شبكة ذي قار
عـاجـل










ما ردده الغوغاء في صفحة الغدر والخيانة

تحول من شعار خطير إلى واقع مرير

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

كان الحديث عن وجود (مؤامرة) من قبل الحكام وعامة الناس على حد سواء يقود إلى جدل بين ساخر وآخر مكذب وثالث مصدق. أما في وقتنا المعاصر فقد انتفت الحاجة لهذا الحوار لأن المتآمرين قد خرجوا من الدهاليز والحجر الخلفية إلى الأنوار الكاشفة، وصار التخطيط السري الذي كان يسمى مؤامرة نشاطاً علنياً يوصف بالتخطيط الاستراتيجي. ومن بين ما صار بيناً جلياً هو التخطيط لاستخدام الطائفية وأحزابها كمعاول هدم وخناجر تمزيق لأمتنا العربية شعباً وأقطاراً.

إن ما كان يعد ويوصف بأنه مؤامرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي صار اليوم عملاً سافراً مفضوحاً يتبجح به مَن خططوا له وأنفقوا عليه ثروات طائلة وإعلام لا حصر له، ولعل مؤامرة تأسيس أحزاب (الإسلام السياسي بشقيها الشيعي والسني) هي النموذج الأكثر وضوحاً لانتهاء حقبة التآمر وسيادة حقبة العدوان المكشوف.

بدأ العراقيون يسمعون هتاف أو شعار (ما كو ولي إلا علي ونريد قائد جعفري) في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بعد أن اكتملت عمليات تأسيس حزب (الدعوة الإسلامية) في إيران ونمت له خلايا في أحضان مرجعية فارسية تعمل لتحقيق المشروع الفارسي المرتكز على الطائفية، وخاصة في زمن تزعم محسن الطبطبائي الحكيم للمرجعية في النجف صاحب العلاقة المتميزة مع شاه إيران، وتكرر ترديد هذا الشعار من قبل الغوغاء عملاء حزب الدعوة خلال أيام صفحة الغدر والخيانة سنة 1991. وصار الآن معلناً ذاك الدور الذي لعبته بريطانيا وأمريكا والماسونية والصهيونية في مؤامرات تأسيس هذا الحزب. وإذا كانت أهداف تأسيس هذه الأحزاب في حينها تقع ضمن الحديث عن المؤامرات على الأمتين العربية والإسلامية من قبل قادة الأحزاب الوطنية والقومية وقادة الأقطار العربية والإسلامية فإنها قد صارت الآن وبعد غزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣ م تحديداً عملاً عدوانياً سافراً معلناً صريحاً لا جدال فيه إلا من قبل مؤسسي هذه الحركات والساقطين في ظلامها.

وبالتركيز قليلاً على شعار وهتاف حزب الدعوة الطائفي (ما كو ولي إلا علي ونريد قائد جعفري) يتضح لنا مجافاة هذا الهتاف – الشعار- للقرآن المجيد وبالتالي يعني ذلك خروج هذا الحزب وعناصره عن الدين الإسلامي ودستوره المجيد، ذلك لأن هناك آيات قرآنية عديدة تقول بتعدد أولياء الله ومنها قوله جلّ من قائل:

بسم الله الرحمن الرحيم

(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [سورة يونس: 62-64] .

صدق الله العظيم

ومع إننا لا ندعي الفقه ولا التفسير تخصصاً ولكننا كمسلمين ندرك من هذه الآية الكريمة أن هناك (أولياء لله، وعلي بن أبي طالب عليه السلام واحد منهم، وليس هو الوحيد الأوحد). هذا من جانب ومن جانب يهمنا أكثر هنا هو أن الشعار – الهتاف - قد حدد الجزء غالباً على الكل لأن القول (نريد قائد جعفري) يعني من جهة أنهم أسقطوا عراقية القائد المطلوب لقيادة العراق، ومن جهة أخرى فإن صفة الجعفرية لا تقتضي العراقية، وهذا معناه أن حزب الدعوة يريد قائداً للعراق ليس عراقياً.

وإذا كان هذا التفسير لا يقنع البعض قبل احتلال العراق فإن أصحابه ومريديه يفرضون القبول به الآن فرضاً وبقوة السلاح وبطش المليشيات الفارسية الهوى طائفية المنهج.

وعلى عجالة نقول: إن الهتاف الشعار البغيض الواقع تحت وصف المؤامرات القابعة خلفه سابقاً قد تحقق على أرض الواقع وجاءت أمريكا وبريطانيا والصهيونية بعد احتلال العراق بالقائد الجعفري الذي حقق أهداف المؤامرة في تدمير العراق وتمزيق شعبه وتجزئة دولته، إذ جاءنا القائد الجعفري السفاح النهاب السارق المجرم نوري المالكي وعادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري وحيدر العبادي وقيس الخزعلي وهادي العامري وغيرهم من ضباع مشروع تمزيق الأمة بدءاً من العراق. جاءونا بالقائد الجعفري الذي أثبت للعالم كله قذارة مؤامرات تأسيس أحزاب الإسلام السياسي. 




الثلاثاء ٨ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة