شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في المخاض الفكري القومي الوحدوي للبعث الخالد ببعده العروبي الإسلامي – الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

الفهم البعثي للعروبة  ((  انها جسد روحه الإسلام  ، لذلك لم يكن غريبا ان يعود الحزب بين الحين والآخر ليؤكد على من منطلقاته الأساسية التي لم تعطى الاهتمام الذي تستحقه ، ولم يستخرج منها العبر الكامنة فيها  كالموقف من التراث والإسلام  )) ويقول المرحوم القائد المؤسس محذرا" الشباب العربي من مخاطر العولمة التي يريدها أعداء العروبة والإسلام المحمدي  ((  نحن مهددون بأن تحل المادة محل الروح ، وأن يحتل الالحاد مكان الايمان  والانفلات محل الاخلاق ، اذا لم يعي الشباب مسؤوليته الخطيرة ، وهي في أن يعطي المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة أخرى على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته ، فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ امته من اخطار العقلية المادية التي تهددنا في أخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وأفرادنا ، كما تهددنا في قضيتنا القومية )) { في سبيل البعث صفحة 134 / دار الطليعة /  بيروت 1974 ( معالم الاشتراكية العربية ) } وهذا التحذير نجده في خطابه في ذكرى الرسول العربي في نيسان عام 1943م يؤكد فيه المرحوم القائد المؤسس على ان الايمان كونه طريق البعثيين لمواجهة العبء الثقيل والتحديات الكبيرة التي يواجهونها ، فيقول (  لا يفهمنا الا المؤمنون  المؤمنون بالله .. اننا نؤمن بالله ، لأننا في حاجة ملحة وفقر اليه عصيب . فعبئنا ثقيل ، وطريقنا وعر وغايتنا بعيدة  ) { في سبيل البعث صفحة  134 / دار الطليعة / بيروت  1974 ( في ذكرى الرسول العربي ( } ويؤكد ( لقد ظهر البعث في حياة العرب الحديثة ، وفي وسط الجمود والجحود والانحلال ، حركة ايمان عميق تستقطب النفوس النقية السليمة .. فنشوء البعث العربي انما هو دليل ساطع على الايمان  وتوكيد للقيم الروحية التي ينبع منها الدين .. وقد دعا البعث العربي الى مفهوم جديد للحياة القومية ، والحياة بصورة عامة ، قوامه الايمان بالقيم الروحية الانسانية ، وبقيمة الروح العربية الاصيلة ، ومظهره الانفصال الحاسم عن مفاسد الواقع ومكافحتها في طريق صاعدة شاقة تسير فيها الامة ببطيء وجهد نحو الاتصال بروحها من خلال الصراع الدامي بينها وبين واقعها لذلك لم يبق في مفهوم البعث العربي مجال لأي تدين لا يحمل هذا الايمان المثالي. والبعث العربي، الذي هو حركة روحية إيجابية ، لا يمكن أن يفترق عن الدين او يصدم معه، ولكنه يفترق عن الجمود والنفعية والنفاق.. فصفة الايمان ، هي التي فرضت عليه الاصطدام بجميع الحركات التي تنكر الايمان ، أو تتستر بإيمان سطحي زائف ) ، في سبيل البعث الجزء الأول ( العرب بين ماضيهم ومستقبلهم  )  ، ويؤكد القائد المؤسس على أهمية الدين والإسلام بشكل خاص وانه مصدر فكر البعث ولأخلاقياته بقوله (( نحن شعب مسلم ، تراثنا ليس للماضي فقط ، وانما هو نور وضوء على المستقبل  ومنه نستمد المثل والمبادئ الانسانية والأخلاقية ، منه نستمد الروح والنظرة الى الانسان بوجه عام )) { في سبيل البعث جـ5 ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية تتصل بأعمق مبادئ حزبنا الثوري23/10/1974) } سؤل المرحوم القائد المؤسس عن الإسلام كتراث للامة العربية فأجاب ((  نعم  .. هو تراث .. لكنه حي في هذا العصر أكثر من أي شيء آخر ، عصري ، ومستقبلي أيضا لأنه خالد ، يعبر عن حقائق أساسية خالدة  وما دامت الأمة العربية على هذه البسيطة ، فالإسلام هو التراث الروحي ، وهو المحرك لها ، هو ملهمها ، هو مرجعها الروحي ، وهو الحركة الثورية المثلى ))  { في سبيل البعث جـ3 ( أصالة الامة قوة متجددة ) 19/1/1976 } ومن هنا يمكننا القول هذا العداء الغربي للإسلام ، هو الذي جعل الغرب يوجه جهودا كبيرة –  ضمن غزوه الفكري - لمحاولات إعاقة التجديد الإسلامي ، الذي يجدد هذه الحضارة ذات الإمكانات العالمية المنافسة لحضارته الغربية .. انه عدو الاحياء العربي والتجديد الإسلامي  بينما لا يؤرقه ولا يقلقه التدين الشكلي ، أو ذلك التفسير  ( الافرنجي للإسلام ) ان اوربا التي تخاف على نفسها من الإسلام  ..  ((  نراها تصادق الشكل العتيق للإسلام وتعاضده فالإسلام الاممي ، الذي يقتصر على العبادة السطحية والمعاني العامة الباهتة ، آخذ بالتفرنج  ولسوف يجيء يوم يجد فيه القوميون انفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام ، ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصا اذا ارادوا أن يبقى للأمة العربية سبب وجيه للبقاء )) في سبيل البعث ( في ذكرى الرسول العربي )  عام 1943 ، هذه هي رؤية البعث للإسلام كدين .. وكثورة عظيمة .. وكهزة إيجابية عميقة للروح العربية للتعبير عن انسانيتها وابداعها .. وكعقيدة ومنهج للامة العربية ، لإعادة وحدتها وبعث قيمها وقدراتها  لتواصل واجبها الرباني بدعوة البشرية لفعل الخير وقيم الانسانية ورفض البغي والعدوان  ،  ويمكننا تقريب  الوصف أعلاه للواقع الذي يعمل عليه الغرب لتجريد الإسلام من مضمونه الإنساني المتجدد النقي من كل الشوائب والبدع والتضليل والدجل والخرافات  ما نشاهده ونسمعه من قنوات فضائية  تبث من لندن وواشنطن  ومنها على سبيل المثال لا الحصر {  قناة القمر لعبد الحليم الغزي  ، وقناة صوت العترة - فدك - لياسر الحبيب  ، وقناة المنتقم على اليوتيوب  صاحبها القريشي  ، وقناة الوصال ...... الخ  }  وجميعها تبث سموم الطائفية والكراهية  وتكفير من لا يتوافق مع أفكارهم وتوجهاتهم  المنافية لروح وقيم ومبادئ الإسلام  ومنهج ال بيت النبوة  النابع من القرآن  الكريم والسنة النبوية الشريفة

يبقى البعث هو سر قوته بالرغم من كل دجل واباطيل الحاقدين الشعوبيين المتأسلمين ومن امطتهم الدنيا وشرورها

 

 

 

 






الاربعاء ٢٨ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة