شبكة ذي قار
عـاجـل










ومضات مضيئة

في سيرة القائد الشهيد صدام حسين

 

د. نادية الصمادي-الأردن

 

إنَّ القيمة الحقيقية لأي انسان تكمن في مقدار العطاء الذي يقدمه لشعبه وأمته من فكر وفعل وابداع، بما يضيف جديداً في حياتهم اليومية، وما يساهم في بناء مستقبل أفضل لهم. ويبقى سر وجود الانسان في الحياة ومقياس قيمته ومنزلته بين الآخرين هو ما له من مآثر وانجازات طيّبة تستجيب لمتطلبات شعبه وأمته وحاجاتهم المعنوية والمادية المشروعة.

وعندما نقرأ سيرة الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله، وما كان له من أفعاله الفذَّة في سبيل العراق والأمة والبعث الخالد فإنَّنا يجب أن نحني الرؤوس لهذا القائد التاريخي العظيم، الذي نذر نفسه وحياته كلهما رخيصَتين من أجل العرب والعروبة. وهو يستحق منّا كل الاستحقاق أن نستذكره في كل ساعة ويوم وشهر، ونُنزله في أنفسنا المكانة الرفيعة التي لايتفضّل بها عليه أحد. واليوم وفي ذكرى اغتيال شهيد الحج الأكبر فإنَّ كل عراقي أصيل وعربي غيور يشعر وكأنَّ الرئيس الشهيد لم يزل في موقع قيادة العراق والأمة، فلا يمرّ يوم إلَّا ويهتف أبناء الأمة باسم الشهيد في القلوب والحناجر.

فالعراقيون شباباُ وكهولة، رجالاً وماجدات لا يخرجون في تظاهراتهم ضد السلطة الباغية حتى تتعالى أصواتهم لتهتف باسم القائد الشهيد والبعث الخالد، وكذلك هم الشباب التشريني الثائر. انَّ التكوين الوجداني للشهيد صدام وتاريخه النضالي يعطينا صورة واضحة المعالم عن شخصيته الفذّة، فتجربته النضالية الطويلة والشاقة قد صيَّرته قائداً من طراز خاص، وهو بحق كان زعيماً عربياً شجاعاً، ومفكراً مبدعاً قدّم تجربةً غنية في النضال من أجل القيم والمباديء التي يؤمن بها، ونذر حياته من أجلها. ترك الشهيد بصمات ناصعة حافلة بالانجازات التاريخية والمواقف الشجاعة والمآثر الحميدة، وترك سجلاً حافلاً بالعطاء والمفاخر. وسيبقى سجله هذا كالبنيان الشاهق وكالواحة الخضراء وارفة الظلال، ستبقى أثراً من آثار قائد عملاق يندر أن يجود الزمان بمثله. لقد ترك لنا الشهيد تاريخاً مشهوداً من خلال المواقف والأفعال الشجاعة تجاه أمته العربية، وهي وقائع وأفعال وليست مجرد خطب وأقوال، لأنه كان يريد بالأمة العِز والمجد والكرامة. كان يريد بها أمة يهابها الأقوياء ويستظل بها الضعفاء، كان يريد بها أمة قوية، متقدمة بين الأمم الأخرى وليست أمة متهالكة، منزوية بنفسها عن أمم الأرض تعيش على هامش الأمم، لا تستطيع النهوض بأهون أعبائها وأيسر شؤونها، هيّنة الشأن تنظر اليها الأمم نظرة اشفاق وترَّحم.

لقد كان العراق في عهد قيادة البعث للدولة والشعب منارة للعلوم والمعارف والثقافة والرُقي، وشهد عهد الرئيس الشهيد تقدماً وتطوراً هائلاً في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. وكان العراقيون في عهده شعباً واحداً متآلفاً متماسكاً، وكانت كرامتهم مُصانة محفوظة في دولة يحكمها القانون والنظام والحق والعدل. فأصبح العراق في قيادة الرئيس صدام حسين رقماً مهماً عربياً وإقليمياً وعلى المستوى العالمي. وكان الشهيد يعمل جاهداً في تنفيذ التنمية الشاملة بما يؤهل العراق ليكون في مصافي الدول المتقدمة في العالم. لقد عمل الشهيد وبكل قوة وحزم على انجاز الملاحم التاريخية الكبرى في التعليم والصحة والصناعة والزراعة وفي بناء جيش وطني محترف ومقتدر، وشُيّدت في عهده آلاف المعامل والمصانع والمدارس والجامعات ومراكز البحث العلمي. ويأتي في مقدمة انجازات الرئيس صدام هو تحقيق الوحدة الوطنية للعراقيين، وتعميق الانتماء القومي لهم من خلال صلتهم التي لا تنفك بأمتهم العربية، حيث جعل المحيط العربي هو الدائرة الرئيسية لتحرك العراقيين.

أما مواقف الشهيد العربية التي تفوح بالخيرات والطيب، فهي عابرة للحدود السياسية والجغرافية والحواجز والأسلاك الشائكة، وكانت كثيرة يصعب عدّها وحصرها. ويكفينا أن نذكر واحدةً منها، فقد كان العراق بقيادة الشهيد يقف سدّاً منيعاً في بوابة الأمة الشرقية، وبعد أن غزا أرباب الشر العراق، واغتالوا قيادته وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين فقد انكشفت الأمة، وطمع أعداؤها بها من فرس وصهاينة، فتغوَّل الفرس في سورية ولبنان واليمن بعد العراق، ووجد البعض من حكام العرب ذلك حجةً وعذراً ليقوموا بتطبيع علاقاتهم مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين العربية. لقد كان الشهيد خيمة تظلل كل العرب، وجداراً صلباً تتكسّر عليه سهام الفرس الطامعين في أرض العرب وغيرهم من أعداء الأمة. وهنا نذكر بعض السمات التي تميَّز بها الشهيد فقد كان نموذجاً يُحتذى في الشجاعة والاقدام والنخوة اليعربية والشهامة، وكان يفعل ما يؤمن به ويتوافق مع فكره القومي (البعثي)، من خلال فلسفته في الحياة، فهو ينظر الى الشجاعة ويفهمها على أنها ليست أن نقول كل ما نعتقده ونراه، بل الشجاعة أن نعتقد ونؤمن بكل ما نقوله ونراه في المواقف الصعبة.

عندما كان موعد الرئيس الشهيد مع حبال المشنقة وأمام مرآى ومسمع الملايين في العالم، كان هو مَن يتقدم الى مشنقته!، وهو مَن يمسك ويشد بأيدي سجّانيه ويسحب بهم الى المشنقة! حتى أنه رفض أن يغطي وجهه الكريم بالقناع المعهود لمَن يُشنَق. فليس شهيد الأمة كغيره، فقد كان صلباً، شامخاً، شجاعاً، مؤمناً ومتيّقناً من قضاء الله وقدره لعبيده المؤمنين.

الرحمة والخلود لشهيد الأمة وقائدها الرفيق القائد صدام حسين، ونسأله تعالى أن يسكنه جناته الخلد، ويجلسه في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر مع الصديقين والشهداء والأولياء

والصالحين، اللهم آمين..... 

    






الخميس ٦ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. نادية الصمادي-الأردن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة