شبكة ذي قار
عـاجـل










حزب البعث العربي الاشتراكي                                                                  أمة عربية واحدة

 القيادة القومية                                                                                      ذات رسالة خالدة

مكتب الثقافة والإعلام القومي

 

 

بمناسبة الذكرى السنوية لقيام ثورة السابع عشر من تموز المجيدة عام 1968، يسر مكتب الثقافة والإعلام القومي أن يقدم بهذه المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين والعرب جميعاً سلسلة من المقالات التي تتناول بعض جوانب التحولات الجذرية التي أحدثتها الثورة والإنجازات العظيمة التي حققتها خلال قيادتها للحكم الوطني في العراق للفترة 1968 -2003م.

 

الحلقة الثالثة عشرة

الطرق والجسور الحديثة:

شواهد عملاقة على نهضة العراق في عهد البعث

المهندس الدكتور فتاح الدفاعي

 

لم يكن إنجاز المشاريع العملاقة في ميادين الطرق والجسور في عراق الحكم الوطني يجري بمعزل عن إنجاز شواهد النهضة الحضارية الاخرى التي كان يعيشها العراقيون خلال تلك الفترة بين عامي 1968 و2003، فقد عاش العراقيون هذه القفزات المتقدمة في شؤون حياتهم كلها، في الزراعة والصناعة والتعليم والصحة وكل مجالات الحياة الاخرى.

لقد كان برنامج الثورة هو النهوض بالعراق في جميع مجالات الحياة والارتقاء به إلى مصافي الدول المتقدمة، وكان التأسيس لبناء شبكات البنى التحتية الحديثة بجميع أشكالها وأنواعها هو أحد الأعمدة الرئيسية في هذا البرنامج الطموح، وذلك لأهمية وضرورة هذه الشبكات في إنجاز مراحل التقدم والنهوض في ميادين الحياة المتقدمة الأخرى. ولذلك كان لابد من البدء في إعداد التصاميم والمباشرة في تنفيذ شبكات البنى التحتية الحديثة وعلى مستوى كل العراق مباشرة بعد ان تمكنت الثورة من السيطرة على ثروات الوطن بتأميم النفط في حزيران 1972.

لقد استلم الثوار بعد 17 تموز 1968 عراقا لا يختلف كثيرا في حاله الحضاري عن معظم الدول النامية كما كانت تسمى في ذلك الوقت، ولكن قرار هؤلاء الرجال كان هو العمل والجهاد ليل نهار للانتقال بهذا الوطن وخلال سنوات قليلة ليكون أحد المرشحين للخروج من خانة هذه الدول.

وهذا ما حصل فعلا في ميادين إنشاء الطرق والجسور الحديثة على مستوى كل العراق ولابد لنا أن نؤشر بكل فخر واعتزاز الجهود المتميزة والخلاقة للمهندسين والعمال العراقيين في إنجازاتهم الخالدة في الطرق والجسور التي شيدوها في عراق الحكم الوطني.

لقد أنشأ العراق طرقا سريعة وحديثة (داخلية وخارجية) في الوقت الذي لم تكن أي من دول المنطقة تمتلك مثلها في ذلك الوقت، لا من حيث تصاميمها ولا من حيث مواصفاتها وحدود استخدامها، إي ان العراق كان رائداً في امتلاك هذه المنشآت العملاقة.

وسنرى أدناه بعض الشواهد المتميزة:

الطرق الحديثة والسريعة

طريق المرور السريع رقم 1؛ طريق مرور سريع في العراق، يربُط بين دول الخليج العربي وسوريا والأردن، مروراً ببغداد. يمتد 1,200 كيلومتر (750 ميل). يبدأ من ميناء أم قصر في محافظة البصرة ويمر بكل من الناصرية، الديوانية، الحلة، بغداد، الفلوجة، الرمادي والرطبة حيث يتفرع إلى فرعين الشمالي يصل إلى منفذ الوليد المؤدي إلى سوريا والجنوبي يصل إلى منفذ طريبيل المؤدي إلى الأردن.

يتألف الطريق من ثلاث ممرات وممر للوقوف الاضطراري لكل اتجاه.

تضمن هذا الطريق السريع العملاق عشرات الجسور في التقاطعات مع السكك الحديدية للقطارات ومناطق عبور الأنهار.

ولإنجاز هذا المشروع الحيوي والكبير بفترة قياسية وللاستفادة من مختلف التقنيات المتوفرة في دول العالم في هذا الميدان من إنشاء البنى التحتية، فقد تم تقسيمه وإحالته الى عدة شركات عالمية وفي وقت واحد، وكما يلي:

         الطريق السريع حلة - بغداد. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة يونين انجنيرنك اليوغسلافية، حيث تم إحالة العمل عام 1980 وأنجز عام 1990.

وقد استخدمته القوات الامريكية بعد 2003 كمدرج لطائراتها!!

         الطريق السريع حلة - ديوانية. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة دراكاج الفرنسية، حيث بدء العمل عام 1980 وأنجز عام 1990.

         الطريق السريع ناصرية - رميلة. تم تنفيذه بموجب عقد مع  شركة درومك البولونية، حيث بدء العمل 1980 وأنجز عام 1990 .

         الطريق السريع رميلة - بصرة .. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة شركة بلفنكر الالمانية، حيث بدء العمل عام  1980 وأنجز عام 1990 .

         الطريق السريع بغداد - رمادي .. تم تنفيذه بموجب عقد مع  شركة ماروبيني اليابانية، حيث بدء العمل عام 1980 وأنجز عام 1990 .

         الطريق السريع هيت ـ حديثة .. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة مندس جونيور البرازيلية، حيث بدأ العمل في عام 1986 وأنجز عام 1988 .

         طريق الرطبة السريع .. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة شتراباك الالمانية ويونفرسال النمساوية ..  حيث أحيل العمل عام 1980 وأنجز عام 1990 .

         الطريق السريع طليحة - رطبة .. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة بولونسكي اندزولنر الالمانية ويونفرسال النمساوية ..حيث أحيل العمل عام 1986 وأنجز عام 1988 .

         الطريق السريع رطبة - الحدود الاردنية والسورية .. تم تنفيذه بموجب عقد مع شركة هيونداي الكورية الجنوبية، حيث أحيل العمل عام 1987 وأنجز عام 1989.

         الطريق السريع ديوانية - ناصرية .. احيل العمل عام 1986 وفق عقد مع شركة فلبينية ولم تستطع انجاز المشروع، وتم سحب المشروع منهم ، وسلم  لشركات وزارة الاسكان والتعمير العراقية في نهاية التسعينيات.. ولم ينجز لحد الان بشكل كامل بسبب الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003.

         الطريق السريع ناصرية – بصرة 

ولتأخذ بغداد الحبيبة شكلها الذي يليق بمكانتها بين عواصم دول المنطقة فقد تم تزويدها بشبكة من الطرق الحديثة والسريعة وهي: طريق محمد القاسم السريع، والقادسية السريع، وطريق المطار السريع.

طريق محمد القاسم السريع

تم انشاءه من خلال عقد مع شركة هيونداي الكورية، حيث بدأت بحفر الاسس في عام  1979، وسلم المشروع كاملا في عام 1983.

وهو طريق سريع يبلغ طوله 12 كيلومتر، يربط مجسرات جامع أم الطبول بمطار بغداد الدولي (مطار صدام الدولي)، ويربط كذلك مناطق وأحياء أخرى في بغداد بالمطار.

طريق شارع فلسطين السريع

ويعد من الشوارع الطويلة والذي يربط مناطق سكنية كثيرة، حيث يربط تقاطع الجامعة المستنصرية وصولا الى تقاطع ساحة ميسلون في الزيونة، وانشأت على هذا الطريق مجموعة من الجسور للمركبات وللمشاة ومجهزة بالسلالم الكهربائية.

تقاطعات الطرق والمجسرات

هي الأخرى شواهد حضارية ومعمارية زهت بها بغداد في سنين الحكم الوطني، حيث كانت تمثل حلولا هندسية ذات كفاءة عالية لكثافة المرور العالية في بعض ساحات بغداد الحبيبة، اضافة الى جماليتها ورونقها وهيبتها كصروح شامخة في عاصمة الرشيد. 

وأدناه بعض الأمثلة على هذه الصروح الهندسية الرائعة:

طرق الأنفاق

تم انشاء عدد كبير من الأنفاق في العاصمة بغداد ومنها نفق ساحة التحرير، ونفق حي الشرطة، ونفق تقاطع النداء، ونفق طريق الحارثية، ونفق ساحة الطيران.

كما حرص الحكم الوطني في عهد البعث على إنشاء شبكة من الطرق السريعة التي تربط بين محافظات العراق والدول المجاورة الخارجية: تركيا، سوريا، الأردن، المملكة العربية السعودية والكويت وذلك لإيمانه بعلاقات الإخوة والتعاون بين دول المنطقة.

الجسور الحديثة

وضمن نفس هذا المنطق الحريص على إنشاء الطرق الحديثة والسريعة في بلادنا، تم إنشاء العديد من الجسور الحديثة ووفق أحدث المواصفات العالمية في بغداد وبقية المحافظات وجسور ذو الطابقين والسنك وباب المعظم أمثلة على ذلك.

الجسر ذو الطابقين

فمن الجدير بالذكر ان نقف عند الجسر ذو الطابقين في بغداد لما يمثله هذا الإنجاز من إرادة صلبة في البناء رغم ظروف الحرب والحصار الجائر المفروضة على بلادنا في ذلك الوقت.

الجسر ذو الطابقين (جسر صدام) هو جسر يحتوي على طابقين، الأسفل هو للذهاب والعلوي هو للإياب، يربط منطقة الكرادة خارج بالدورة في العاصمة بغداد، وصمم ونفذ من قبل كوادر عراقية، منها شركة الرباط للمقاولات العامة، وفي عام 1992 افتتح الجسر ذو الطابقين باسم (جسر القائد) وخلال فترة زمنية قياسية مقدراها 15 شهراً. وهو من الجسور الكونكريتية، حيث صمم ونفذ بجميع مراحلهِ وفق نظامي الصب الموقعي والجاهز من قبل الكوادر الهندسية والفنية العراقية، دون الاستعانة بأي خبرات أو استشارات هندسية من شركات عربية أو غربية، هذا الانجاز الفريد من نوعه في المنطقة جاء بفضل عنصري التحدي والبناء والرغبة لاستمرار التنمية، رغم ظروف الحصار الاقتصادي الجائر على العراق آنذاك.

 وإذا كان جسر الطابقين هو شاهد التحدي والبناء والرغبة لاستمرار التنمية، رغم ظروف الحصار الاقتصادي الجائر على العراق آنذاك، فقد زينت بغداد العديد من الجسور التي تمثل شواهد حضارية شامخة للحكم الوطني في العراق في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

جسر 14 رمضان (جسر الاعظمية)

جسر الأعظمية ويسمى جسر "14 رمضان"، ويربط جانبي الرصافة والكرخ في بغداد، فمن الجانب الشرقي تقع منطقة الأعظمية ومن الجانب الغربي تقع منطقة العطيفية، وتم انشاؤه عام 1979. تم بناء الجسر وفق أحدث طرق الانشاء المتبعة في العالم حيث ان معظم اجزاء الجسر يتم انشائها داخل المصنع وثم يتم تنصيبها في الموقع. إن هذا الجسر هو الجسر الوحيد من هذا النوع في العراق. ويعد من أضخم الجسور في بغداد التي تربط الكرخ بالرصافة.

 

جسر باب المعظم (جسر 17 تموز)

تم تشييده عام 1977 بطول 855 م تقريباً. وهو جسر يمتد فوق نهر دجلة ويقع شمال وسط العاصمة، بين ساحة الطلائع في شارع حيفا (من جهة الكرخ)، وساحة المقاتل العراقي في شارع الرشيد (من جهة الرصافة). وتعود تسميته إلى باب الإمام الأعظم - وهو أحد أبواب بغداد في عصر الدولة العثمانية، حيث ينفذ منها إلى جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في الأعظمية.

 

جسر السنك

ويسمى أيضاً جسر الرشيد، وهو أحد الجسور الاثني عشر الواقعة على نهر دجلة في مدينة بغداد. ويربط الجسر بين منطقة الصالحية في الكرخ ومنطقة السنك في الرصافة. تم إنجازه عام 1985 ويبلغ طوله الكلي حوالي 680 متر، وعرضه 20 متر.

 

جسر الجادرية

يقع جسر الجادرية جنوب بغداد على نهر دجلة ويربط ضفتي الرصافة والكرخ من جهة منطقة الجادرية في تقاطع جامعة بغداد مرورا في حي القادسية واليرموك لينتهي في تقاطع مجسر السيدية / البياع، تم انشاءه عام 1982.

 

جسر المثنى

يقع جسر المثنى على نهر دجلة، شمال مدينة بغداد، وهو أقصى جسر في شمال بغداد، فوق نهر دجلة، يربط منطقة صدر القناة في شرق دجلة بمنطقة شاطئ التاجيات في غرب دجلة، افتتح الجسر في 15 أغسطس1979م.

حين غزا جيش أمريكا ومن معها  العراق و دخلوا بغداد، دمّر الحرس الجمهوري رافداً من روافد جسر المثنى لوقف زحف الغزاة.

 

جسور الموصل الحدباء

ولم تكن بغداد هي المكان الوحيد لشواهد الحضارة في ميدان الطرق والجسور، فهذه الموصل الحدباء كانت تفخر بجسورها العامرة التي شيدت في فترة الحكم الوطني:

دجلة الخير كما يسميه العراقيون وأحد نهري العراق الرئيسيين يمر من خلال مدينة الموصل ويقسمها الى جانبين او ساحلين حسب تسمية ابناء المدينة، الجانب او الساحل الايمن من المدينة وهوالقسم الغربي منها وقسمها القديم والاساسي وفيه الموصل القديمة المدينة التاريخية والجانب او الساحل الايسر وهو القسم الشرقي من الموصل. وقد شيدت منذ منتصف السبعينات، ثلاثة جسور عملاقة في هذه المدينة الباسلة:

1.    الجسر الثالث جسر أبي تمام: طوله 942 متر ويربط منطقة الغابات في جانب المدينة الايسر بمنطقة المستشفى العام وفندق الموصل في جانبها الايمن. شيد هذا الجسر في منتصف سبعينات القرن الماضي ويعد من أجمل الجسور في الموصل كونه نفذ وفق صيغة الاقواس وهي أول فكرة هندسية لتنفيذ الجسور ، كما شيد باسلوب يدوي دقيق جدا.

2.    الجسر الرابع: وهي التسمية التي تطلق عليه ، شيد في بداية الثمانينات من القرن الماضي ويبلغ طوله 1257 متر ، وقد نفذ باسلوب متطور وحديث من قبل شركة صينية ويتكون من مسارين كل مسار عبارة عن هيكل كونكريتي على شكل صندوق مفرغ.

3.    الجسر الخامس: ويسميه الموصليون بالخامس ، شيد في نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، ويشترك تماما مع الجسر الرابع من حيث التصميم المعماري ما عدا اختلافه عن الرابع في المظهر الخارجي العام كونه مستوي والرابع محدب.

 

 

جسور محافظة التأميم

أنشئ الجسر الرابع السريع عام 1983 ويربط ضفتي نهر الزاب في كركوك.

 

جسور مدينة البصرة

وفي البصرة ثغر العراق فقد شيدت العديد من الجسور على أنهر البصرة الداخلية، اضافة إلى الجسور التي تم تشييدها على التقاطعات ضمن الطريق السريع المار في البصرة وحتى ميناء أم قصر. ومن الشواهد الرائعة على جسور البصرة في الحكم الوطني جسر الزبير على شط البصرة.

وهناك المئات من الطرق والجسور والقناطر التي شيدتها الدولة في جميع قصبان ومدن ومراكز المحافظات الأخرى.

لقد أصبح من الواضح الآن أن الغاية الأساسية والأولى للحروب الظالمة التي شنها الأعداء على العراق كانت تدمير أسس الحضارة والبناء والتقدم في جميع أوجه الحياة وركائز الدولة الحديثة التي وضع أسسها الحكم الوطني في العراق بعد قيام ثورة 17 – 30 تموز المباركة.

ولذلك كانت كل حرب سواء الفارسية منها أو الامريكية أو الصهيونية تسعى إلى تدمير المصانع ومصادر الطاقة ومراكز الاتصالات المتطورة ومراكز البحوث والطرق والجسور وغيرها من معالم الحضارة التي شيدها الحكم الوطني. وهذا ما سعت اليه في حربها على العراق واحتلاله وتدميره في 2003، لينتهي العراق الى دولة تضرب فيها الامثال في التخلف والفساد في جميع مجالات الحياة والحضارة بعد أن ارتقى به الحكم الوطني ليكون مستعداً للخروج من خانة الدول النامية في بداية ثمانينات القرن الماضي.

 

 






الجمعة ٢٦ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شبكة ذي قار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة