شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد صدام حسين

من ذاكرة بعثي عاصر عهد البطولة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

كنا طلاب متوسطة عندما تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة بعد أن فجر رجاله، مدنيون وعسكريون، أعظم ثورة في تاريخ العراق (١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨) بل في تاريخ الأمة كلها نظراً لما قامت به وحققته من إنجازات للإنسان والعمران.

كانت الأسابيع الأولى تشي بأن العراق قد مسك زمام وحدة الأمة وارتقى ناصية تحقيقها. صارت أغاني صبانا وشبابنا التي ترقص لها القلوب وترددها الألسن تتمحور حول رسالة العرب (أمة عربية واحدة ..... ذات رسالة خالدة) وأهزوجتنا التي تستيقظ مع إشراقات صباحاتنا وتعطر مساءاتنا (وحدة. حرية. اشتراكية).

كان شعارنا الأعذب والأقرب إلى القلوب (إضاعة دقيقة من الزمن، إضاعة لفرصة من فرص التقدم).

لن ينسى تاريخ العراق تلك الفزعات والهبات الشعبية التي أسميناها (حملات العمل الشعبي) التي شارك فيها شعبنا عموماً دولته الثائرة الفتية في إنجاز خططها في:

-     انشاء مزارع عملاقة لمنتجات استراتيجية.

-     بناء مساكن للمواطنين من ذوي الدخل المحدود.

-     بناء مدارس داخل المدن وخارجها.

-     بناء مستشفيات ومراكز صحية.

في عهد البطولة كنا نغفو ليلاً على حلم طالبنا به القيادة لتحققه عبر اجتماعاتنا الحزبية أو بكتابة تقارير عبر تسلسل المفاصل القيادية ونفتح عيوننا على ذهول رؤية تلك الأحلام تتحقق في كل مرافق الحياة ولكل اهتمامات الإنسان.

في عهد البطولة، خرج الشعب إلى الشوارع عن بكرة أبيه لكي يفرض نجاح قانون تأميم النفط واستعادة الثروات الوطنية لتشكل الأساس المادي لنهوض سيظل مشرقاً بتفاصيله التي لا عد ولا حصر لها.

وفي ذاك العهد الرسالي، حققنا للعراقيين أمناً وأماناً لم تشهد له ذاكرة الأجيال مثيلاً، وتحقق مستوى معيشي للإنسان هو الأعلى في تاريخ المنطقة كلها.

وقد أرادت لنا أقدارنا أن نرى العراقيين كلهم ينسجون خيوط النصر على العدوان الإيراني الذي تواصل لثمان سنوات.

وفي ذاك العهد المكلل بالعز والكرامة فقدنا كل ما علينا من لحم وبقينا عظاماً، لكننا لم ننهزم أمام أبشع حصار شهده الكون منذ نزل سيدنا آدم على الأرض، وانتصرنا مرات ومرات على أنفسنا وعلى ما سلط علينا من عدوان متواصل حتى اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها عشرات الدول أن تغزونا وتغتال مسيرتنا الظافرة.

هل مات عهد البطولة، الجواب لا وألف لا، فنحن ما زلنا نقاتل بروح صدام حسين وعزة إبراهيم لنعيد للعراق سيادته ولشعبنا حقوقه.






الجمعة ٧ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة