شبكة ذي قار
عـاجـل










أسرار من المواقف المبدئية للرئيس الشهيد صدام حسين

يونس ذنون الحاج

 

بداية للتوضيح هذا الملف مأخوذ من ملفات المخابرات العراقية في العهد الوطني:

 

هذا الملف هو عن (شركة دجلة النفطية)  وهي شركة أسترالية مقرها بأستراليا، يملكها شخص نيوزيلندي الجنسية أسكتلندي الأصل، تقوم بتوريد الحنطة الأسترالية للعراق في فترة التسعينات ولغاية احتلال العراق، مقابل حصولها على النفط العراقي بدل دفع الأموال نقداً، ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء.

في الفترة التي تلت الغزو الأمريكي لأفغانستان، حضر رئيس هذه الشركة إلى بغداد، وتقدم بطلب لمقابلة الرئيس صدام حسين لأمر مهم "على حد قوله"، ومن أعراف عمل جهاز المخابرات العراقي السابق أن يجتمع بالهدف لمعرفة تفاصيل طلبه بهدف اطلاع رئاسة الجمهورية على ماهية طلبه، وبحث صلاحية تنفيذه.

تم عقد اجتماع بين مسؤولين مكلفين من قبل جهاز المخابرات السابق مع رئيس الشركة في أحد فنادق منطقة الكرادة، وتم توثيق اللقاء (فيديو) بالصوت والصورة بشكل سري، ليكون دليلاً موثوقاً غير قابل للشك تحسباً لأي موقف. ومثبت بملف الشركة لدى المخابرات العراقية مع تفريغات للكاسيتات الفيديوية بمحاضر مصدقة رسمياً، وقد جاء فيها ما يلي:

أن رئيس شركة دجلة النفطية قد حضر إلى العراق بهدف تسوية بعض الأمور المالية بين الشركة والحكومة العراقية التي عليها دين للشركة بلغ مليون وثمانمائة ألف دولار. وهو الأمر المعلن من الزيارة، لكنه وخلال الاجتماع به في الفندق تبين أنه جاء للعراق حاملاً رسالة شفوية من نائب الرئيس الامريكي "ديك تشيني" لإيصالها إلى الرئيس العراقي صدام حسين، وكانت هذه الرسالة بغاية الخطورة وفي أحرج الأوقات التي مرت على العراق  ، ومفادها الآتي:

(إلى الرئيس صدام حسين شاهدت بعينك ماذا فعلنا بأفغانستان، وعليك أن تتأكد أن العراق هو التالي في اللائحة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتوقف قبل أن تحتل العراق، وأنه يعرض صفقة على الرئيس صدام حسين، وهي أن يقوم "ديك تشيني" شخصياً باحتكار النفط العراقي في مقابل رفع الحصار عن العراق وإعادة تلميع الحكومة العراقية وإعادة العراق إلى الحضيرة الدولية، وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية كاملة بين حكومتي العراق والولايات المتحدة).

أبلغت المخابرات العراقية رئيس الشركة بالانتظار لمعرفة رد الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله، وبقي بضيافتها لمدة أسبوع حتى وصل رد الرئيس رحمه الله، على العرض ما يلي:

(إن الرئيس صدام حسين يهديك تحياته، مع تحويل مبلغ مليوني دولار لحسابك الشخصي منها، مليون وثمانمائة دولار كدين لشركتكم على الحكومة العراقية عن مستحقات صفقة القمح الأخيرة، والمبلغ المتبقي مائتي ألف دولار هدية لكم شخصياً، أما بالنسبة للعرض الذي قدمته، فجوابي أن النفط العراقي هو ليس ملكاً محتكراً للحكومة العراقية أو لصدام حسين شخصياً بل هو ملك الشعب العراقي).

يقول ديك تشيني عبر رئيس الشركة لو أن صدام حسين قبل هذا العرض لبقي يحكم العراق حتى وفاته ومن بعده أبناءه وأحفاده.

هذا الملف يوضح مرة أخرى أصالة ومبدئية موقف قيادة دولة العراق وتمسكها بالمصالح الوطنية لشعب العراق وبُعْدَها عن أي مساومة على مصالح الوطن العليا.




الجمعة ٧ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة