تداعيات زيارة أمين عام الأمم المتحدة للعراق

د عامر الدليمي

طالعتنا وسائل الإعلام العراقية بأن أمين عام الأمم المتحدة السيد (أنطونيو غوتيريش) زار العراق مؤخراً، للوقوف على ما يجري فيه بخصوص احترام حقوق الإنسان، والاطلاع على كيفية تطبيق الحريات، وتفعيل عمليات ممارسة الديمقراطية ومعالجة الاشكاليات وحل المشاكل في العراق، وهذا من صميم عمل الأمم المتحدة، وكما جاء في بنودها ومقاصدها المعلنة، المحافظة على حقوق الإنسان والمجتمعات والشعوب وأمنها واستقرارها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتفعيل حرية الإنسان واحترام الرأي والرأي الآخر دون تمييز لأي اعتبار كان، ومحاربة الإرهاب وكل انتهاك لا يخدم الإنسانية، وهي بلا شك بنود إنسانية من الضروري احترامها والعمل بها وتطبيقها بصورة جدية.

ولكن مما يدعوا للأسف أن السيد الأمين العام للأمم المتحدة قد انتهك وخالف ما جاء من مقاصد فيها وانحرف عن مسارها الإنساني وأهدافها عندما التقى أشخاصاً من قادة الميليشيات الطائفية المسلحة المنفلتة في بغداد، من أمثال (قيس الخزعلي) الذي عرف بإجرامه وإيغاله  بدماء العراقيين الأبرياء وممارسته القتل غير المسوغ وعمليات الاعتقال والتهجير والإخفاء القسري، وبدعم وتأييد من قبل السلطة الطائفية الفاسدة في العراق ولصوصها وسراقها، والتي مازالت تدعم المليشيات وعصابات الإرهاب، وسياستها المستمرة في تدمير البنى التحتية وتعميم الجهل والأمية والفوضى وانتهاك القانون وممارسة العقاب الجماعي والتخويف والإرهاب لشرائح اجتماعية علمية وثقافية كأسلوب للإكراه والقهر.

كان على الأمين العام للأمم المتحدة أن يكون أميناً في مهمته، وأن يحترم مقاصد الأمم المتحدة، وجاداً في فتح ملف المغيبين، والمعتقلين، والمحكومين ظلماً، والمهجرين من ديارهم، والمصادرة أملاكهم بغير حق لأسباب طائفية غير قانونية، وكان عليه أيضاً أن يطالب السلطة في العراق أن تحترم حقوق الشعب العراقي وتوفر له الأمن والاستقرار والعيش الكريم ومحاربة حيتان الفساد واللصوص والسراق ممن هم في سدة الحكم، ومغادرة الطائفية والمحاصصة التي مزقت نسيج المجتمع العراقي، والميليشيات المسلحة والإرهاب الذي تمارسه ضد أبناء الشعب العراقي المظلوم منذ عشرين سنة.