شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق بحاجة إلى عملية تغيير شامل وحقيقي

خنساء الفارس

 

بالرغم من وجود حركات احتجاجية مستمرة في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى ضد نظام الحكم، والذي يشارك فيها الآلاف من الشباب والمثقفين والنقابيين، إلا أن هناك هدف وطني ثابت وراسخ، وهو التغيير الشامل، وهذا هو الشيء الوحيد والرئيس لإعادة العراق إلى سابق عهده، فالعراق اليوم بحاجة ماسة إلى عملية تغيير شامل وحقيقي كي يعود معافى ويعود سفينة نجاة للأمة ومناراً للعالم أجمع.

إن الأزمة التي عاشها وعانى منها الشعب العراقي، والتناقضات والصراعات الداخلية والخارجية حال دون عملية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها الحيوية، فإن عجز الحكومة الحالية وأحزابها وبرلمانها عن تقديم الحلول، واشتداد الأزمة والمعاناة ومصادرة حقوق الشعب أصبح أمراً ضرورياً وملحاً للتغيير ومعالجة تلك الأزمة المستعصية منذ أكثر من عشرين سنة.

إن شعب العراق الآن بأكمله يطالب ويطمح بالخلاص من حكومة المحاصصة والطائفية والفساد، وتحقيق مطالبه الوطنية المشروعة واحترام إرادته، وهذا ما عبرت عنه انتفاضة تشرين الباسلة واستعادة الوطن واستقراره وسيادته وبنائه لصالح أبنائه وطرد الدخلاء والخونة والعملاء الذين عاثوا في أرضهم فساداً وخراباً ودماراً.

إن الطريق الصحيح والأسلم إلى التغيير الشامل والحقيقي يتحقق بالنضال المتواصل وبالوحدة واللحمة الوطنية لأبناء الشعب والوقوف صفاً واحداً مرصوصاً بوجه الطغمة الحاكمة الفاسدة وأحزابها وبرلمانها، وهذا هو مشروع التغيير الحقيقي في المنهج والأسلوب والأداء، فالمشروع يتطلب من الجميع إعادة بناء مؤسسات الدولة باعتماد معايير المواطنة والكفاءة والنزاهة والإخلاص والتفاني والمهنية ونبذ المحاصصة والطائفية والعنصرية والولاءات السياسية والعشائرية وما شابه ذلك.

إن إعادة بناء الدولة واستعادة استقرارها وأمنها وهيبتها وفرض قوة القانون وحفظ النظام وحفظ حقوق المواطن لا يتحقق مع انتشار السلاح المنفلت ووجود فصائل ومليشيات مسلحة مرتبطة ومدعومة من قبل قوى خارجية، فالأمر يتحتم بحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الدستورية، لذا أصبح من الضروري جداً حل كل الميليشيات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.

إن مشروع التغيير الشامل والحقيقي يهدف أولاً إلى إقامة دولة المواطنة وحماية المواطن وحرية التعبير وحرية الفكر والرأي، واحترام التعددية الفكرية والقومية، وهذا لم ولن يتحقق دون النهوض الجماهيري الفاعل كي يتحول إلى عامل مؤثر وقادر على فرض التغيير المنشود ونقل البلد إلى طفرة نوعية ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر ومنذ سنوات.




الثلاثاء ٣ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة