شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم

 

عهد البطولة وصدام حسين

بمناسبة الذكرى السادسة عشر لاستشهاده

ج1

 

إن أكثر الناس ايذاء وتحملا في التاريخ هم حملة الرسالات الكبرى من الانبياء والمرسلين والقادة التاريخيين، لان التاريخ لا يصنعه الجبناء والمتخاذلون الحاقدون الانانيون والنفعيون الذين يضعون الظلام والنور على سطح واحد، فكيف يتساوى الجبناء والشجعان والنزهاء والفاسدون والصادقون والكاذبون؟ (إنك لا تصنع شجرة.. إنك تزرعها.. وهكذا الانسان). مقتطفات من أحاديث صدام حسين ص23

فصاحب الذكرى العطرة كانت حياته خطا مستقيما لا فرق بين باطنه وظاهره، ظل بطلا مناضلا شريفا صدوقا صادقا لكل من آمن وصدق برسالة الامة الخالدة.

صدام حسين ليس ظاهرة فحسب بل هو معجزة العصر الحديث عندما اقتحم منصة الاعدام بأعصاب هادئة بالرغم من الاغلال الثقيلة التي قيدت يديه ورجليه وهو يصعد السلم كأنما يصعد الى منصة الاحتفالات في يوم النصر.

فالتاريخ لا يكتب للموتى وللأضرحة الرخامية الصماء، انما يكتب التاريخ   للأحياء من الناس في المجتمع، تاريخ البطولة والابطال وليس مجرد شهادة لمن قدموا ارواحهم من اجل الوطن فحسب وانما هو _ في الاساس درس للمناضلين من بعدهم والنموذج يعلى امامهم حتى يسيرون على دربه وقال رحمه الله (ما من امة بلا شخصية وما من شخصية بلا تراث وما من تراث بلا تاريخ).

هذه هي النقطة المدخل الطبيعي للإجابة على علاقة الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه ورضوانه بالنداء الاول عهد البطولة الذي كان عام 1935 عندما بشر فكر البعث به كما كان التاريخ العربي المعاصر للامة العربية على موعد مع 30 كانون الاول 2006 الذي سيفتح عهدا جديدا للبطولة.

فهناك اسئلة موضوعية بحاجة لإجابات مصيرية حلقاتها مفتوحة للمستقبل لتكن باب مفتوح الى ما هو أعمق واشمل للمفكرين العرب واحرار العالم بعقد ندوات فكرية وحلقات نقاشية للإجابة على الأسئلة الآتية:

_ كيف ندرس بعمق موقف الشهيد صدام حسين وهو فوق منصة المشنقة مبدئيا واخلاقيا وسيكولوجيا؟

_ ما هي العبر والدروس التي نتوقف عندها من اغتياله فكريا وسياسيا ودينيا؟

_ ماهي الاسباب والدوافع التي جمعت الصهيونية والصفوية الخمينية والمحافظين الجدد الصليبية الفرنجية بالتعاون والانسجام والتوافق لمعاداة العراق والامة العربية وشيطنة صدام حسين بعد الانتصار العراقي على إيران في 8 /8 / 1988؟

وعلى ضوء هذه الاسئلة فأجيب اجابة اولية مفتوحة وليست نهاية.

_ وقف الشهيد صدام حسين امام حبل المشنقة مكشوف الراس مفتوح العينين ونطق بالشهادتين، وكلنا نتذكر لحظة هذا الموقف وهو يقتحم منصة المشنقة ويهتف للعراق وفلسطين والامة العربية ويترفع بالرد على اشباه الرجال عندما أطلقوا هتافات طائفية قذرة إلا عبارة واحدة (هي هاي المرجلة)، وعندما شنقوه سقط جثة هامدة طاهرة، حيث كانت تلك العناصر المجرمة طعنوه بآلات حادة وركلوه والتشفي به.

نقول لهؤلاء المتخلفون الظلاميون: اليس للموت شعائر وطقوس خاصة عند جميع الاديان؟

فماذا نقول لدجالهم الكبير علي خامنئي الذي يدعي الاسلام والتشيع ويتشفى بإعدام صدام حسين ويقول يستحق أكثر من اعدام، كما يتشفى آلمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني وتوني بلير وبوش الابن، وهل هذه الاحقاد والكراهية الدفينة للعراق وللامة العربية ولشخصية صدام حسين جاءت مصادفة، وما سر التطابق والتلاقي والانسجام بين الصادات الثلاث / صهيونية _ صفوية _ صليبية؟

وعلى ضوء ما تقدم توصلنا الى استنتاجات تكشف الحقد والضغينة على امة العرب المؤمنة وعلى العراق وعلى القائد الشجاع صدام حسين كما كشفت الدعوات الباطلة والمزيفة لشعاراتهم (الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان).

وصفوة ذلك اضع أربع رسائل مهمة تكشف حقيقتهم المريضة:

الرسالة الاولى: ازدواجية المعايير لأكبر دولتين عظميتين هي امريكا وبريطانيا اللذان يؤكدان في قوانينهم ودساتيرهم برفض قرارات الاعدام ببلدانهم، وهما يباركان بإعدام الرئيس القائد صدام حسين !!كما يتطابق معهما المرشد الاعلى علي خامنئي لدولة النفاق والدجل، وكذلك رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

الرسالة الثانية: في استشهاد صدام حسين اسقطت ورقة التوت للشعارات الزائفة التي طرحها الفكر الامبريالي الصهيوني الصفوي الخميني وهم يعدمون صدام حسين في اول ايام عيد الاضحى العيد الاكبر للمسميين ولم يحترموا (مليار وخمسمائة مليون انسان مسلم). اذن اين هي حقوق الانسان؟

الرسالة الثالثة: مراسيم العزاء على امتداد الوطن العربي والعالم ولم يشهد التاريخ الانساني لأي قائد عربي او رئيس عربي او أجنبي بكت عليه الجماهير وعزته كما عزت الشهيد صدام حسين وجمال عبد الناصر رحمة الله عليهما لانهما كانا يمثلان الصمود والموقف المبدئي والاخلاقي والانساني.

الرسالة الرابعة: جوهر ما جمع الخمينية والصهيونية والمحافظين الجدد بماركتهم بإعدام صدام حسين الذي يكشف حقيقة التخادم السياسي والتطابق والانسجام بينهم على كل ما هو شريف، حيث ركزوا هؤلاء الصادات الثلاث على دعامتين هما:

أ _ تغيير الجغرافية: التفتيت

ب _ تغيير التاريخ: الطائفية

يتبع

الأستاذ الباحث والكاتب السياسي

جابر خضر الغزي






الاربعاء ٥ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة