض العراقيين لكلا الطرفين.

فقد رفض شعب العراق الانتخابات الصورية التي أجريت في تشرين الأول من سنة 2021، وقاطعها بشكل واضح وصارم اعترف به العالم بكل منظماته ونقلته وسائل الإعلام على نحوٍ لا يقبل شكاً أو تزويراً، وبعد أكثر من سنة على ذلك الإعلان الشعبي الواضح وبعد أشهر من الشدّ والجذب بين عناصر العملية السياسية حول تقاسم المصالح والمكاسب والمناصب، وهم في حقيقة أمرهم طرف واحد مهما اختلفت تسمياتهم، جاء تشكيل هذه السلطة بتمثيل أعتى الميليشيات الإرهابية التي لا تمتّ إلى العراق وشعبه ومصالحه بصلة.

إن "البعث" الذي يرحب بأية جهود عربية أو دولية لإنقاذ العراق وإخراجه من المآسي التي سبّبها الاحتلال الأميركي والإيراني المشترك والتغول الصارخ للميليشيات يرى أن المقدمات التي قام عليها هذا المؤتمر لن تصل إلى مخرجات سليمة بالضرورة، إذ لا يمكن لمن كان جزءاً أساسياً وفاعلاً في المأساة العراقية أن يكون بأي شكل من الأشكال جزءاً من الحل ومن فرص الإنقاذ أو يسهم بتغيير المسار السلبي إلى حالة إيجابية.

وانطلاقاً من رؤية وطنية مخلصة يرى "البعث" إن استمرار تجاهل إرادة العراقيين ومطالبهم المشروعة الرافضة لكل أطراف العملية السياسية وما قامت عليه من مبادئ سقيمة وما أدت إليه من نتائج كارثية لا تخفى على أحد لن يحقق لهذا البلد أمناً ولا استقراراً ولا تنمية، ولن يوفّر لمحيطه العربي وجواره الإقليمي وللمجتمع الدولي السلم المنشود، فقد بات العراق بسبب هذه العملية السياسية ومع وجود هذه الأطراف التي تسيّدت على العراق طيلة نحو عقدين من الزمن مصدراً لإثارة الفتن والاضطرابات وتغذية الأحقاد العنصرية والطائفية ليس ضمن حدوده الجغرافية فحسب، بل تعدى ذلك ليشمل محيطه العربي وجواره الإقليمي وليكون عاملاً في تهديد السلم والاستقرار في العالم أيضاً.

وإن الدعم الذي قدّمه هذا المؤتمر، والذي تقدّمه بعض الحكومات العربية وأطراف في المجتمع الدولي للسلطة القائمة في العراق، سواءً الحالية أو أية سلطة تقوم على ذات المبادئ المعمول بها منذ احتلال العراق، لن تغيّر من حقيقة أن شعب العراق بكل فئاته وعلى امتداد خارطته الجغرافية يرفض هذه الأطراف كلها بجميع مسمياتها واتجاهاتها، ويرفض مبادئ المحاصصة السياسية والطائفية والعرقية، ويرفض تقديم الفاسدين والارهابيين لتبوء المناصب العليا في الدولة، ويرفض كل العوامل التي تحول دون إعمال الإرادة الحرة للعراقيين كما عبّرت عنها ثورة تشرين الباسلة التي جاءت تتويجاً لسلسلةٍ رائعةٍ من أعمال الرفض والمقاومة والتظاهر والاعتصام على مدى 20 سنة بعد احتلال العراق.

كما أن حضور النظام الإيراني في هذا المؤتمر وفسح المجال أمام وزير خارجيته ليقدم صورة زائفة عن طبيعة نظامه الإرهابي بزعم أنه عامل أمن واستقرار في العراق والمنطقة يؤكد الفشل الذريع لهذا المؤتمر، فالنظام الإيراني يحتلّ العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ويعبث بكل أركانه وينهب خيراته وتتغوّل ميليشياته مالياً وتسليحياً بشكل سافرٍ وقحٍ حتى باتت أكبر بكثير من كل المؤسسات الرسمية الأخرى في العراق، وحتى صار العراق رهناً لإرادة الجهات الإيرانية المسؤولة عن الملف العراقي والحاكمة بأمرها في هذا البلد.

إن المجتمعين يعلمون قبل غيرهم طبيعة الممارسات الإيرانية في العراق ويعرفون قبل سواهم ما يقوم به نظام الولي الفقيه الإجرامي من خلال أذرعه وأدواته (العراقية) من تهديد للأمن القومي العربي، وعليه فلا يمكن لنظامٍ يقتل شعبه بالطريقة البشعة التي رأيناها ضد الشعوب الإيرانية المنتفضة أن يحقق أمناً واستقراراً في العراق أو في جوار العراق، وهو نظام عنصري توسعي لا يخفي صلافته الاستعمارية المعهودة بتهديده الدائم بشن الاعتداءات العسكرية على الأراضي العراقية دون رادعٍ ودون مراعاة مبادئ السيادة المزعومة التي يدّعي المجتمعون في هذا المؤتمر الدفاع عنها والحرص على صيانتها.

لقد كان العراقيون ينتظرون من المجتمع الدولي ومن الأقطار العربية موقفاً آخر ينسجم مع مطالبهم المشروعة، ويتفق مع طبيعة الصورة الواقعية التي رسمها آخر تقارير بعثة الأمم المتحدة في العراق التي أكدت امام مجلس الأمن الدولي في مطلع تشرين الأول الماضي أن العراق يعاني من كوارث جدّية خطيرة وعميقة تتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والتربوية والصحية وبما يتعلق بالحريات وحقوق الانسان وغيرها.

إن العراقيين وهم يواصلون التعبير عن موقفهم الرافض لكل النظام السياسي المتسلط على رقابهم منذ 20 سنة ويرفضونه بشتى الوسائل، يعربون عن خيبة أملهم من قيام هذا المؤتمر ومن طبيعة ما دار فيه ومن النتائج التي حملها بيانه الختامي، ويرون أن هذا كله يستهين بغزير دمائهم وبجسيم تضحياتهم حينما يعيد تثبيت أركان نفس الميليشيات والأحزاب والشخوص التي جرى تدويرها طيلة هذين العقدين المظلمين في تاريخه.

ويشددون على أن الحلول الترقيعية التي تحاول تقديمها أطراف عربية وإقليمية ودولية مستفيدة من الواقع العراقي البائس لن تجدي نفعاً ولن تغير من طبيعة وحقيقة الوقائع كما يعيشونها على الأرض.

وإن شعب العراق يؤكد من جديد أنه لا أمل له بحياة آمنة حرة مستقرة تتوفر فيها الخدمات التي تليق به وبإمكانياته وبموارده وبقدراته إلا بعودة هذا البلد المختطف إلى أهله وتخليصه من المجرمين الذين قتلوا أبناءه ونهبوا خيراته وتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم حسب القانون، وليس بدعمهم وتثبيت بقائهم بالضد من إرادة العراقيين، وأن بقاء هذه التنظيمات والميليشيات والشخوص وهذا الدستور المحاصصي الملفق واستمرار كل مقومات العملية السياسية الاحتلالية لن يزيد إلا من محنة العراقيين وسيعمّق مهدّدات الأمن القومي العربي، وإن العراقيين على ثقة أن هذا النظام بكل شخوصه وأركانه سيسقط بفعل رفضهم القاطع له وتصدّيهم المستمر لكل إجراءاته، وأن محاولات هذا الطرف أو ذاك تزوير الحقائق لن يجدي نفعاً ولن يطيل من عمر هذا النظام الإجرامي الفاسد إلى أبد الآبدين.

 

 

ناطق مخول عن قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد في 21 / كانون الاول /٢٠٢٢

 






الخميس ٢٨ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة