شبكة ذي قار
عـاجـل










في ذكرى رحيله...

القَائِـدُ المُؤسِّسُ أحمَد مِيشِيل عَفلَق وقَضِيَّتَي الأصَالة والمُعَاصَرة

الجزء الرابع والأخير

العروبةُ جسدٌ روحُه الإسلامُ

د.محمد رحيم آل ياسين

 

لو لم يكن القائد المؤسِّس رحمه الله مُفكِّرٌ قوميٌّ ومؤسِّسٌ لحزبٍ قوميٍّ (علمانيٍّ)، بمعنى أنَّه ابتعدَ عن الزَجِّ بالدِّينِ في السياسةِ، وينشد تأسيس دولة عربية كبرى من المحيط إلى الخليج العربي، ليست ذات طابعٍ دينيٍّ، أي دولةً لا تتَدخَّل في شؤون الدِّين، ولا تمزج بين الدِّين وشؤون السياسة والدولة، فالدِّينُ حقٌّ لكلِّ فرد أو مجتمع، لقلنا عن المفكِّر المؤسِّس أنَّه من رجال الدِّين الضالعين الأتقياء. ليسَ لما عبَّر عنه في كتاباته وخطبه ومقولاته، بل أكثر من هذا ما عبَّرت عنه شخصيَّته وذاته، فالإيمانُ بالله والقرب منه تعالى هو ما كانت تتَميَّز به شخصيَّته، فقد كان يقول: أنَّه كان يألف الإسلام من صغره، وكانت له قراءته الخاصة وفهمه الخاص للإسلام، من هنا وجدناه يقول: في بداية تكوين الحزب اكتشفت الإسلام كثورة، وعقيدة، ونضال في سبيلها، وقضية هي قضية أمَّة، وقضية إنسانية.

 

الإسلامُ لا يفهم حقيقته إلَّا الثوريُّونَ

فالمؤسِّس رحمه الله كان يقف مع الإيمان ضدَّ الالحادِ كما مرَّ معنا في الأجزاء السابقة، وهو بعد ذلك كانَ قريباً من الإسلام ونبيّه الكريم صلى الله عليه وسلَم، وكان مُتَأثراً برسالة الإسلام التي حملتها أمَّة العرب أيَّما تأثرٍ، يضاف الى كلِّ هذا وذاك أنَّه كان يفهم الإسلام وينظر اليه بمستوى يليقُ به كدِّينٍ سماويٍّ ارتكزَ في بقعةٍ عربيةٍ، ونزل على فردٍ عربيٍّ وبلغةِ قومه، فما أن نضجت به نفوس العرب حتى انطلقوا به شرق الأرض ومغربها. نقول أنَّ المؤسِّس وكما جاء في قوله: لقد اكتشفت الإسلام من جديد، الإسلام الثورة الاجتماعية والأخلاقية، والإسلام الحضارة، لأنَّ الإسلام لا يفهمه فهماً صحيحاً إلَّا الثوريُّون، القوميُّون لماذا؟ لأنَّ الإسلامَ هو حركةٌ ثوريَّةٌ ثائرةٌ على أشياءَ كثيرةً كانت موجودة، مُعتقدات، تقاليد، مصالح ...وهذا شيءٌ طبيعيٌّ كما يراه القائدُ المؤسِّسُ، أنَّنا كثوريُّون نفهم الإسلام جيداً، لأنَّ حالة الثورة هي حالة واحدة لا تَتجزَّأ، وهي حالة خالدة لا تَتبدَّل. فالثورةُ قبل ألف عامٍ وقبل ألفي عام وقبل خمسة آلاف عام والآن وبعد آلاف الأعوام، الثورةُ واحدةٌ لها نفس الشروط النفسية والشروط الموضوعية الى حدٍّ كبيرٍ، من هنا فإنَّه من الطبيعي جداً أن يكون أقرب الناس الى الإسلام فهماً وتَحسّساً وتجاوباً هم الجيل الثوري، الجيل الثائر على القديم الفاسد.

لقد نادى بالإسلام فردٌ واحدٌ في البدءِ، وآمن بدعوته أفرادٌ قلائلٌ، وهم أفرادٌ ضعفاءُ بالنسبة الى مجتمعهم، وعندما جاهروا بالدعوةِ اليه تَحمَّلوا الأذى والشيء الكثير مدةً لا تقلُّ عن ثلاثِ عشرة سنة في مكة حتى الهجرة، وبعد الهجرة ينتقل الإسلامُ الى دورٍ من القوَّةِ النسبية، بعد أن كوَّنوا لأنفسهم جماعةً مؤمنةً، ولم يعودوا تلك الفئة المحصورة في بحرٍ من الأعداء... وأنَّ مَن  يتكلَّم عن الإسلام لا بدَّ أن يكون من المضطَهَدين، ومن أصحاب المبدأ والشجاعة الذين يجاهرون بعقيدةٍ يؤمنون بها ويرون فيها الخير للمجموع. وإن كانت أكثرية الناس حولهم والأوضاع المحيطة بهم هي ضدَّهم، تؤذيهم، وتضغط عليهم، هؤلاء لهم الحقّ بالتحدّث عن الإسلام، فالمباديء والدعوات سواءً كانت دينية أو اجتماعية أو قومية أو فكرية، معيارها العمل وليس معيارها الكلام، فالكلام لا يكلِّف شيئاً، الكلامُ سهلٌ، ان كان شفهياً أو مكتوباً، لا يُكلِّف أكثر من الجهد اللازم لكي نتفوّه به ، أو أن نكتبه على الورق، ولكن قيمة المباديء هي عندما تُمتَحن بالعمل، هكذا هي نظرة القائد المؤسِّس ومفهومه للإسلام، وهكذا يفهم الإسلام وفق نظرته الإيمانية الخالصة.

 

مكانة الإسلام في المشروع الفكري الحضاري للبعث

 وبذلك فقد كان المؤسِّس رحمه الله مؤمناً بالإسلامِ، مُنتمياً اليه بكلِّ اليقين في أعماق نفسه، وتالياً فقد شكَّلَ الإسلامُ مكانةً أساسيةً في مشروعه الفكري الحضاري، وهو مشروعٌ لم يختصُّه لنفسه فحسب، انَّما أصبحَ هو المشروع الفكري والحضاري للملايين من أبناء الأمَّة العربية من مناضلي البعث على مساحة الوطن العربي الواحد. فاكتشاف الإسلام كما يعبِّر عنه المؤسِّس، هو الذي ميَّزَ المشروع الفكري ليكونَ (بعثاً) واحياءً وتجديداً وتفعيلاً لهُويَّة الأمَّة وتراثها ورسالتها، فلم تكن القومية (العربية) التي يدعو اليها المؤسِّس مُجرَّدةً عن الدِّين والتراث، فالإسلامُ هو التراثُ الرُّوحيُّ للأمَّة العربية، وهو المُحرِّك للأمَّة ومُلهمها ومرجعها الرُّوحي.

 

لقد اعتنق المؤسِّسُ الإسلامَ روحاً، وأخلاقاً، وثورةً، وحضارةً، قبل أن يُدين بالإسلام واقعاً وفقهاً وعبادةً. فلننظر الى رؤيته ومفهومه للإسلام منذُ بداية كتاباته عن القومية العربية، وعن تراث الأمَّة المجيد الزاخر والمُفعم بالبطولات والمفاخر والإنجازات الحضارية.

إنَّ اكتشاف الإسلام بالنسبة للمؤسِّس، وإيمانه به هما اللذان حدَّدا توجَّهه الفكري والسياسي والحضاري منذ فجر حياته النضالية. والقائد المؤسِّس يَستدعي المشروع الحضاري الإسلامي مرجعاً للنهضة القومية العربية، وليس كامل الإسلام في فقهه وعباداته ومعاملاته، لأنَّها شأن المُتخصِّصين بها من الفقهاء في الدِّين، من هنا فهو يَتميَّز بكلِّ عمقٍ عن المفكِّرين الإسلاميِّين.

وفي تحليله العميق للإسلام وسبر أغواره كما قدَّمنا ليس كدينٍ فحسب، بل الإسلام الثورة، والإسلام الحضارة، والإسلام المُوحِّد للعرب، فهو يقارن بينه ورجاله المؤمنين، وبين العربي الجديد، المتطوّر، المؤمن، كما نطلق اليوم على عدد من أفراد الأمَّة بالـ(وطني) وال(قومي)، مع أنَّ المفروض أن يكون مجموع الأمَّة قومياً، كما هي رؤية المؤسِّس، لكنَّه هنا يخصُّ الفئة التي آمنت بقضية بلادها، لأنَّها استجمعت الشروط والفضائل اللازمة كيما تَعي انتسابها العميق الى أمَّتها، وتَتحمَّل مسؤولية هذا الانتساب.

 

لا يشتَطّ العربُ في قوميَّتهم لأنَّ روحها الإسلام

ويعود المؤسِّس الى الحالة العربية الإسلامية في بداياتها ليضع مقارنةً بين الأمس واليوم، فيقول: كانَ المسلمُ هو العربيُّ الذي آمن بالدِّين الجديد، لأنَّه استجمعَ الشروط والفضائل اللازمة ليفهم أنَّ هذا الدِّينَ يُمثِّل وَثبَة العروبة الى الوحدة والقوَّة والرُقيّ. وهنا نتبيَّن رؤية القائد المؤسِّس الثاقبة للعلاقة بين العروبة والإسلام، فيرى أنَّ العربَ ينفردون دون سائر الأمَم الأخرى، بأنَّ يقظتهم القومية اقتَرنت برسالة دينيَّة، أو بالأحرى أنَّ هذه الرسالةَ مُفصِحة عن يقظةٍ قوميَّة، بمعنى أنَّ الإسلامَ هو خيرُ مُفصِحٍ عن نزوع الأمَّة الى الخلود والشمول، كونه في واقعه هو عربيٌّ وفي مراميهِ المثالية إنسانيّ.

لقد كانت رؤية المؤسِّس وتعلَّقه وانشداده للإسلام، كل ذلك جعله يرى أن لا مجال للخوف من أن يشتَطّ العرب في قوميَّتهم، بأن تكون هذه القومية عنصرية أو أنانيَّة، طالما أنَّ " العروبة جسماً روحه الإسلام "، فعندما تكون روح العروبة هي الإسلام، ذلك الدِّين القيِّم السَمح، فلا خوفٌ على العرب من أن يَستكبروا ويكابروا بقوميَّتهم على القوميات الأخرى. وعن قيمة الأمَّة ومنزلتها العالية عند المؤسِّس، فإنَّه يرى أنَّ الإسلامَ عند انطلاقه لا يمكن أن يَتمثَّل إلَّا في الأمَّة العربية، في فضائلها وأخلاقها ومواهبها وعبقريَّتها.  لذا فانَّ أول واجب تفرضه انسانية الإسلام، هو أن يكون العربُ أقوياءً سادةً في بلادهم، بل أنَّ المعنى الذي يُفصِح عنه الإسلام في هذه الحقبة التاريخية الخطيرة، وفي هذه المرحلة من مراحل التطوّر، هو أن تُوَجَّه كلّ الجهود الى تَقويَة العرب وانهاضِهم، وأن تُحصَر هذه الجهود في نطاق القومية العربية.

إنَّ الإسلامَ بالنسبة للعرب كما هي نظرة المؤسِّس، هو ليس عقيدةً معنية بالآخرة وحسب، ولا هو أخلاقاً مجرَّدةً، بل هو أجَلُّ مُفصحٍ عن شعورهم الكوني ونظرتهم الى الحياة، وهو أقوى تعبير عن وحدة شخصيَّتهم، وبعد ذلك فهو أروع صورة للتعبير عن لغتهم وآدابهم، وتالياً فهو أضخم قطعة من تاريخهم القومي، فعلاقة الإسلام بالعروبة هي ليست كعلاقة أيّ دينٍ بأيَّةِ قوميَّةٍ. انَّ ملحمة الإسلام لا تنفصل عن مسرحها الطبيعي الذي هو أرض العرب، وعن أبطالها والعاملين فيها وهم كلّ العرب.

 

الإيمان الحَقيقي مُمتَزجٌ بالتَجربة

وفي دعوةٍ من المؤسِّس لأبناء الأمَّة، لمعرفة تراثهم المجيد، وتحفيزهم على النضال من أجل بعث الأمَّة ونهضتها وتَقدّمها يقول المؤسِّس: أنَّ اختيار العرب لتبليغ رسالة الإسلام كان بسبب مزايا وفضائل أساسية فيهم، واختيار العصر الذي ظهر فيه الإسلام كانَ لأنَّ العربَ قد نضجوا وتكاملوا لقبول مثل هذه الرسالة وحملها الى البشر. وأنَّ تأجيل ظفر الإسلام طوال تلك السنين، كان بقصد أن يصل العرب الى الحقيقة بجهدهم الخاصّ، وبنتيجة اختبارهم لأنفسهم وللعالم المحيط بهم. وبعد مشاقٍّ وآلامٍ، ويأسٍ يعقبه أمل، وفشلٍ يتلوه ظفَر، أن يخرج الإيمانُ وينبعث من أعماق أنفسهم، فيكون هو الإيمان الحقيقي الممتزج بالتجربة، المتَّصل بصميم الحياة.

فالإسلامُ كانَ حركةً عربيةً، وكان معناه تجدُّد العروبة وتكاملها، فاللغة التي نزل بها كانت اللغة العربية، وفهمه للأشياء كان بمنظار العقل العربي، والفضائل التي عزَّزها كانت فضائل عربية، ظاهرة كانت أو كامنة، والعيوب التي حاربها كانت عيوباً عربيةً، والمسلم آنذاك لم يكن سوى العربي. والإسلامُ بعد كل هذا كان وليد الآلام، آلام العروبة، غير أنَّ هذه الآلام كما يقول القائد المؤسِّس قد عادت الى أرض العرب بدرجةٍ من القسوة والعمق لم يعرفها عرب الجاهلية آنذاك. فما أحراها أن تبعث فينا اليوم ثورةً مُطهِّرةً مُقوِّمَةً كالتي حمل الإسلامُ لواءها، حيث يرى المؤسِّس أنَّ الجيل العربي الجديد هو الذي يستطيع أن يضطلع بها، ويقدِّر ضرورتها، ويقصد بالجيل الجديد، جيل الثورة العربية، الجيل الثائر على كلّ معضلات الأمة ومعاناتها وآلامها وضعفها وفقرها ووصاية الأجنبي عليها، وهم مناضلو البعث وجماهيره الغفيرة.

 

 قراءة جديدة لسيرة الرسول الأكرم (صل الله عليه وسلّم)

في قراءةٍ جديدةٍ لحياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، ينظر القائد المؤسِّس اليها بأنَّها خلاصةٌ لتاريخ العرب، فحياةُ الرسولِ وهي مُمَثِّلةٌ للنفس العربية في حقيقتها المطلقة، لا يُمكن أن تُعرَف بالذهنِ، بل بالتجربةِ الحيَّةِ، فالعربُ منذُ ضمور الحيويَّة فيهم، كما يقول المؤسِّس، أي منذُ مئات السنينَ يقرأون السيرة ويَترَنمون بها، ولكنَّهم لا يفهمونها، لأنَّ فهمها يقتضي درجةً من غليان النفس القصوى، وعمق الشعور وصدقه، وموقفاً وجودياً يضع الانسانَ أمام قدره وجهاً لوجه، وهو ما لم يتوفَّر لهم بعد، فالعربُ اليوم ينظرون الى سيرة الرسول وحياته من الخارج، كصورةٍ رائعةٍ وُجِدَت لنعجب بها ونقدِّسها. فما المطلوب منَّا إذن، وكيف ننظر إليها؟

إنَّه يدعونا للنظر إليها من الداخل، لنحياها، ونقتدي بها، فكلّ عربي كما هي نظرته يمكنه أن يَحيا حياة الرسول، ولو بنسبة الحصاة الى الجبل، والقطرة الى البحر. فمِن الطبيعي أنَّ أيّ رجل ليَعجز أن يعمل ما عملَ محمدٌ مهما بلغَ من المكانةِ والقوَّة، ولكنَّه من الطبيعي أيضاً أن يستطيع أيّ رجلٍ مهما ضاقت قدرته أن يكون مُصَغَّراً ضَئيلاً لمحمدٍ، ما دام ينتسب الى الأمَّة التي حَشَّدت كلَ قواها فأنجبت محمداً، أو مادامَ هذا الرَّجل فرداً من أفراد الأمَّة التي حَشَّدَ محمدٌ كلّ قواه فأنجبها. في وقتٍ مضى تَلخَّصت في رجلٍ واحدٍ حياة أمَّته كلّها، واليوم يجب أن تصبح كلّ حياة هذه الأمَّة في نهضتها الجديدة تفصيلاً لحياة رَجُلها العظيم"كانَ محمدٌ كلّ العربِ، فليَكن كلَ العربِ محمداً".

إنَّ تجربة الإسلام ليست بالنسبة للأمَّة العربية حادثاً تاريخياً فحسب، تُفسَّر بالزمان والمكان، بل هي لعمقها واتِّساعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة العرب المطلقة، أيّ أنَّها صورةٌ صادقةٌ ورمزٌ خالدٌ لطبيعة النفس العربية وامكاناتها الغنيَّة واتِّجاهها الأصيل. فالإسلامُ هو الهزَّة الحيويَّة التي تُحرِّك كامن القوى في الأمَّة العربية، جارفة سدود القيود والتقليد، فالعربُ عرفوا بواسطة هذه التجربة الأخلاقية المهمة كيفَ يَتمرَّدون على واقعهم... وقبل أن يفتح العرب الأرض، فتحوا أنفسهم وسبروا أغوارها وخبروا دخائلها، وقبل أن يحكموا الأمَم حكموا ذواتهم وسيطروا على شهواتهم وملكوا ارادتهم. هذه التجربة ليست حادثاً تاريخياً يُذكر للعِبرة والفخر، بل هي استعدادٌ دائمٌ في الأمَّة، إذا فُهِم الإسلامُ على حقيقته، كيما تهبُّ في كلِّ وقتٍ تسيطر فيه المادة على الرُّوح، والمظهر على الجوهر.

وهي تجربةٌ تُقَويّ أخلاق الأمَّة اذا ما لانَت، وتُروّض نفوسها اذا ما طاشَت وطفَت على السطح، تتَكرَّر في الأمَّة اليوم ملحمة الإسلام البطولية بكلِّ فصولها من تبشيرٍ واضطهادٍ وهجرةٍ وحرب، ونصرٍ وفشلٍ الى أن تختم بالظَفر النهائي للحقِّ والإيمان.

وفي موقف الغرب الاستعماري، ونضيف اليه من جانبنا موقف الصهيونية العالمية والفارسية الصفوية العنصرية، يقول القائد المؤسِّس: أنَّ أوربا اليوم كما كانت بالأمس تخافُ على نفسها من الإسلام، ولكنَّها تعلم الآن أنَّ قوَّة الإسلام التي كانت في الماضي مُعَبِّرةً عن قوَّة العرب، قد بُعِثَتَ وظَهرت بمظهرٍ جديدٍ هو القوميَّة العربيَّة، لذلك فهيَ تُوَجِّه كلّ أسلحتها ضدَّ الأمَّة، ولسوفَ يأتي اليوم الذي يجد فيه القوميُّون أنفسهم المُدافعين الوَحيدين عن الإسلام، وأن يبعثوا فيه معنىً خاصَّاً اذا أرادوا أن يُبقوا للأمَّة العربية سبباً وجيهاً للبقاء.

واليومُ يشتَدُّ على الأمَّة العدوان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، والعدوان الإيراني الفارسي المحتلّ لأرض الرافدين وسورية ولبنان واليمن، والاستهداف الذي تتعرض له السودان وليبيا وتونس، من هنا وجدناهم يوجِّهون كلّ أسلحتهم ضدَّ أمتنا العربية، فالغرب والفرسُ يعلمون علم اليقين أنَّ العرب هم مَن وقفوا لهم دون غيرهم من المسلمين، فأطفأوا نار مجوسيَّتهم الى الأبد في قادسية العرب الأولى.

وختاماً نُذكِّر بقول القائد المؤسِّس رحمه الله" علينا ألَّا نقول الَّا ما نقدر على تحقيقه، حتَّى يأتي يومٌ نقدرُ فيه أنْ نحقِّقَ كُلّ ما نقوله".....

 

- انتهى -






الاحد ٧ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د.محمد رحيم آل ياسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة