شبكة ذي قار
عـاجـل










ما الفرق بين حنان النامس وبين ثائر عز الدين؟

كتب ا.د كريم فرمان *

 

لا شيء يسعدني اكثر من تفوق ابناء وبنات العراق وخصوصا في امتحانات الدراسة الاعدادية المعروفة شعبيا امتحان( البكلوريا).

ولكن هذه السعادة تكون في محلها عندما تكون ثمرة جد واجتهاد واختبارات مهنية مضبوطة.

حنان ابراهيم النامس ابنة وزير التربية العراقي الحالي والموكل الى وزارته مهمة الاعداد والاشراف على إجراء اختبارات البكلوريا للدراسة الاعدادية لانها من أخطر مراحل التعليم حيث يذهب خريجوها الى مختلف التخصصات العلمية والادبية في الجامعات العراقية.

 حنان المحروسة ابنة وزير التربية تحرز الدرجة الكاملة في البكلوريا ضمن أعلى نسبة طلبة احرزوا الدرجة الكاملة 99%ونصف بلغ عددهم 231طالبا وهذا الرقم ولا نصفه ولا ربعه حصل في تاريخ العراق.

هذا مثير للريبة والشكوك في ظل أجواء الفساد وانهيار التعليم وتردي التربية.

تذكرني معجزة حنان ابنة النامس بما كان عليه التعليم في النظام الدكتاتوري كما يصفونه بان ذهبت عام ١٩٨٢ لحضور اجتماع لجنة عليا يترأسها وزير التربية والتعليم الاسبق وطيب الذكر الاستاذ عبد القادر عز الدين وتصادف ان وصلت مكتبه قبل ان يصل بقية الاعضاء فوجدته يدخن بشراهة ويتصبب عرقا  من جبينه.. قلت خير سيادة الوزير؟ قال لي ثائر ولدي راسب في البكلوريا بمادتين... قلت له لا مشكل يعوضها السنة القادمة قال تكرر رسوبه للسنة الثانية في نفس المادتين..

  قلت له همسا ابن وزير التربية يرسب حاول اتشوف له دربونة!!!

انزعج مني ايما انزعاج!! رغم الصداقة التي بيننا  ليرد ارجوك بعد لا تقول هذا الكلام.

انا وزير مؤتمن على مستقبل العراق فكيف اخون الامانة من أجل ولدي فليذهب إلى الجحيم!!

اليوم في ظل وزارة النامس ومن قبله يحرز 231 الدرجة الكاملة وهو عدد يساوي ضعف المترشحين للقبول في كليتي  طب وهندسة  جامعة بغداد  عام ٧٩ .

ما الذي يجري من  مذبحة للعلم والتربية في عراقنا الحبيب .

لن تستغرب اذا كان هذا  حال البلد وزير تربية لا يحسن الاملاء ووزير سبقه يطلق الرصاص من مسدسه على التلاميذ ووزير تعليم عالي لم يشتغل في سلك التعليم وحاصل على الدكتوراه من دكان لبناني لبيع الشهادات.

عراق بات في ذيل القائمة عالميا في جودة التعليم بعد أن حصل عام ٧٧ على تكريم اليونسكو باعتباره حقق قفزة في مستوى التعليم وبات ينافس الدول الاسكندنافية!!

واليوم شهادات العراق لا يعترف بها لانها ثمرة للجو الفاسد والانهيار.

 

* كاتب واكاديمي من العراق






السبت ٢٥ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كريم فرمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة