شبكة ذي قار
عـاجـل










قسم البعثيين الأصلاء

 

أ.د. سلمان الجبوري

 

أستميح شاعر العراق الكبير عبد الرزاق عبد الواحد عذراً أن أستعير منه البيت التالي:

لا والله والعباس.. نوكع زلم فوك الزلم.. لمن يشيب الراس

هاي الكاع ماتنداس

 ليكون على وزنه قسماً للبعثيين الأصلاء.

إن من سنن الحياة هو بلوغ كل شيء مداه فيرحل، لكن ليس بالضرورة أن يتشابه الرحيل، فرحيل معطر بالمسك ليس كذاك الرحيل الموسوم بالجبن والعار والخيانة.

 إنه سقوط لا يرقى إلى تساقط أوراق الشجر، فأوراق الأشجار تتساقط والأغصان قد تجف بموجب دورة الحياة بعدما منحت الحياة لغيرها لتواصل العطاء بظل وارف أو ثمر يانع، أما رحيل البشر فإنه نوعان، أحدهما طبيعي والآخر سقوط، فما كان منه طبيعياً فذلك من سنن الخلق وسوف يؤتى كتابه بيمينه بين صحبه وأهله أما السقوط فهو اختيار شخصي سيء تمليه عليه النفس الدنيئة.

تمر الأحزاب، وبغض النظر عن ظروف نضالها سواء في السر أو العلن، بفترات جذب تغري البعض بالانتماء إليها لغايات لا يعلمها إلا أصحابها فمنهم من يكون مؤمناً خالصاً ومنهم من يكون طامعاً بمغنم، وبوصلة كل منهما ما تربى عليه في مدرسة عائلته، فإن كان موروثه العائلي طيب فسوف يعظم دوره، ومن كان عكس ذلك فسوف يسقط في أول اختبار.

كما قد يواجه المنتمي إلى حزب أو حركة ثورية خصوصاً في ظروف النضال السري حالة اختلاف مع رفاقه أو الاعتقال، وهنا يكون الامتحان الحقيقي له أَيُغَلب مصلحة جهة انتمائه ووطنه وشعبه على مصلحته فيفوز في اختبار النضال أم يسقط فيه؟

حتما إن البعث قد مر ويمر بذات الأمر، ففيه من قد آمن ورحل وهو مؤمن، وفيه من ينتظر فما بدلوا تبديلا، وهم كثير والحمد لله، وفيه من كان قد أسقط في يده وضعف تحت وطأة الاعتقال فيفشي بأسرار الحزب أو يَشي برفاقه، أو من سقط متمرغاً بوحل الخيانة، فإنهم لا يشكلون ظاهرة بل هم قلة ونتاج جانبي لأي من الحركات النضالية.

ومهما يكن شأن أولئك فإن أهم ما يميز حزب البعث هو تفرده بالمزايا كونه حي باق عصي على الاجتثاث والاندثار طالما تمتد جذوره إلى كل ساحات الوطن العربي وفيه مناضلون أصلاء يصدح صوتهم:

لا والله يا صدام ... نوكع زلم فوك الزلم لمن يشيب الراس.... حتى تبقى راية البعث عالية ويبقى البعث مرفوع الرأس..






الاثنين ٩ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. سلمان الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة