شبكة ذي قار
عـاجـل










الجيش العراقي الباسل … حقد وغدر الاعداء عليه

علي العتيبي

 

في يوم السادس من كانون الثاني من كل عام دأب العراقيون جميعاً الاحتفاء بيوم تأسيس هذا الجيش البطل منذ عام 1921 وحتى يومنا هذا.

بهذه المناسبة أود أن أنوه أنه لا يحق للحكومات والسلطة العميلة التي تم تنصيبها من قبل الاحتلال بأحزابها وتشكيلاتها وجيشها أن تحتفل بهذه المناسبة، لأنهم لا ينتمون إلى الجيش العراقي الباسل الذي قام المحتل الأمريكي المجرم بحله، ثم قام بتأسيس جيش جديد تم تشكيله من تسع ميليشيات لأحزاب عميلة وشكلوا منها جيشهم الجديد بموجب الأمر الإداري الذي أصدره المجرم بول بريمر المرقم 22 بتاريخ 8/8/2003.

ولأن حكومات العملاء كان بودهم أن يحتفلوا بيوم تأسيس جيشهم الجديد ولكن حقدهم على العراق وجيشه لم يعملوا احتفال بتاريخ 8/8 يوم تأسيس جيش الميليشيات لأن التاريخ يذكرهم بيوم قيام العراق وجيشه الباسل بتجرع خميني السم الزعاف يوم 8/8/1988 ولأن هذا التاريخ غصة في قلوبهم، فقد قبلوا بأحد الأمرين لأن التاريخين يرعبان إيران وعملاءها، ولهذا سرقوا يوم احتفالنا بجيشنا وصاروا ينسبونه لجيشهم الوثني.

إننا اليوم نستذكر بطولات الجيش العراقي الباسل الذي لم يترك مهمة وطنية أو قومية إلا وكان له الدور الرئيس فيها ولو أردنا تعداد مآثره، فلا يتسع المقال لذلك، فقد تم كتابة المجلدات عن سيرته العطرة، فقد كان جيش العراق العظيم جيش الدفاع والبناء فنراه ساهم بحماية مناطق في العراق من الفيضانات ونراه ساهم بحماية الوطن ومشاركته في حرب التحرير القومي في فلسطين وسوريا ومصر والأردن في حروب 1948 و 1967 و1973 ولاحقاً السند المنيع للبوابة الشرقية للأمة العربية بصد العدوان الإيراني الغاشم الذي أراد أن يتوسع على حساب الأمة العربية تحت شعار خميني (تصدير الثورة) والذي استمر ثمان سنوات أبدع الجيش العراقي وبمؤازرة الشعب لصد هذا العدوان، تخللتها التضحيات الكبيرة فقدم آلاف الشهداء للدفاع عن حياض الوطن، وكانت هناك معارك كبيرة لا يتسع المجال لسردها، ومنها ما أرعب  كل أعداء العراق  بالتخطيط والتنفيذ ومنها على وجه التحديد معركة تحرير الفاو التي فاجأت الأصدقاء قبل الأعداء بسرعتها ودقتها وسريتها حتى أجبر خميني للموافقة على قرار وقف إطلاق النار واعتبره كتجرع السم الزعاف، وهو الذي كان يرفض كل قرارات وقف إطلاق النار ورفضه لكل الوساطات من أجل وقف الحرب، والتي كانت قوى الامبريالية والصهيونية تبني عليها الآمال  لإنهاء النظام الوطني في العراق وهم من هيأوا خميني لشن الحرب وسلموه الحكم في إيران بعد أن نقلوه بطائرة فرنسية من باريس إلى طهران ليستلم الحكم بعد الشاه بدعم غربي كامل وساندوه بالسلاح والمعلومات والخبرات، ونقول إن  قوة وبسالة الجيش العراقي هي من أجبرت خميني للقبول مجبراً على وقف الحرب لأننا نعرف الشخصية الفارسية تخنع وترضخ للقوي وهذا ما حصل.

وبعد الانتصار الكبير للعراق وجيشه الباسل والذي يعني فشل المخططات المعادية فقد لجأوا إلى أساليب أخرى ساعدهم فيها عملاء أمريكا بالتحريض وخلق الفتنة وشن الحرب الاقتصادية على العراق والتي أدت إلى ما آلت إليه الأمور سنة1990 وما بعدها والتي صمد العراق وجيشه ولقن الأعداء دروساً لن ينساها ، وكذلك تطوير القوة الصاروخية التي ضربت الكيان الصهيوني بالصواريخ  وحاول الأمريكان أن يحطموا قواعد الصواريخ لكن باءوا بالفشل وقد توسلوا أثناء اجتماعات لجان التفتيش أن يعلن العراق بأن أمريكا دمرت منصات الصواريخ لكن الشهيد القائد صدام حسين رفض ذلك وقال نحن لا نكذب، لأن أمريكا لم تستطع تدمير أي منصة، وهكذا تستمر المؤامرات على العراق وجيشه وشعبه، وقيام إيران وفق اتفاق مع أمريكا حيث تسلل عملاؤها مع الحرس الثوري الإيراني، والتي تمخضت عنها صفحة الغدر والخيانة التي أجهضها الجيش والشعب، حيث كان اتفاقهم أن يبدأ التسلل في أول يوم من الهجوم البري الأمريكي الذي باء بالفشل وتم الموافقة على وقف إطلاق النار وإعلان الانسحاب لكن الحقد على الجيش العراقي جعلهم يغدرون به ويقصفونه وهو في حالة انسحاب، والتي جعلت طريق سفوان بصرة مجزرة يندى لها جبين الإنسانية من الغدر الأمريكي.

 وبعد هذا الغدر تم فرض قرارات مجحفة ظالمة بحق العراق لأن أمريكا كانت مسيطرة على مجلس الأمن ومنها الحصار الجائر الذي كانوا يأملون منه انهاء النظام الوطني لكن حكمة القيادة وحرصها على الشعب أفشل المخطط، فكان نتيجة ذلك الحقد والعداء شن الحرب العدوانية من طرف أمريكا مخالفة بذلك القانون الدولي وقيامها  بالغزو الهمجي الإجرامي والذي أدى إلى احتلال العراق بعد صمود ومقاومة أسطورية جعلت أمريكا ومن تحالف معها إلى استخدام اليورانيوم المنضب وبعض الأسلحة النووية لتدمير قوة العراق ، وهذا ما جعل قرار القيادة  وعلى رأسها شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين بأن الجيش يكون تحت الأرض وهذا ما حصل حيث بدأت المقاومة الوطنية العراقية في اليوم الثاني للاحتلال وفق ما مخطط له والتي أبكت الأمريكان وجعلتهم يتوسلون الانسحاب.

إن استذكارنا ليوم تأسيس الجيش العراقي الباسل هو استذكار للبطولات العراقية الوطنية والقومية، ومن هنا نحيي جيشنا الباسل ورجاله البواسل جيش القتال والمقاومة والصمود والبناء بهذه المناسبة، وسنبقى جنوداً أوفياء للعراق والأمة العربية، وسيعود العراق شامخاً محرراً بيد رجاله ويبقى جيشنا وكل تواريخه فخر لنا جميعاً.






الاحد ١٦ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة