شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

برنامج

كتاب الشهر

 

للكتاب والقراءة أهمية عظمى في حياة الأمم والشعوب، وفي عالمنا المعاصر حيث تحتدم التحديات والمتغيرات في مختلف الاصعدة والمجالات ، اصبحت المعرفة احد اهم الاسلحة التي تتسلح بها الشعوب في كفاحها حتى اضحت حاجة جوهرية لا غنى عنها من اجل البقاء وتحقيق التطور والازدهار. وفي ظل عمليات التجهيل المنَظَم والمتَعَمَّد للاجيال الصاعدة من الشباب في وطننا العربي يحتل هذا الامر اهمية استثنائية. وتساهم العديد من الاصدارات العربية الحديثة في القاء الضوء على القضايا الملحة في وطننا العربي، وتنوير الرأي العام ونخبه الفكرية والثقافية، وتعميق الوعي لديها، فتشكل منارات هادية تضئ الطريق امام ابناء الامة ولا سيما اجيالها الصاعدة ، لتتزود منها بالمعرفة اللازمة لمواصلة الطريق في دفاعها عن خيارات الامة وحقها في الحياة  ومواصلة رسالتها الخالدة بين الامم.

يسلط برنامج  " كتاب الشهر " الضوء على هذه الكتب ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في تعميق الوعي فيقدم خلاصات للنصوص الجديدة  في مجالات الثقافة القومية والفكر العربي المعاصر والتحديات الراهنة في مختلف المجالات ، تشترط الرصانة الموضوعية ،وتضمن  الفائدة العامة  لجميع القراء والمتصفحين . ولإثراء  النص وتعميق مضامينه ، يشرع  كتاب الشهر نوافذ للحوار العلمي ، وتبادل وجهات النظر .

 

 كتاب هذا الشهر يحمل عنوان : تهافت الأصوليات الإمبراطورية وشروق العصر القومي

 

 

قراءة في كتاب

تهافت الأصوليات الإمبراطورية

وشروق العصر القومي

 

الجزء الثاني

 

الحل في المفهوم القومي والدولة القومية المدنية

الذي افترض فيه الباحث أن الحل لا بدَّ من أن يكون عبر المشروع القومي العربي. ولهذا خصص الباحث لها ثلاثة فصول، الخامس والسادس والسابع. وتوَّج البحث بخاتمة تسهم في تأسيس أفكار ومشاريع تصب في خدمة الحل القومي العربي.

 

 قبل ردم المسافة بين الديني السياسي وبين القومي، التباسات للمعالجة:

يستهل الباحث هذا الفصل بتحديد العلاقة بين الطبقات الاجتماعية والتيارات السياسية، بمن فيها التيارات الدينية والقومية، بالإضاءة على أهمية عوامل التعاون بينها في معارك الاستقلال الوطني، التي من دون الحصول عليه، فلا معنى للعمل من أجل تجميل الدولة ورأسها مهدَّد بالقطع. ويصل إلى البرهان أنه بالإمكان توحيد الجهود على تلك المستويات من خلال ثورات التحرر الوطني في أكثر من قطر عربي. وأما السبب فلأنه (حيثما تشارك الديني والوطني في معارك الاستقلال السياسي كانت تذوب المشاعر الدينية لصالح المشاعر الوطنية، لكنه عندما تعجز السلطة الوطنية عن الغاء هواجس الخوف المتبادل بين الإثنيات الدينية، أو عن إحداث مصالحة بينها، أو بالتالي عندما تعجز عن توفير العدالة والمساواة الطبقية، فإنها كانت تترك مساحة فراغ يتسلل إليها أي اتجاه معادي ويعمل على ملئها وتعميقها).

ومن أجل ردم الهوة بين التيارات القومية والدينية يقول: (وكما أن التأسيس للمجتمع القطري يتمُّ عبر استبدال نخب المجتمع بالمجتمع النخبة، كذلك يتم الانتقال من المرحلة القطرية إلى المرحلة القومية، في العمل على توليد المجتمع القومي الواعي الذي يجد، نظرياً على الأقل، أن المرحلة القومية هي حاجة ضرورية لحماية المكتسبات القطرية وليست عبئاً عليها أو مصدراً لخوفها).

كما ويتطلب تفعيل التعاون والانسجام والتنسيق الايجابي بين فئتين من العرب:

الأولى: فئة ابناء الامة المسلمين: تشعر بأن التاريخ العربي الإسلامي هو تاريخها، والأمجاد أمجادها، فارتبط عندها العقائدي- الديني بالتاريخي- السياسي.

 أما الثانية  وهي فئة العرب غير المسلمين التي يشعر بعض افرادها أنها تقف على حافة ذلك التاريخ، كما أنها تتطلع إلى المشاركة والمساهمة في صنعه؛ وهي لا تملك خياراً آخر، بحكم ارتباطها القومي باللغة والجغرافيا، وهذه الفئة من الذين يشعرون بالانفصام بين العقائدي الديني، والتاريخي السياسي.

ولهذا (كانت المؤثرات العرقية والطبقية والمذهبية، حجر الأساس في تنمية الاتجاهات الانفصالية)، وعن هذا يؤكد الباحث على أن التطمين الداخلي، عامل أساسي يساعد تلك الإثنيات للاتجاه نحو الوحدوية الداخلية؛

 لهذا يرى أن الانتقال من الانفصالية إلى الوحدوية له علاقة بالتفاعل بين النظام الفكري/ الثقافي للانفصالية القطرية، وبين النظام الفكري/ الثقافي للوحدوية القومية. وإنه بالقدر الذي تكون فيه تلك المضامين ومكوناتها واضحة، تضمن بدقة مصلحة الإثنيات المتعددة، تتسارع إمكانيات الانتقال بسهولة؛ عبر عملية تربوية نفسية وفكرية سياسية مستمرة وطويلة الأمد.

ومن أجل رؤية واقعية للإشكاليات المطلوب دراستها، ووضع حلول لها، يُفرد الباحث  جزء مهم، لدراسة التجربة العراقية بعد الاحتلال.

 

التجربة العراقية بعد الاحتلال

لقد احتلَّت القضية العراقية بعد الاحتلال مساحة واسعة من الاهتمام العربي والعالمي، بما أظهرته من إشكاليات والتباسات كان لا بُدَّ من التوسع في دراستها، ولهذا يرى الباحث أن الإشكالية العامة في دراستها، تتمظهر في منطقين ومعادلتين:

-المعادلة الأولى: بما أن الحق خاضع لمنطق الأقوى على الأضعف أن يأخذ من حقه ما يجود به القوي، ويتهم أصحاب تلك المعادلة الآخرين، إذا ما ناضلوا لاستعادة الحق كاملاً، بالرومانسية تارة، وبالسوريالية تارة أخرى.

-أما المعادلة الثانية، فتربط منطق الحق مع السيادة بالحق في تقرير المصير الوطني، وبالتالي له ارتباط بمفهوم الكرامة الوطنية والقومية، منطلقين من موقفهم السياسي السلبي من النظام الوطني في العراق، أعلن بعض المثقفين والمفكرين العرب، تأييدهم لمنطق الاحتلال، واستندوا في إعلانهم، إلى شهادات ما سمي ب"المعارضة العراقية". ولما كان على العقل الموضوعي أن يستند إلى شهادات موثوقة، فقد سقطت مصداقية النتائج التي توصل إليها هؤلاء المفكرون والمثقفون بعد أن تأكدت لا وطنية أطراف تلك المعارضة. وتمظهرت تلك اللاوطنية بأنها استقوت بالقوى المعتدية على الأمة العربية وعلى العراق أولاً، وبأنها عادت إلى وطنها العراق على دبابة الاحتلال الأجنبي ثانياً، وأنها أتمرت بأوامر قوى الاحتلال ثالثاً.

وهكذا يترتَّب على النظر إلى القضايا الوطنية والقومية بمنظار الغرض السياسي، وليس بالمنظار الفكري الموضوعي، الكثير من القصور والأخطاء في النظر إلى كل قضية وطنية قطرية عربية. وهذا ما حصل بالفعل من أخطاء في النظر السياسي إلى القضية العراقية، ومنها ظهرت بعض الإشكاليات والاخطاء الجسيمة لدى البعض، ومن أهمها:

الخطأ في تحديد الأولويات الوطنية والقومية النضالية.

والازدواجية بين ظاهرة تتعرض للنقد وأخرى مسكوت عنها.

والتناقض بين دعاة «الواقعية»، ودعاة «الرومانسية».

وإشكالية شرعية تصدير الثورة من الخارج بوسائل القوة.

 

وفي المقطع الثالث من الفصل الخامس، يقدِّم الباحث بعض الأفكار التي تسهم في تصويب مهام الفكر العربي، لمعالجة تلك الإشكاليات، يطرح السؤال التالي:

كيف يستفيد الفكر القومي العربي من تجربة العراق؟ ليجيب:

لقد ظهرت من خصوصيات التجربة العراقية عدة مسائل في غاية من الأهمية، ومنها:

 الالتباس في الموازنة بين الديموقراطية المحلية والسيادة الوطنية.

 الالتباس في الموازنة بين الولاء للمذهب أو الدين والولاء للوطن أو القومية.

 الالتباس في الموازنة بين تحقيق الديموقراطية بنضال يقوده الوطنيون أو طلب المساعدة من قوى معادية خارجية للقيام بالنيابة عنهم في تحقيق الغرض.

ويختم الباحث الفصل الخامس، بما يلي: (وإذا كان من المطلوب أن نحدد مدى استفادة العرب من محنة العراق نرى أنه لن يتم ذلك إلاَّ على قاعدة أن تتشكَّل حركة ثقافية عربية تأخذ على عاتقها تفعيل حركة العقل العربي المجرَّد المرتبط بقضايا أمته ومشاكلها من تعقيدات ومزالق الفعل وردَّات الفعل).

 

شروق العصر القومي تحول جديد في مفاهيم نهاية التاريخ.

يقسم الباحث الفصل السادس إلى أربعة مقاطع وخاتمة: وفي المقطع الأول يؤكد الباحث على أن النظرية القومية العربية حالة ثابتة عصية على الاجتثاث والإلغاء، والدليل على ذلك، أنها ما زالت حية تقاوم ثلاثة أنواع من الإمبراطوريات الجديدة: الاستعمار الأميركي والصهيونية العالمية، ومشاريع الأممية الاشتراكية، ومشاريع الحركات الإسلامية السياسية.

وأما عن النوع الأول:

يعتبر الباحث أن انتقال النظرية القومية إلى المقاومة الشعبية منذ انطلاقتها الأولى بعد الحرب العالمية الأولى؛ وتصاعدها وتوسعها بعد الحرب العالمية الثانية، وتعميقها في تجربة المقاومة الوطنية العراقية في العام 2003، هو دليل على أنها نظرية واقعية، تسطر نهاية التاريخ الرأسمالي الإمبراطوري.

 

وأما عن النوع الثاني،

وعلى الرغم من المخاطر الاستعمارية، لم تلجأ الحركة القومية العربية إلى الارتماء في أحضان المعسكر الشيوعي، بل إنها عقدت معه تحالفات على قاعدة المصالح المشتركة. وأخيراً انهار ذلك المعسكر، واستمرت الحركة القومية العربية تنبض بالحياة تناضل حتى في ظل استفراد الرأسمالية الاستعمارية بحكم العالم.

 

وأما النوع الثالث،

فقد اكتشفت الحركة القومية العربية مخاطر مشاريع حركات الإسلام السياسي وتأثيراته على تفتيت الوطن العربي إلى دويلات طائفية متناحرة، تحمل أوبئة التقسيم، ولا تنفصل مشاريعها عن مثيلاتها الاستعمارية والصهيونية. مبينا الاسباب  والعوامل التالية:

 في عصر مبادئ حرية الشعوب بتقرير مصيرها، تستحيل العودة إلى مرحلة الدولة الدينية المفتوحة الحدود.

 استحالة الاتفاق على مفاهيم المقدَّس عند العديد من الأديان والفرق المتفرعة عنها.

 مفاهيم التكفير، وسهولة اطلاقها من قبل البعض على الاخر، تؤدي إلى اقتتال دائم بين رعايا الدولة الواحدة.

 التباس مبادئ الانتماء والولاء إلى دين أو مذهب، أو الانتماء والولاء إلى الدولة الوطنية.

لماذا نراهن على صلاحية الدولة القومية؟

يبدأ الباحث بالتأكيد على أن النظام السياسي القومي في العالم قد حقق عدة مكاسب فاذا ما اخذنا أوروبا مثلا نجده حقق للمجتمعات الأوروبية ثلاثة مكاسب، وهي:

-الأول: استقلال سياسي واقتصادي يعيدان صياغة أسس جديدة لمجتمع متجانس قومياً، ويوظف إمكانياته وثرواته لمصلحة المجتمع القومي نفسه.

-الثاني: استقلال فكري

الثالث: وفَّرت عوامل الاستقرار والحوار بين قوميات أوروبا.

وبعد أن يقوم بتفصيل مسهب لفضائل قيام نظام قومي عربي وانعكاساته الإيجابية على كل الأقطار العربية، ومن خلال هذه الرؤية، وبناء على نتائجها، ينهي الباحث هذا الفصل، بالمقطع الرابع، وخاتمة الفصل، تحت عنوان (رؤيتنا للمستقبل مشرقة). فيعالج الباحث مميزات نظام الدولة المدنية، تحت العناوين التالية:

 

ثوابتنا وطنية وقومية

ثوابتنا تكاملية بين أبناء الوطن الواحد، وإنسانية بين قوميات العالم  واهمها ما يلي :

أ‌-              الثوابت على صعيد الأنظمة القومية

ب- المضمون السيادي للقومية

ج- المضمون العلائقي في المجتمع القومي ويشمل المضمون الطبقي القومي منع استغلال طبقة لطبقة أخرى والمضمون الروحي القومي التزام وليس إلزاماً

د-ثوابت إنسانية في العلاقة بين القوميات

 وينهي الباحث الفصل بخاتمة تحمل العنوان:

 (الشعور القومي ليس نزعة رومانسية).






الاربعاء ٦ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والإعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة