شبكة ذي قار
عـاجـل










بدء العام الدراسي في ظل تدهور التعليم في العراق

الرفيق أبو يعرب

 

 

مقدمة:

إن عدم استقرار الاوضاع في العراق بعد 2003 أدى الى تفاقم الاضطرابات والفوضى وتزايد مستوى العنف، الأمر الذي تسبب في تراجع حدود التعليم والمعرفة وبروز عدد من التحديات اهمها:

 

-الفساد الاداري

 

-غياب التخطيط الاستراتيجي لمواجهة المشاكل

 

-نقص كفاءة الكادر التدريسي والتعليمي

 

-السرقات

 

لقد وصل مستوى الانحراف الاداري في هيكل المسؤوليات الى تعيينات بمستويات مهمة وعليا في وزارة التربية والتعليم العالي بطرق ملتوية، المحسوبية والرشى في قضايا البعثات والزمالات الدراسية وتمريرها بما يخدم العلاقات الخاصة، اضافة الى الترقيات الادارية والعلمية وفي نسب القبول وتسهيل من ليس له الحق على حساب من له الحق.

 

لم يستطع نظام التعليم في العراق من القيام بمهامه الأساسية في بناء الدولة، اذ فشل بشكل جذري في إيجاد حلول مناسبة وذلك لعدم وجود خطط استراتيجية لمعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه العملية التربوية، حتى أصبح التعامل مع التعليم بشكل طائفي وبعقلية متخلفة، ولم يضع ميزانية التعليم في خدمة التربية والعملية التعليمية وانشاء المدارس وتجهيزها اذ تعاني العديد من المدارس خاصة تلك الموجودة في المناطق الريفية من كثير من المستلزمات الضرورية للجانب التعليمي والتربوي.

 

ضعف امكانيات وكفاءة المعلمين الكادر التعليمي وعدم اتباع سياسات التعليم الحديثة والمعايير التدريبية المناسبة في كليات التربية لأعداد وتدريب معلمين على التطورات والأساليب الحديثة ، فالمعلم هو العنصر الرئيس في النظام التعليمي لأنه يلعب دور كبير في اعداد شخصية الطالب في حين نجد في الوقت الحاضر في بعض المدارس  بأن النقص الموجود في الكادر التعليمي يعوض بمعلمين يتعهدون بالتدريس بشكل مجاني  وهم عناصر غير متخصصه وغير مؤهله لتقديم اي ماده، ومن الجدير بالذكر بموجب أحد الاستطلاعات  بأن هناك ما يقارب من سبعمائة وثيقة مزوره صادره من معاهد المعلمين في خمسة محافظات ، اضافه الى ضعف مستوى اخلاص عدد من الكادر التدريسي في إداء دوره التربوي ، مما يؤثر على مستوى الطلبة في ادراك مفهوم المواطنة.

 

السرقات:

 أحد المؤشرات التي تؤكد الفساد المستشري والمتمثل بنهب المخصصات والميزانيات المحددة للأبنية التعليمية وسرقة أموال مخصصه لترميم المدارس او صبغ المدارس باستخدام بدائل مضره صحياً او التقصير في تزويد المدرسة او المعهد او الكلية بالمستلزمات الأساسية، حتى وصل الحال في بعض المناطق من الأرياف الى بناء مدارس طينية، ولابد لنا ان نشير الى ان غالبية المدارس بكل مراحلها بحاجة الى اعادة تأهيل، ولو أمعنا في نمط هذا الفساد لوجدنا تفنن ومهارة تفوق قدرة الشيطان.

 

ان الشعوب المتقدمة تولي اهتماما كبيراً في مجال التعليم في مراحله المختلفة في    الدراسات والبحوث والدوائر العلمية ابتداء من المرحلة الابتدائية ولغاية الدراسات العليا، غير ان ما يجري في بلدنا في الوقت الحالي هو عملية افراغ العملية التربوية من محتواها الحقيقي، خدمة لأجندات خارجية.






السبت ٢٥ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو يعرب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة