شبكة ذي قار
عـاجـل










الفاو... من ملاحم الجيش العراقي الباسل

الرفيق أبو نضال

 

كانت معارك الشرف والكرامة ملاحم التضحية والبطولة والفداء متسارعة للدفاع عن حياض الوطن طيلة ثمان سنوات ضد العدو الفارسي ضد الدجالين أعداء العرب والإسلام والمسلمين، أعداء الإنسانية.

قدم أبناء العراق والأمه أنهاراً من الدماء الطاهرة الزكية في الدفاع عن كرامة الأمة وسيادتها وعزتها، ومن هذه الملاحم البطولية ملحمة الفاو الحبيبة.

ففي نيسان من عام 1986 سنتان خارج الزمن لم يغمض للعراقيين جفن. سنتان لا طعم للطيبات سوى الحنظل والغبار، يا هول تلك الأيام، نعم كانوا عشاقاً أفذاذاً وساروا كالجبال الشم.

الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم دخلت التاريخ من أوسع أبوابه عنواناً للبطولة والفداء والاقتداء.

كانت تئن 26 شهراً تحت الاحتلال الإيراني البغيض بعد أن دمر الغزاة المدينة بالكامل غابت ملامحها إلا منارة جامعة وإطلالة بيوتها.

وفي 17نيسان عام 1988 وفي غرة رمضان الشهر الكريم تم تحريرها بعد أن سقطت عليها أكثر من عشرة ملايين قذيفة و120 ألف إصابة من المعتدين.

دارت معارك أثبت فيها أبناء القوات المسلحة بمختلف الصنوف غيرتهم الوطنية وشجاعتهم وبسالتهم وحليبهم الطاهر. كان الفجر موعدهم النصر وثار الدم العراقي الغيور وكانت المدافع تغني مثلما زغردت البنادق وانبلج الفجر بتقدم الرجال وتدور رحى المعارك حي على الجهاد وكان العراق بنهريه يتقدم وما هي إلا 35 ساعة ويأتي نصر الله والفتح المبين ليقطف العراقيون فرحهم وينتصر العراق في أروع ملحمة يسجلها التاريخ العربي الحديث، وعادت تسكنها الشمس والمحبة كما يسكنها الشهداء.

عادت مدينة الحناء بعد أن تعطرت بدماء الشهداء من بغداد ونينوى الحدباء وبابل التاريخ والقادسية وميسان وكربلاء الشهادة وبقية مدن العراق.

عاش الجيش العراقي الباسل.

المجد والخلود والرحمة الشهداء الأبرار سارية علم العراق الأكرم منا جميعاً.

وما النصر إلا من عند الله العلي العظيم.

الرحمة والغفران للرفيق القائد العام للقوات المسلحة رحمه الله.

عاش العراق العظيم.






الاحد ١٦ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو نضال نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة