من حقنا
الاحتفال بثورة 17 - 30 تموز
زامل
عبد
التحولات السياسية في العراق الحديث منذ إعلانه دولة مستقلة ذات سيادة
وعضواً في عصبة الأمم المتحدة ان كانت حراك جماهيري او مواقف حكومية وكان من ابرز تلك التحولات ثورة 14 تموز1958 التي
نقلت العراق من نظام مرتبط بالأحلاف العسكرية الغربية الى نظام جمهوري متطلع للديمقراطية
وان يكون الشعب العراقي هو صاحب القرار ، ولكن
بفعل الشعوبيين ومن ولائهم خارج الحدود انحرفت
الثورة عن مسارها القومي الوطني فكان البعث
الخالد رائد المواقف الصلبة عند مسؤوليته الوطنية القومية لإعادة الثورة الى مسارها
الصحيح بثورة 14 رمضان - 8 شباط 1963 - ولكن تم وئد الثورة بشهرها التاسع بردة سوداء أراد
من خلالها المنافقون ومتطلعون الى السلطة انهاء
الدور الحقيقي للجماهير في الاحداث ومجرياتها فكان الذي كان وحصل ولم ييأس المناضلون ، بل أعدوا واستعدوا لتحقيق التغيير الجذري في الواقع السياسي العراقي ونقل العراق الى
مصاف الدول المتقدمة ليكون الصخرة التي تتحطم عندها كل مشاريع الحقد والكراهية والقوة العربية التي تحقق التوازن الإقليمي لردع
الصلف الصهيوني ومن تحالف معه لإبقاء الامة
العربية متخلفة وتأخرها عن ما حصلت عليه أمم بالرغم من امتلاك امة العرب كل مقومات
النهوض والاقتدار من حيث الموارد البشرية والمادية والموقع الاستراتيجي كون الوطن العربي الجسر الرابط بين قارات آسيا وإفريقيا
وأوروبا ، ومن الأمور التي لابد من الإشارة اليها او المرور من خلالها ، يعتبر العراق من البلدان التي شهدت المتغيرات
السياسية والاقتصادية منذ نشأته إلى يومنا هذا وما تبع الوطن من غزو واحتلال كان يدعي
تغيير نظام الحكم وتحويله إلى بلد ديمقراطي لكن كل هذا كان مجرد أحلام لم يتحقق شيء منها وفي كل مرة يمر تموز
على البلاد بأوضاع مختلفة مع اختلاف التاريخ ، إلا أن الحراك سيد الموقف سواء كان احتجاجا
او تظاهرا أو اعتصاما أو ثورة شباب تشرين التي شهدت التضحيات والافعال الإرهابية من
قبل حكومات الاحتلال الأمريكي الصفوي ، فشهر
تموز في كل العالم يعتبر شهر تغيير على الصعيد
القطري الإيجابي والسلبي فهو شهر الثورات والحراك الشعبي شهر تموز في الأسطورة
العربية ، هو شهر الخصب والفوران ، وتموز في الأدبيات السياسية هو شهر الثورات الكبرى
التي غيرت وجه العالم ، ومن أبرزها الثورة الفرنسية على مستوى العالم والثورة المصرية على مستوى الوطن العربي والعالم
الثالث إلى جانب العديد من الأحداث المهمة التي هزت العالم وأثرت فيه ، ولا تزال تداعياتها
مستمرة بالإضافة للعراق بحدثي تورة تموز 1958 و 1968 وغيرت مجرى الحياة السياسية على مستوى البلاد ،
والكثير من مر بجدلية تموز هل هي ثورةٌ أم
انقلابٌ على إرادة الشعب والأمة ، كل كاتب يؤيد وجهته بما ينتمي إليه من تيار سياسي
او فكري ، فالذي يؤمن بالملكية يراه انقلابًا ، والذين يبشرون بحكم الجمهورية يرونه
ثورةً وتغييرًا ولكلٍ منهم أدلته وبراهينه على ما يتبنى من رأي ، ولكي لا نخوض كثيرًا
في هذا الخلاف سنقف مع هذه الحركة التي غيرت مجرى الحكم في العراق واعني ثورة 17 –
30 تموز 1968 فالخطاب التاريخي الذي توجه به
الرفيق المناضل عضو القيادة القومية وامين سر قطر العراق أبو جعفر في الذكرى 55 للثورة
كان الجامع الشامل للأسباب والمسببات التي حققت الثورة وانتصارها وألجم كل العواء الذي نبح بي كلاب أعداء الامة من
امبرياليين وصهاينة وصفويين فرجال الثورة رحمهم الله واسكنهم عليين وامد بعمر الاحياء منهم ليولجوا ضياء فجر الحرية
والتحرر من الاحتلاليين الأمريكي الصفوي ويعاد العراق الى سابق عهده الجميل بان ثوار
تموز 1968 جاؤوا بالقطار الأمريكي ، لكن الله
جل علاه فضحهم واخزاهم وسود وجوههم في الدنيا قبل الاخرة ان كانوا شيوعيين او متأسلمين ذيول الصفوية الجديدة بانهم هم جاؤوا بجزمة الجندي
الأمريكي ومن تحالف مع الشيطان الأكبر ليدمر العراق حاضرة الإسلام المحمدي والعرب ومهبط الرسالات السماوية ومثوى الأنبياء والرسل
والائمة المعصومية والاولياء الصالحين ، وبهذا
الايجاز المختصر تتبين أهمية ثورة 17 تموز وخاصة بعد تنقيتها من الشوائب التي علقت
بها في لحظات الاعداد والتنفيذ لأنها بوابة
النصر العظيم في القادسية الثانية والسند القوي لمقاومة حصار جائر وظالم لمدة 13 سنة
كان العراق فيه عصي على كل الأعداء حاملا بيد السلاح ليدافع عن الأمة ببوابتها الشرقية واليد الأخرى تبني وتعمر ما دمره الأشرار في صفحة
الخيانة والغدر وأسيادهم الانجلو امريكي صهيوني
صفوي وهذا كله مدعاة للفخر والزهو ومدخل واضح المعالم ليوم الانفراج الحر بصبح
بهيج كصبح يوم الجمعة 14 رمضان 1963 وصبح الثورة البيضاء 17 تموز 1968 وما تلاه من
صبر واتقان لتحقيق الحلم البعثي الخالد يوم
30 تموز 1968
الرحمة والغفران والخلود في عليين للرعيل الأول الاب القائد احمد حسن
البكر والشهيد الحي صدام حسين وشيخ المجاهدين عزة ابراهيم خليل وصالح مهدي عماش وكل
من حمل هموم الامة والوطن ليحقق النصر بالثورة.
عاش العراق عربياً حراً موحداً بأرضه وشعبه
وليخسأ الخاسئون