شبكة ذي قار
عـاجـل










السابع من نيسان تاريخ للنهوض بالأمة من جديد

علي العتيبي

 

شهر نيسان هو بداية الربيع وكان العراقيون القدامى يعتبرونه شهر الحياة وبه تبدأ سنتهم أي إنه رأس السنة لدى البابليين والاشوريين ويعتقدون أنه شهر الخصب والنماء ولدينا كبعثيين فإن شهر نيسان هو شهر انطلاق عقيدة ومبادئ البعث التي ارساها القادة المؤسسون للحزب وعلى رأسهم الراحل أحمد ميشيل عفلق حيث أطلق على الحزب اسم البعث والمأخوذ من معاني القرآن الذي نؤمن به بأن بعد الحياة والموت هناك بعث للروح فجاء اسم البعث لأنه يبعث الأمل في الأمة من جديد لتحقيق أهدافها بعد أن عانت ما عانت من ظلم واضطهاد واستعمار واستعباد للشعب العربي من قبل من حكمه في الفترة المظلمة وبعدها فترة الاستعمار وحكم الرجعية فأخذ منهجه من رحم هذه المعاناة فكانت ولادة جديدة للامة وقد قارن القائد المؤسس حال الأمة العربية في وقتها الراهن مع ما كانت تعانيه الأمة العربية من تشتت وتناحر وفرقة وغزوات وحروب جعلت الاجنبي يتحكم بهم من خلال سيطرة البيزنطينيين والساسانيين والفرس وحتى الاحباش على كل مقدرات الامة العربية فجاء الاسلام الذي انقلب على واقع هذه الأمة المزري وجعلها تتسيد على كل الامم بفترة وجيزة لا تتعدى الثلاث عقود ونشر نور رسالته في ارجاء الارض وعم الامن والسلام فيها  وهكذا كان منهج البعث الذي اراد للامة ان تنهض بدل الانكسارات والخضوع لإملاءات الأجنبي وزرع الفرقة والفتن وبعد أن أعلن البعث عن عقيدته وأهدافه نرى إن جميع أعداء الامة العربية من مستعمرين ورجعيين ومرجفين قد حاربوا البعث بكل الطرق ونعتوه بأبشع النعوت السيئة ولأنهم لا يريدون للأمة أن تتوحد لأن الأمة إذا توحدت سادت واربكت اعدائها وهذا ما لا يرضونه ولكن كان البعث عصي عليهم فخلال اقل من عشرين سنة اصبح له شأن في حياة الامة ويحسب له الف حساب وحقق الثورات والتي لم يكن يطمح من خلالها الى السلطة كغاية بل أراد من السلطة أن تكون وسيلة لتحقيق أهداف الأمة ولهذا تكالبت عليه الضباع وخاصة بعد احتلال العراق من قبل زعيمة الشر أمريكا المجرمة وحلفائها التاريخيين الكيان الصهيوني وإيران الفارسية وهذا التحالف الثلاثي الغادر ليس وليد اللحظة بل هو تحالف تاريخي ولكن لأن البعث رقم صعب ولم يستطيعوا أن يسقطوه بالحروب بالوكالة أو من خلال العملاء والمؤامرات الخبيثة فجاؤوا بأساطيلهم وجيوشهم وعملاؤهم لإسقاط تجربة البعث، ولأنهم يعرفون أن مبادئ البعث لا يمكن أن تتغير بتغيير قيادته فوضعوا القوانين لمحاربته كفكر وهذه القوانين في حقيقتها تشد من عزيمة رجاله الأوفياء وتجعل الجيل الناشئ يقرا عن البعث ويستمع الى ما كانت تقول قيادته فأيقن الآن أن لا مناص للامة من الخلاص من واقعها المرير إلا من خلال عقيدة وأهداف البعث التي هي أهداف وطموح الجماهير.

إننا وعلى مدى سنوات عمر البعث نستذكر يوم السابع من نيسان عام 1947 الذي أعلن به عن تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي والذي جعل رمزه وهدفه هو الرسالة الخالدة وقدوته فيها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم والتي اختصرت بمقولة تكتب بماء الذهب قالها القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق نسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة (كان محمداً كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا).

إن الأمة اليوم تعاني من التراجع والانكسار والخنوع امام اعدائها نتيجة تآمر المتآمرين من أبناء الأمة العربية والمحسوبين عليها ضد الامة لان من يحارب فكر البعث يعني يحارب الامة لان البعث ولد من رحم الامة العربية ومعاناة شعبها وقد ان الاوان لننهض من جديد ونطبق مبدأ القوة التي وردت في القرآن الكريم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).

إذن إعداد القوة مطلوبة والتهيؤ لها واجب واستخدام كل وسائل القوة والنهوض بالأمة فرض لأنه هو الجهاد بعينه ولان الأمة تراجعت عن هذا المبدأ فأصابها الضعف والركون ونحن نعرف جيداً أن الأعداء يحسبون القوي الف حساب وعليه لابد لنا ونحن نعيش الذكرى أن نعيد حساباتنا كلية وأن لا نهادن لأننا خلقنا للقتال والدفاع عن المبادئ وحينما نقرأ تاريخ حزبنا سنجد انه لم يهادن يوماً الأعداء أو الرجعية أو العملاء ودوما البعثي يضع حياته على راحة كفيه وهو مشروع للشهادة فمنذ متى نسكت على ظلم وضيم ويؤخذ بعض رفاقنا غيلة ويذبحون ونحن ساكتون،

في ذكرى التأسيس نستلهم من حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو قدوتنا في النضال والجهاد والصبر والمطاولة والحرب والسلم ونعمل وفق خطاه لأن عقيدتنا أساساً مستلهمة من رسالته الخالدة  فحياتنا ليست اغلى من الوطن والمبادئ فإما أن نكون على العهد كما تعلمنا أو لا نكون، فالبعث بعث الشهداء، ويكفينا فخراً أن قادة البعث وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين طيب الله ثراه أصبح رمزاً للبطولة والشجاعة والإقدام والثبات على المبادئ والتضحية، وصار حتى من كان على غير وفاق معه يتغنى به ويعتذر له عما قاله في حقه لأنه كان هدية العراق للبعث وهدية البعث للأمة كما عبر عنه القائد المؤسس وعلينا أن نشحذ الهمم لنكون كلنا بمستوى نضال البعث.

يبقى البعث عصياً على الأعداء وهو الذي سينهض بالأمة من جديد بحمل لواءه من رجال البعث الصناديد.

تحية نضالية عطرة لكل رفاق ورجال البعث الماسكين على مبادئه.

المجد والخلود لشهداء البعث الأبطال.






الاثنين ١٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة