شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

الحوار الحضاري يزعزع قناعات السوء

الجزء الأول

 

بات من الضروري أن نسلط الضوء على بعض الحقائق التي لا يمكن للرفاق الاستغناء عنها في أحاديثهم ولقاءاتهم وحواراتهم مع الأحزاب والتيارات السياسية والنخب المثقفة وعموم أبناء الشعب من العرب لكي نضمن وحدة الموقف في الجوانب الفكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والأمنية والعسكرية، ومن هذه الحقائق:

الحقيقة الأولى: أن المحتل للعراق اليوم هو إيران، وبغطاء أمريكي دولي، وليس لأمريكا أي تأثير في الأمور السياسية إلا بعد التوافق مع إيران، أي بمعنى آخر إن العراق اليوم يقع بالكامل تحت الاحتلال الإيراني وبغطاء ومساندة أمريكا، فإن "أمريكا لا زالت تحتاج إلى إيران كشريك أساسي واستراتيجي لتدمير العراق والأمة العربية، ونهب ثرواتها وخيراتها، كما فعلت إدارة ترامب مع المملكة العربية السعودية وأقطار الخليج العربي، فلا يجوز أن نتحدث عن نفوذٍ لإيران فنساهم في التغطية والتعمية على احتلالها البغيض".

وبمعنى آخر ما زال البعض يصر بقصد أو بدون قصد بأن إيران ليست محتلة العراق، بل لها نفوذ من خلال أدواتها التي تحكم العراق، وهذا الكلام يؤدي إلى خلط الأوراق والتغطية على احتلالها الفعلي للعراق.

الحقيقة الثانية: ونعتقد أنها أم الحقائق، إن الغزاة (أمريكا وإيران والصهاينة وبعض دول أوروبا وعلى رأسها بريطانيا) وعموم الصراع في العالم تحركها أطراف المصالح الاقتصادية والعسكرية الأساسية لبلدانهم، ولذلك لا يوجد تحالفات أو تقاطعات وخصومات ثابتة لدى أطراف الصراع، وإنما هي متحركة بحسب ما تمليه تلك المصالح، قد نرى حليف الأمس عدوَّ اليوم، والعكس صحيح، وأكثر ما يمثل هذه السياسة هو النظام التركي، "وأقذر سياسة وأرخصها اليوم هي سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، سياسة بلا أخلاق وبلا مبادئ".

الحقيقة الثالثة: الميليشيات والحشد ( الشعبي) جميعها ترتبط بالولي الفقيه علي خامئني مباشرة عن طريق الحرس الثوري وفيلق القدس، والحشد المنفلت هو الغطاء القانوني اللاشرعي للميليشيات المجرمة، وهي أي الحشد (الشعبي) أخطر من ميليشيات بدر والعصائب وحزب "الله" العراقي والخرساني وغيرها، وذلك لأنه أُنشِئ بقرار رسمي وفتوى إيرانية للدفاع عن المراقد المقدسة، في ظاهر الأمر، وفي الحقيقة هو لتدمير حياة الشعب بالقتل والخطف، وتدمير مناحي كل معالم الحياة لغرض التشريد والتهجير لتركيع الشعب والإسراع في عملية التغيير الديمغرافي بدون صعوبات.

يتبع

جابر خضر الغزي

الباحث والكاتب السياسي

 






الجمعة ٢١ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة