ويبقى البعث

خنساء الفارس

بين الحين والآخر يظهر علينا نكرة من نكرات حكومة الفساد يندد ويصرح ويوجه التهم للبعث ومناضليه، لكن البعث يحقق انتصاراً جديداً عليهم رغم كل التهم التي ينسبوها له ولمناضليه الأحرار، إن الغرض من هذا كله هو تشويه صورة البعث ومناضليه أمام أنظار العالم.

إن البعث ولد من رحم هذه الأمة المجيدة، التي فضلها الله تعالى على سائر الأمم، "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، ونشأ وتربى على كرم وأصالة وقيم ومبادئ العرب، واستلهم فكراً نيراً من منبع الرسالة العربية، فانطلق ومنذ تأسيسه قوياً عزيزاً مناضلاً فتحدى أشرس وأعتى مؤامرات الأعداء ومخططاتهم العدوانية الخبيثة وقاوم بكل صلابة وعنفوان، وما زال يقاوم، من أجل مشروعه العربي النهضوي لإعادة حرية وكرامة الأمة.

لقد تعرض حزبنا المناضل ومنذ تأسيسه إلى حملات عدائية من قبل الامبريالية والصهيونية كان هدفها القضاء عليه كونه حزب عروبي حمل هموم أمته ونادى بتحررها فتكالبت عليه كل القوة الاستعمارية الشرسة لإجهاض مشروعه الوطني القومي الذي يهدف إلى وحدة الأمة العربية وتحريرها من التبعية والرجعية والاستعمار.

لقد جاءت أمريكا إلى العراق ليس من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان كما زعمت ولكن لتحتله وتعيث به دماراً وفساداً وتفتت لحمته الوطنية كونه درع الأمة الحصين وحامي حماها، ولتجعل منه محطة انطلاق لتنفيذ مشروعها الاستعماري واستراتيجيتها لكنها اصطدمت بجدار البعث الفولاذي الذي استطاع من خلال قيادته الفذة ومناضليه الأحرار من افشال كل الخطط والمؤامرات التي جاءت أمريكا وحلفها الشرير من أجلها.

إن رجال البعث المجاهدين وماجداته الأبيات على استعداد دائم لتقديم أغلى التضحيات قرباناً للعراق والأمة، ولم يتنازلوا يوماً عن ثوابتهم الوطنية والقومية وسيلقنون المحتل وأعوانه ومن جاء خلف سرفات دباباتهم درساً بليغاً مهما بلغت التضحيات، فالبعث بتجربته النضالية الطويلة وبرجاله الأشداء وماجداته المناضلات سيبقى طوداً شامخاً لا تهزه الرياح الصفراء العاتية ومدرسة للصمود والنضال تنهل من فكرها كل الأجيال، وسيبقى عصياً على الأعداء والعملاء والخونة، وستبقى رايته خفاقة في سماء المجد والسؤدد.