شبكة ذي قار
عـاجـل










في رحاب الاتحاد العام لنساء العراق

د. ياسين شاكر العبد الله

 

بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الاتحاد العام لنساء العراق لابد أن نستذكر باهتمام هذه الذكرى الميمونة للماجدة العراقية التي شاركت الرجل في كل مراحل التاريخ التي مر بها العراق منذ عصور ما قبل التاريخ وليومنا هذا.

فقد سجلت المرأة العراقية تاريخاً حافلاً بالمشاركة الوطنية والدفاع عن حقوقها، وقد شهد مطلع القرن الماضي نشاطاً متميزاً للكثير من  الرائدات في مجال التربية والتعليم والطب والصحافة والأدب والسياسة والكثير من النشاطات  المجتمعية الأخرى التي كانت ترمي إلى بناء مجتمع قادر على مواجهة كل الصعوبات التي كانت تحيق في عراقنا الحبيب وبناء حضارته الجديدة وتقدمه العلمي والاجتماعي والسياسي بما يحقق النهضة الشاملة والبناء الشامخ، وبناء الأسرة العراقية المتحصنة بالتقاليد والأعراف والمثل والقيم التي رعتها ثورة ١٧ --- ٣٠ تموز القومية الاشتراكية،  فقد وقفت المرأة بجانب الرجل في كل المجالات والمحن فشاركته في ثورة العشرين، وفي ثورة مايس التحررية في العام ١٩٤١ وفي انتفاضة عام ١٩٤٨ ضد معاهدة  بورتسموث وانتفاضة عام ١٩٥٢ وهي تشد أزر الرجال في التظاهرات والمقاومة والثبات وطرد المستعمر الغاشم المحتل  ، ولقد ظهر لها دور متميز قبل وبعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ وهنا استطاعت أن تفرض حقوقها فأصبحت مساوية للرجل في الحقوق والواجبات،    وهناك أكثر من مائة وخمسين امرأة عراقية رائدة شاركن في الفعاليات المجتمعية والسياسة وكان لهن دور في تغيير التاريخ العراقي الحديث.

وفي الدولة التي قادها حزب البعث ١٩٦٨ - ٢٠٠٣ شهدت أحوال المرأة العراقية تطورات كبيرة واهتماماً بالغاً وأصبح لها اتحاد عام واتحادات فرعية في محافظات القطر كافة، وانفتحت أمامها فرص العمل السياسي والالتحاق إلى الجامعات بمختلف الاختصاصات، ونالت جميع حقوقها التي ناضلت من أجلها طيلة وجودها على أرض العراق الطاهرة،  وكان هناك رائدات لهن مواقف مشهودة  أيام المحن، وقد  شهد الجيل الثاني طيف من النسوة العراقيات وهن يقدن الفعاليات الهادفة إلى بناء عراق موحد مزدهر متطور والعمل على تحقيق مكانة مرموقة للمرأة العراقية، وقد بلغ عدد المنتميات إلى الاتحاد العام لنساء العراق لغاية ١٩٨٩ ٣٠٠٠٠٠ امرأة، وللتاريخ لابد أن نسجل الدور البطولي للمرأة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني الأسود ، ومشاركتها في مقاومة هذا الاحتلال بإسناد ودعم المقاتلين الأبطال وحتى تنفيذ مهام قتالية، ولهذا تم استهدافهن من قبل القوات الغازية والمليشيات الطائفية التي رافقت الغزو وجاءت مختبئة خلف غبار دباباته ، فقد استشهد أعداد منهن مما اضطر البعض منهن إلى اللجوء إلى دول أخرى، وعلى الرغم من كل هذه المطاردات والتعرض لهن والتصفيات الجسدية  إلا أن التنظيم النسوي حافظ على دوره الوطني وتبوأت إحدى الناشطات دور رئاسة الاتحاد العام لنساء العراق، وسيبقى هذا الاتحاد شوكة في عيون الغزاة والعملاء ، وهو الظهير القوي للبعث والحركات الوطنية الرافضة للاحتلال والتبعية والفساد، وسيبقى الرابع من آذار عنواناً كبيراً في سماء العراق وفي أوساط شعبه ومقاومته الوطنية الباسلة، وكل عام والمرأة العراقية في سمو وثبات وإيمان كبير بالتحرير والانتصار على الغزاة الطامعين.

 

 

 






الثلاثاء ١٥ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ياسين شاكر العبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة