شبكة ذي قار
عـاجـل










التحالف الفارسي الصفوي الصهيوني ضد العروبة والإسلام عبر التاريخ - الحلقة الأولى

زامل عبد

 

حفل التاريخ بشواهد كثيرة توثق التحالف فيما بين الفرس واليهود قبل الميلاد وكان من أبرزها وأهمها الحرب اليهودية البابلية (601  -  586  ق م )  والتي انتصر فيها البابليون واسر اكثر من (  4200 ) تم نقلهم الى مدينة بابل  -  واطلق على هذا المشهد بالسبي البابلي من قبل دعاة الصهيونية في العصر الحديث وكذلك حاخامات اليهود لإعطاء صفة المظلومية لهم من اجل تحقيق أهدافهم ونواياهم العدوانية  وفي 539 قبل الميلاد تمكن الخمينيون من اسقاط الإمبراطورية البابلية بتعاون اليهود الذين ساهموا بتسهيل دخول الاخمينين الى العاصمة بابل واسقاط النظام بقيادة كورش الكبير الاخميني ، والشاهد الثاني نُكبت مصر القديمة في معركة الفرما سنة 525 ق.م  بالغزو الفارسي وكان يقوده قمبيز بن قورش  ، وقع الغزو الفارسي في أوائل عهد أبسماتيك الثالث ، وكان قمبيز يعدُّ له العدة من قبل ، فأخضع دويلات آسيا الصغرى وبعض الجزر اليونانية وجمع في آسيا جيشا جرارا لمهاجمة مصر، وقد أفلح هذا الجيش في حملته واحتل البلاد وقد وثق ذلك الشاعر أحمد شوقي في قصيدة له سنة ١٨٩٤م منها الابيات التالية

 

لا رعاك التاريخ يا يوم قمبيــز     ولا طنطنت بك الأنباء

 

دارت الدائراتُ فيك ونالتْ          هذه الأمةَ اليدُ العَسْراء

 

فمبصرٍ مما جنيت لمصر           أيُّ داء ما إنْ إليه دواء

 

نكدٌ خالدٌ وبؤس مقيمٌ               وشقاء يجدُّ منه شقاء

 

يوم «منفيسَ» والبلاد لكِسرى      والملوك المطاعة الأعداء

 

والشاهد الثالث معركة الفرما ( 343 قبل الميلاد )  ومن اجل التوعية القومية والتثقيف نشرت في مجلة  آفاق عربية عدد حزيران 1981 دراسة خصصت لأبعاد العداء والحقد الفارسي الصفوي الجديد الذي يوثقه العدوان المبيت تحت عنوان تصدير الثورة الإسلامية من قبل نظام الملالي على عراق العروبة  والإسلام المحمدي في 4 / 9 / 1980 ، وللتوثيق أيضا" انه عقد في بغداد سنة 1962 مجلس أدبي كان من بين الحضور الملحق الصحفي في السفارة الإيرانية في بغداد  ، وقد جرى الحديث عن تطور العلاقات القائمة بين (( اسرائيل )) وإيران وتحولها إلى ما يشبه التحالف الحقيقي غير المعلن بينهما  وقد خاطب احد الحضور الملحق الصحفي الإيراني إن من يطلع على هذه العلاقات المتطورة بين إيران والعدو (( اسرائيل ))  لا بد أن يطالب إيران حكومة وشعوباً بأن تعلن أنها بلد غير إسلامي  ،  وإلا فبماذا  نبرر قيام مثل هذا التحالف بين طهران وتل أبيب ؟  ثم لماذا لم نسمع عن الشعوب الإيرانية ما يؤكد بأنها شعوب إسلامية  ، وأنها غير راضية عن سياسة حكومة الشاه إزاء (( اسرائيل )) وتعلن تضامنها مع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى في معاداة الصهيونية  والنضال ضدها ، فكان الجواب الملحق الصحفي الإيراني حاسما وصريحا في الوقت ذاته إذ قال ما معناه بالحرف الواحد ((  أن إيران لا يمكن أن تنسى أبداً أن العرب المسلمين هم الذين حطموا الإمبراطورية الإيرانية   ودمروا عرش الأكاسرة ، وأخضعوا الإيرانيين للنفوذ العربي الإسلامي ، ولذلك كان الإيرانيون منذ ذلك الوقت وما برحوا يتحالفون مع أي عنصر يعادي العرب والمسلمين )) ،  وهذا الذي نطق به الملحق الصحفي الإيراني يشير إلى حقيقة تاريخية ثابتة وقديمة جداً تؤكد حقد الفرس على العنصر العربي ، ليس في الوقت الحاضر ، ولا خلال العهد الإسلامي حسب وإنما إلى أبعد من ذلك بعصور قديمة ممعنة في القدم  ، فالتحالف بين ايران واليهودية والصهيونية التي تمثلها (( اسرائيل )) لا يقتصر على عهد الشاه ولا على عهد الملالي  الدجالين المتظاهرين باتباع منهج ال البيت عليهم السلام  وحاخامهم  ما يسمى بولي الفقيه يدعي بانه نائب الامام الغائب  وكل ما يفتي به او يتخذه من امر هو نتيجة التشاور مع الامام الغائب  ، وإنما يمتد هذا التحالف  الفارسي اليهودي إلى عشرات من القرون التي سبقت التأريخ الميلادي فإذا جاز لنا أن نعتبر الأكديين  والبابليين ، والآراميين والآشوريين فروعاً من العروبة على أساس أن العنصر المشترك بينهم هو العنصر السامي الواحد ، فإننا نجد أن أول تحالف بين الفرس واليهود قد ظهر في التآمر على الدولة البابلية في العراق منذ القرن السادس قبل  الميلاد  ،  فما أن شعرت الأسرة الأخمينية التي استوطنت إقليم ( عيلام ) منحدرة من  الأجزاء الشرقية الشمالية لإيران ،  بقوتها حتى بدأت تعد العدة لغزو بلاد بابل  والقضاء على حضارتها التي كانت مزدهرة جداً في ذلك الوقت ومع أن اليهود قد استفادوا جل الاستفادة أثناء وجودهم في بلاد بابل ، من حضارة البابليين وعلومهم ، إلى  درجة أنهم وضعوا التوراة في بلاد بابل وعلى أساس معطيات التأريخ القديم للعراق ،  ومع أنهم كانوا يمارسون شعائرهم وأعمالهم التجارية بمنتهى الحرية ، ومع ذلك فقد أبى  اليهود إلا التآمر على الدولة البابلية والعصف بعظمتها ومدنيتها فلقد أكدت المصادر التاريخية القديمة أن اليهود هم الذين حرضوا كورش ملك الأسرة الأخمينية على مهاجمة مدينة بابل في سنة 539 – 538  قبل الميلاد ومهدوا له سبيل الاستيلاء عليها  وتدميرها

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الثلاثاء ١٩ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة