شبكة ذي قار
عـاجـل










هنيئا لكم عيد الاعياد  لجيش العراق الاغر
عبدالخالق الشاهر

لست منحازا عندما اسميت يومكم (عيد الاعياد) كونه من بين اعيادنا القلائل التي لا تحمل فايروس السياسة والتوظيف السيء والدعاية الرخيصة .. انه الفطر والاضحى .. انه المولد النبوي الشريف .. انه احد وبدر.. انه حيدرة في خيبر .. انه صرخة عمر يا سارية الجبل .. انه القعقاع في ايوان كسرى .. انه صمود الحسين وأهله امام جيش دولة .. انه الايوبي في فلسطين .. انه قطز قاهر المغول .. انه عبدالناصر في العدوان الثلاثي ، وهو جول جمال في غواصته .. انه ملاحم الخفاجية والخفجي .. انه جثامين شريفة عطرة توزعت في عدة اقطار عربية .. انه الدبابة التي قطعت مئات الكيلومترات لتدخل الحرب مع الصهاينة دون دعوة من احد ودون استحضارات او استطلاع .. انه اللواء المدرع العاشر (رتل القعقاع) الذي انطلق ظهرا من الكوت الى الخفاجية ليصلها قبل فجر مثل هذا اليوم 5/1 ، وكان امر الحركات الذي استلمناه ككتيبة دبابات الوحدة من آمرنا الشهيد ر. ر سعدون رسن شلش اهزوجة تقول (( دزوه يبلعنا وغص بينا )) لننطلق  لنصلها فجرا ليصدر اوامره بأننا سنواجه الفرقة الذهبية الايرانية بدباباتها المتطورة وتدريبها وانضباطها العالي .. ولكننا الاقوى .. هجمنا لنخرج الفرقة الذهبية الايرانية من الخدمة خلال يوم ونصف اليوم.   
واحدة من آلاف القصص البطولية التي تعطي الدلائل على مستوى الانضباط  والتدريب والمعنويات والقيادة والسيطرة .. عن ايها تريدون ان اقص لكم ؟؟؟ أتريدون حرب 1948 ام العدوان الثلاثي ام حزيران ام تشرين ام تاج المعارك ام معارك الحصاد الاكبر؟؟ ام تريدون ان اقص لكم المعركة الكونية (33) دولة يوم صمدنا امام كل قوى الاستكبار لخمسة وستون الف ساعة قصف تمهيدي كوني .. كانت حصة كل عراقي فيه (200) غرام من المتفجرات عالية الدقة والتدمير، والمليئة باليورانيوم المنضب .  
 لله دركم ..كنتم عنوانا لشعب العراق كله ، ومن شعب العراق كله .. ، سلطان هاشم السني ، عبدالواحد شنان الشيعي ،عزيز المفتي الكردي،  ،يالجين عمر عادل التركماني ، صباح مطرود المندائي ، تحسين جرجيس المسيحي ، اللواء باشا اليزيدي
لله دركم يا ابطال فوج موسى الكاظم ولله دركم يا ابطال الحروب العربية الاسرائيلية الاربع ، ويا من جثامينكم الطاهرة طرزت  الارض العربية ، ولا زال عطرها يفوح هناك
لله دركم يامن قاتلتم ايران التي هي ثلاثة اضعاف بلدكم في كل شيء ولسنين ثمان وسجلتم نصركم العسكري التاريخي بغض النظر عن مدخلات تلك الحرب السياسية ومخرجاتها فلستم مسؤولين عنها الا عسكريا وأبدعتم في ذلك .
لله دركم يا من قال رئيس اركان جيشكم  منتصف القرن الماضي  بعد ان استلم امرا للنزول للشارع لتأديب المتظاهرين ..((الجيش ابن الشعب والابن لا يؤدب ابيه )) .
لله دركم يامن وقفتم عسكريا ضد تحالفين دوليين وحصار ظالم وأبدعتم في الصمود الاسطوري ضد العالم كله
لله دركم يا من كنتم تشكلون هاجسا لكل الانظمة السابقة وكل نظام حاول ان يكون ولائكم له وليس للعراق فقمتم بسبعة انقلابات على اثر ذلك منها انقلاب اخرجتم به بريطانيا العظمى من وطنكم وحولتموه من مستعمرة الى جمهورية
لله دركم يامن اهنتم اهانة تأريخيه من لدن الغزاة واعوانهم في الداخل بحل جيشكم ، وصبرتم ،  بعد ان قاومتم الاحتلال بشرف ، وكان اشرف موقف انكم لم تنجروا الى الدعوات الطائفية المتشددة كونكم تدربتم وربيتم انفسكم على حب الوطن كله وحب الشعب كله ، ولم تلعبوا  لعبة بريمر والبعض من شيعة السلطة وسنتها ،
احلتم الى القضاء ولوحقتم وهجرتم والدستور والقانون 111 والاعلان العراقي والعربي والعالمي لحقوق الانسان اكدت على عدم جواز ((الحكم على فعل لم يكن يعد جريمة في القانون المحلي وقت اقترافه )) واحلتم الى محاكم خاصة والدستور يؤكد  ((منع تشكيل اية محكمة خاصة)) 
الله معكم طالما حافظتم على حب شعبكم كله لأنه كله ...يحبكم .. ولأنكم كلكم تحبوه كله فمبارك لكم عيدكم عيد الاعياد ويوم الايام .. انه عيد الحب .. الحب المتبادل بينكم وبين شعبكم .. الحب الذي لم ولن تنفصم عراه حتى ولو بقى عراقي واحد وجندي واحد ، وما على الخلف من ضباط ومراتب الجيش القائم  الا ان يبقوا رافعي الرؤوس شامخي الهامات لأن حتى المرجعية الرشيدة آمنت بكم ، فعندما جاءت الفتوى كانت تقول للشعب (( تطوعوا في القوات الأمنية)) وبالتالي فكل القوات الامنية هي ظهير للجيش العراقي ، ولن ترتفع الهامات  الا اذا تحصنتم بحب الوطن والمواطن غير آبهين  بالأكثرية والاقلية فالعراقي اليهودي من بين (400) يهودي فقط انتم موجودون لحمايته بنفس القدر الذي تحمون فيه عشرات الملايين من مسلمي العراق كما ان العراقي الآشوري الذي تمثل طائفته نصف الواحد بالمئة يقف امامكم كما يقف العربي ذو الاغلبية المطلقة ولا تنسوا ان الآشوري استوطن ارض العراق منذ (5000) عام .. قد اكون اطلت في هذا الجانب ، وهدفي هو توضيح ان في ذلك تأسيس لمفهوم المواطنة والوطنية الحقة ، فاتركوا المكونات لأهل المكونات صغيرها وكبيرها وتمسكوا بالمكون العراقي .
 مبارك لكم عيدكم .. عيد الشعب العراقي وأمته العربية وعالمه الاسلامي ، ولا تنسوا هذا السفر العظيم ، والذي لن تحافظوا عليه الا بابتعادكم عن السياسة اي كانت فهي ليست لكم ولستم لها .. تخربونها مهما حرصتم ، وتخربكم مهما حرصت هي ، اكرر تبريكاتي ودعائي حتى اصل غرغرة الموت .. وأوصيكم بأنه كلما سبحتم باسم الله العلي العظيم ان تلهجوا مع التسببيح عاش العراق .. فالولاء للعراق  صار سبة لا سمح الله ، ولعل في قول السيد بطريرك الكلدان في العراق والعالم قبل ايام (( الوطنية قتلت في العراق )) جزء من حقيقة سوف لن تكتمل بجهودكم وجهود العراقيين الشرفاء .




السبت ١٥ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبدالخالق الشاهر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة