افتتاحية العدد 70 – مجلة ألق البعث

البعث رسالة أمة، وليس رسالة دولة وطنية فقط

ولد حزب البعث العربي الاشتراكي لا ليستلم سلطة في دول التجزئة التي مزقت وحدة الوطن العربي بقرار أجنبي وإرادة غاشمة، بل ولد ليكون طليعة الأمة النضالية من أجل إعادة توحيدها وبناء دولة الوحدة مجدداً وفق صيغة تفرزها إرادة العرب وتمهد لصلاحها نظرية البعث وعقيدته ومبادئه القومية. ويستطيع الباحث المحايد أن يجد الأدلة الكافية على هذا المنهج والاتجاه وخط السير البعثي العملي في كل التجارب التي حاول الحزب فيها استلام سلطة قطرية ليوظف قدرات الدولة القطرية لصالح المشروع القومي الشامل.

إن الثورات العديدة ومحاولات الثورات إلى جانب النضال السياسي الجماهيري التي مارسها ولا زال البعث يمارسها في كل أقطار الأمة لم يكن هدفها ولا مآلاتها النهائية من جهة ولم ولن تكن إنجازات السلطة فيها مصممة لخدمة الدولة القطرية، بل كانت في جوهرها مبنية على ركائزها ومسارها وأهدافها القومية أي التي تخدم كل الشعب العربي في كل أقطاره وتؤثث أرضيات الوحدة العربية.

فإنجازات البعث في العراق في ظل سلطة الحزب وفي سوريا قبل الردة البغيضة، أو في لبنان والسودان وفي فلسطين مثلاً كلها كانت تستحضر بناء وتوسعة وتقوية المشروع القومي في ذات الوقت الذي تقدم فيه الأدلة القطعية للشعب العربي في كل مكان على اقتدارها في إدارة شؤون الدولة وفق برامج ومبادئ الحزب وفي قدرتها على بناء الاقتصاد والارتقاء بمستويات معيشة الإنسان وتقديم الخدمات له في التعليم والصحة. بل إن المؤكد أن الأفق القومي الشامل يحضر بقوة في كل الإنجازات القطرية الوطنية.

إن أعداء البعث يحاولون جاهدين إلغاء هذا الترابط الجدلي بين البعث والمشروع القومي الوحدوي التقدمي الاشتراكي، ويحاولون جاهدين إبعاد الأنظار عنه بهدف تقزيم إنجازات الحزب على كل الصعد وبما يخدم الأغراض الامبريالية والصهيونية والإيرانية الاحتلالية الطائفية المعادية للأمة العربية ولتطلعات العرب في الوحدة والحرية والاشتراكية التي جسدها البعث تجسيداً عظيماً.

إن مهاجمة البعث في العديد من المواقف القومية المسجلة له تاريخياً هدفها إلغاء الروح القومية وتكبيلها بقيود قطرية مما يضخم منها ويجعلها معاول عداء سافر في عقيدة البعث القومية وفي صلته المقدسة بالجماهير العربية.