عبد الله الحيدري
ثورة
الثامن من شباط عروس الثورات لم تكن حدثا عاديا عابرا في حياة العراق والأمة ولم
تكن ترفا فكريا هدفه استعراض قوة الحزب وإنما كانت ثورة شعبية حقيقية وكانت تجسيدا
لعهد البطولة الذي تمثل باندفاع قيادة الحزب وكوادره وجماهيره في دعم الثورة والتصدي
لأعدائها وبعفوية نضالية قل نظيرها في الثورات المماثلة التي حصلت في أي مكان من عالمنا
الكبير فعززت بذلك روح الثبات والتصدي والصبر والمطاولة والتحدي مما انعكس إيجابيا
على بنية الحزب التنظيمية والفكرية حيث فجرت طاقات وقدرات الشعب والحزب وتوظيفهما لخدمة
الأمة على امتداد الوطن العربي الكبير ووضعت الأسس الرصينة لثورة السابع عشر الثلاثين
من تموز المجيدة لتكون بذلك ثورة عربية وطنية مجيدة اعادت العراق الى حاضنته العربية
وكسرت طوق العزلة التي فرضها الشعوبيون الحاقدون وما اشبه اليوم بالبارحة حيث يجاهد
رجال البعث الصناديد منذ احتلال العراق سنة
2003م وإلى يومنا هذا ضد الاحتلال الامبريالي الأمريكي الصفوي ومن خونه جاء بهم
المحتل مختبئين خلف غبار الدبابات الامبريالية الحاقدين على كل ما هو عربي شريف في
أرض العراق الطاهر تدفعهم عقد كثيرة منها عقدة سقوط الإمبراطورية الفارسية على يد القادة
العرب الذين حملوا راية السماء راية الله اكبر.