شبكة ذي قار
عـاجـل










بمناسبة الاحتفاء بذكرى عروس الثورات:

البعث حزب الإنسان الرسالي المؤمن الثابت

 

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

عظمة الإنسان الذي ينتمي للبعث انتماء عقائدياً ثابتاً راسخاً متأتيةً من عظمة حزب البعث العربي الاشتراكي، وعظمة البعث تتشكل وتظهر جلية من عظمة وسمو ونبل أهدافه الوطنية والقومية الإنسانية ومن كون الفكر القومي البعثي منبثق من حال الأمة ومن واقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي متمثلاً له ومناقضاً ومتصدياً لعلله وأمراضه، رافضاً لتقلباته الناتجة عن انحسار الذات القومية بسبب ما تعرضت له الأمة من عدوان واستلاب واستهداف استعماري امبريالي صهيوني طائفي فارسي.

 علمياً ومنطقياً واقعياً، لا يُنتجُ ثورةَ التغيير الجذري التي لن يتغير حال الأمة إلا بإنتاجها سوى الذين يحملون رسالة الأمة الخالدة، ويفقهون معناها العميق ومساراتها وحيويتها ومضامين تجددها الزمني المفتوح، ثوار منصهرون عضوياً بأهداف بعث الأمة، التي هي بطبيعتها أهداف الأمة، التي عبر عنها البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية.

الثوار الرساليون لا ينظرون إلى المكاسب الشخصية ولا ينشغلون بمظاهر الأشياء ولا تزوغ عيونهم إلى المناصب والكراسي والألقاب بل هم من يعتنقون قناعات راسخة وثابتة ونهائية.

إن الحزب وعقيدته وأهدافه هي المكسب الأعظم وإن إنجاز مهمات الحزب القومية في الوحدة والتحرر والعدل عبر صناعة قناعات جماهيرية واسعة فوق كل ربوع الأمة هو قمة المناصب وأرقى المكاسب.

الرساليون هم الذين يغنون ويثرون أمتهم وليس جيوبهم ويقوون حزبهم من داخله لا من خارجه، فالعمل من خارج التنظيم أياً كانت دواعيه ومسوغاته ومبرراته وقناعات المتورطين فيه إن هو إلَّا خروج وردة ومغادرة لقيم الرسالة وثوابت الرساليين الأبرار الأوفياء الصادقين ذوي النفوس العفيفة الزاكية.

إن البعثي الحقيقي المعتنق للرسالة الوطنية والقومية هو الذي انتمى للمبادئ والعقيدة وليس لأشخاص أياً كان وصفهم.

قوة البعث في قوة مبادئه وسمو عقيدته ورجاله لا قوة لهم إلا بقوة تمسكهم بالبعث فكراً وتاريخاً ونضالاً.

ولنا في رسالات السماء قدوة حسنة إذ يحملها رجل هو الرسول ويتبعه مقتنعون مصدقون مؤمنون، ثم يذهب جيل بعد جيل من الأشخاص غير أن الرسالة باقية تسخر من غدر الغادرين ومكر وتآمر الخوارج المرتدين. الذين يتحزبون لمنافع شخصية ذاتية يجعلون شخصاً أو أشخاصاً ستاراً لمآربهم، ولا يلبثون أن يسقطوا في برك الردة إما بخلاف حقيقي أو مصطنع مفتعل أو أن يرفسون المنهج برمته حين تقل الأرباح المادية أو تنتفي فرص الحصول عليها.

وميزة المرتدين أحياناً أنهم يجحدون ليس الثوابت في العقيدة والمبادئ بل ويسحقون إنسانيتهم ورجولتهم بالتنكر حتى لنضال وتاريخ الآباء والأجداد من الذين أخلصوا وضحوا وسجلوا تاريخاً مشرفاً في سفر الانتماء الرسالي.

إن من فجر ثورة شباط هم رجال البعث الرساليين الذين آمنوا أن درب العقيدة والصدق والنقاء هو حاضن ثورة التغيير الجدي الحقيقي الذي ينقذ الأوطان والأمة.

 من ينتمي للبعث إما ينتمي لعقيدته ورسالته النبيلة السامية أو ينتمي لمصلحة ولسبب مادي وشتان بين صناع الحياة وبين سراق المكاسب والمنافع. 




السبت ٢٧ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة