شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

الحوار الحضاري يزعزع قناعات السوء

الجزء الثاني

 

الثوابت الأساسية في الحوار مع جميع دول العالم كلها، باستثناء الكيان المصطنع القائم فوق أرض فلسطين العربية.

 

إن لصراعنا مع الغزاة المحتلين حقائق ثابتة واضحة ومعروفة، ولا يحق لأي واحد منا أن يضلل عليها أو يزور الحقائق أو يطمسها، ومن هذه الحقائق:

الحقيقة الأولى: إن الغزو الامبريالي الاستعماري لم يستهدف أحداً في غزوه للعراق غير البعث ودولته وتجربته وجيشه الباسل وشعبه الأبي، وأسباب الغزو معروفة، وكذلك أهدافه.

الحقيقة الثانية: إن الغزو الامبريالي الصهيوني الصفوي الفارسي قد دمر العراق ومؤسساته الوطنية، وعلى رأسها جيش العراق، جيش الأمة العربية وتجربته النهضوية، ودمر كل معالم الحياة في العراق، وأعاد العراق إلى عصر ما قبل الصناعة، كما حاول الغزو المجرم القضاء على البعث العظيم باعتباره قائداً لمسيرة النهضة والتقدم في العراق.

الحقيقة الثالثة: "لم يستطيع الغزو والاحتلال الأمريكي الصهيوني تدمير الحزب كمناضلين وكجماهير، ولم يستطيع تدمير الحزب كمؤسسة وطنية وقومية وثورية وشعبية تقدمية تحررية، بل زاد البعث قوة ومنعة، فطوبى للبعثيين الصابرين المحتسبين".

وفُرِض على البعث حرباً عالمية شرسة قذرة، اشترك فيها البعيد والقريب، واشترك فيها العدو والصديق" ولم يبق إلى جانب البعث إلا الله القوي العزيز ثم شعب العراق والشرفاء في أمته".

الحقيقة الرابعة: إن الاحتلال ماضٍ في تقسيم العراق بجدية، وتفتيته بقوة، ولم يدع فيه أملاً لإعادة توحيده، أو لم يدع أملاً لإعادة وحدته الفطرية الربانية التاريخية الأزلية، وهكذا سيفعل في أقطار الأمة واحداً بعد الآخر، "إن قوى الاستكبار العالمي من امبرياليين وصهاينة وشعوبيين يعلمون علم اليقين أن التقسيم الذي يخططون له لن يمر إلا على أشلاء البعث ومناضليه وجماهيره والقوى الحية الرافضة للاحتلال وعمليته السياسية المخابراتية الباطلة والفاشلة والبائسة ...

ويعلمُ القاصي والداني كيف أغلقت أمريكا وإيران كل الطرق والمنافذ على حركة البعث ومقاومته ومؤسساته الأخرى، وأطبقت عليه، وحاصرته من كل الاتجاهات، وشارك في الحرب على البعث بعض الأنظمة العربية، للأسف.

بات النظام العربي الرسمي يرى بكل وضوح أن الخطر الذي حذر منه البعث بات يطرق بقوة أبوابهم الداخلية، وهو ما أشار إليه الرفيق المناضل الشهيد عزة إبراهيم رحمه الله.

لقد حذر البعث وقيادته المناضلة من أن الركون للغزاة والامبريالية سينتهي بالتقسيم، ويبدأ بصيغة الطوائف والأعراف والأقليات الدينية، ثم ينتهي إلى إقامة دويلات على نفس الأسس المقيتة، وسيكون أكثر بشاعة من تقسيم سايكس بيكو، حيث قسموا الجغرافية وقسموا الأرض وبقي الشعب متماسكاً فوق أرضه، أما اليوم فهم يقسمون الشعب قبل الأرض، فتكون الأرض لاحقة للشعب، وقسموا الشعب على بحر من الدماء والثارات والعدوات، وسيضعون المزيد من المشاكل المستعصية بين التقسيمات والكانتونات لكي يستمر الصراع دهراً طويلاً ويتعمق التقسيم، ويترسخ التفتيت، وهو ما أكده الرفيق المناضل الشهيد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب رحمه الله في أحد رسائله.

الحقيقة الخامسة: إن شعب العراق العظيم جمجمة العرب ورمح الله في الأرض، الشعب الواحد المنصهر بكل أطيافه وفسيفسائه الفريد المتفرد بين شعوب الأرض منذ آلاف الأعوام".

لقد صاغته رسالات السماء الربانية، منذ رسالة آدم عليه السلام حتى الرسالة العربية الخالدة الخاتمة، فهو (أي العراق) جوهرة الأمة وعقدها الماسي، وهو جمجمة أمة العرب التي جعلها الله خير أمة أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"، فكيف يُجزأ مثل هذا الشعب، ومثل هذا الوطن، ومثل هذه الحضارة، ومثل هذا التاريخ، سيرفض التجزئة ويحرقها بنار وحدته التاريخية والحضارية.

يتبع

جابر خضر الغزي

الباحث والكاتب السياسي

 






الجمعة ٢١ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة