أمام عظمة استشهادك ترتجف الأقلام

محسن يوسف

ذكراك في الرُّفقاءِ والأعوامِ

    ذكرى المهيبِ القائدِ الضِّرغامِ

ذكراك مسرى الحبُّ في دمنا

    كتبت نهايةُ أجملِ الأحلامِ

سيظلُّ اسمك للعراقِ مرادفاً

     اسم يقض مضاجعَ الأزلامِ

كان العراق بمثلكم لا ينحني

    أعليتَ فيه مواقعَ الإقدامِ

وكنتَ في أرض العروبة بيرقاً

    يعلو وتخفقُ راية الإسلامِ

فوقفت في وجه الرياحِ مقاتلاً

   وصنعتَ نصراً خافقَ الأعلامِ

واجهت اشرارَ الدُّنى بشجاعةٍ

    وكنتَ في ساحها ملكُ الزمامِ

فكتبت مجداً لا يطاله غيركم

     ويسجلُ التاريخ أمجادَ العظامِ

أحييت في أرضِ العراقِ دماً

    وعضضت جرحاً غائرَ الإيلامِ

لاويت عنقَ الموت محتسباً

    لما رأيت الجورَ في الأحْكامِ

نُلتَ الشهادة في خضمِّ مواقفٍ

    ليثاً يجوبُ منصَّة الإعدامِ

وصبيحةُ الأضحى ستبقى موعداً

   ذكرى تبلسمُ جرحنا الدوَّامِ

ماذا نحدِّثُ في ذكراك عن بلدٍ

     عاث فيه الغزاة وزمرةُ الخدَّامِ

باعوا العراق بإرثه وترابهِ

    صاروا ذيولَ الغدرِ والإجرامِ

عمّ الفساد عراقكم يا سيدي

    وطغى مع التزوير بالأختامِ

وخرابهم عم العراق بأسرهِ

    رعبٌ وموتٌ فِعلةُ الأصخامِ

أطلقت َ سيفك والعراق محاصرٌ

    والله يبقى الحافظُ الحامي

يبقى العراقُ عصيَّاً في مرابعه

   سيعودُ حتماً موئلَ الإكرامِ

ها أنت باقٍ قدوةٌ لرفاقنا

    ستظلُّ فيهم مصدرُ الإلهامِ

لا بدَّ ينهضُ في العراقِ نخيلُهُ

   يُنهي بعزمٍ زُمرة الأقزامِ

حتى وإن طال الظلامُ بليله

   جمالُ البدر يظهرُ بالتمامِ

فسيفكَ لا يزالُ أبا عديّّ

  يهابهُ الحقد في القوم اللئامِ

نمْ قريرَ العين إنّك خالدٌ

 تحيا غرَّةَ الاعيادِ والأيامِ