الثامن من شباط  1963 عنوان الحياة والعنفوان القومي

زامل عبد

تحل الذكرى الستين لعروس الثورات الرابع عشر من رمضان الموافق 8 شباط 1963 عندما التحمت قوى الشعب العراقي عمالا فلاحين وطلبة وكسبه وعسكريين  لتقتحم وكر الشعوبية  والارتداد على منهج ثورة 14 تموز 1958 لتعيد للعراق وهج الرؤية القومية لحقيقة الصراع مع الأعداء ولتعطي الامة العربية زخما جديدا مفعما بالحيوية والإصرار على التصدي الحقيقي لكل القوى الشريرة التي التقت على النيل من الامة وجماهيرها والكل يتذكر كيف كانت مدن وقصبات العراق تعيش أجواء الحبال والتهديد بالسحل وهتاف دار السيد مهدوده وهو الإعلان الواضح والصريح للنيل من مرجعية المغفور له السيد محسن الحكيم الذي تصدى للمنهج الشعوبي الشيوعي والمذابح التي ارتكبت في الموصل وكركوك  من خلال ميلشياته { المقاومة الشعبية  } والتنكر للقيم الاجتماعية من خلال ما كانت تردده ناشطتاه  { ماكو مهر بس هل شهر } وماذا يعني هذا من خرق للقيم المجتمعية  والالتزامات الشرعية  ،  ثورة الثامن من شباط لم تكن وليدة الصدفة او الرغبة بالسلطة  بل لم تكن انقلابا عسكريا كما يصفها المتخصرون ، بل انها بمعناها الثوري هي التغير الجذري والشامل للواقع المنحرف الذي سار فيه عبد الكريم قاسم الذي اصبح اسير لإرادة الشيوعيين بالرغم من رفعه شعار فوق الميول والاتجاهات وما ارتكب من جرم بحق الضباط الاحرار الذين ساهموا في انجاز مشروع ثورة الرابع عشر من تموز الاغر 1958 وخاصة التنكر للنهج القومي  والنيل من المرحوم جمال عبد الناصر لان الصوت العالي للنهوض العربي يوجه  الأعداء  ، ومن هنا من حق كل عربي غيور على امته استذكار الحدث القومي الذي انتجه مناضلي البعث الخالد والقوى الوطنية والقومية بإنهاء الاحتكار الشعوبي والانطلاق بقيم ومفاهيم  ثورة تموز 1958 التي كانت تنصب على الانطلاق بالعراق ليكون القوة العربية الفاعلية في معركة المصير مع الصهيونية وحلفائها ان كانوا من النظام العربي او خارجه  ، وانهاء أي ارتباط بالإسترليني والاحلاف المشبوهة  ، ولكن قوى الشر لم تعطي هذا الوليد الثوري  الفرصة لتحقيق أهدافه وبرنامجه  من خلال الارتداد  ، واستذكارنا للثورة بذكراها الستين هو يقين بحيوية حزب البعث الخالد الذي يحقق الامل والحلم العربي في كل ظرف او انكفاء بفعل الهجمة التي يشنها أعداء الامة العربية والمقتدر على امتلاك زمام المبادرة رغم ما يتعرض له مناضليه وما يتخذ من اجراء ظالم من قبل حكومات الاحتلال التي جاء بها نصارى يهود 2003 بغزوهم واحتلالهم جمجمة العرب العراق

المجد والخلود لكل من ساهم  بتفجير الثورة  تحقيقا لأمل وإرادة الامة العربية