في الذكرى السادسة والسبعين لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي:

حزب الأمة المعطاء حزب الشهادة والشهداء

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

منذ انطلاقته في أواخر أربعينيات القرن الماضي والبعث يثبت كل يوم انه الحزب القومي الممثل لتطلعات العرب في تأسيس دولتهم الواحدة وهي الضمانة الوحيدة لبقائهم أعزة مهابين أقوياء بجغرافية عظيمة وتاريخ يمتد الى حيث بدء الخليقة وحضارة أصيلة متنوعة وبثروات لا تضاهيها ثروات وبقوة بشرية عملاقة والبعث هو الممثل الفعلي لإرادة الامة في الحرية والتحرر والاستقلال الناجز والتقدم الصناعي والزراعي والصحي والتربوي وكل ما من شأنه تغيير واقع العرب المزري. وقد كانت تجربة البعث في العراق (١٩٦٨-٢٠٠٣) هي المصداق لقدرات البعث على الإنجاز وحقيقته وجوهره الفكري والنظري والتطبيقي الميداني المتسم بالحيوية.

إن العقيدة القومية ومشروعها الوحدوي التحرري ليست سياسة محترفة بل حق لن يجد طريقه للتحقق الا بإرادة وفعل وانجازات. ولأن البعث قد سار على طريق الحق العربي في تحرير الانسان والأرض فقد وجدت الامبريالية والصهيونية والطائفية الفارسية المتحالفة معهم ان مواجهة البعث لا يمكن أن تتم بالسياسة بل بالعدوان العسكري وهذه هي القناعة التي جمعت حلف الشر الذي غزى العراق وحظر البعث دستوريا وأصدر قوانين الاجتثاث والاقصاء وقطع سبل الحياة بالتصفيات الجسدية والاعتقالات والتغييب والتهجير والنزوح، انها عقلية أدركت ان البعث هو الامة ويجب إيقافه بالقوة الغاشمة ولا شيء غيرها.

ورغم أن العدوان الذي تعرض ولا زال يتعرض له حزب البعث العربي الاشتراكي ورغم جسامة التضحيات التي قدمها فإنه لازال يقاتل وينمو ويعمق صلاته بالشعب راسما ملامح التحرير القادم مقتنعا برجاله وماجداته، قياداته وقواعده، بأن النصر يصنعه الصبر والمطاولة والنضال والجهاد لحزب عرف نفسه بأنه حزب الشهادة والشهداء ولأن عقيدة البعث الاصيلة هي عقيدة نضال وجهاد بدونها لا تتحقق رسالة الأمة.